مقالات

قنابل القضاء على المستقبل

بدون سين أو جيم وبغض النظر عن الارهابين الموجودين في ادلب وليس دفاعا عن احد سوى الدفاع عن الاطفال والطلاب الابرياء وبكلمة واحدة ما جرى في ادلب قبل عدة أيام تُعتبر جرائم حرب من نوع خاص وتُعتبر جريمة ووصمة عار على جبين المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي والامم المتحدة.

بهذه المناسبة قال عقب ذلك سفير روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين ” انه لأمر مروع وأنا آمل بأن لا يكون لروسيا اية علاقة بذلك ” ولكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية قالت ” بأن لا علاقة لروسيا بهذه التراجيدية المروعة ” وأكد وزير الدفاع الروسي بأن الطيران السوري لم يقم أيضا بذلك، وأردف بأن الطيران الروسي والسوري لم تقم بالقصف بل ولم تطر منذ تسعة أيام فوق سماء حلب بل وخارج حلب بقطر 10 كم.

وبات من المعروف بأن روسيا تدعم النظام السوري دبلوماسيا وماديا ومعنويا واقتصاديا وبات من المعروف ايضا بأن القصف كان يوم الاربعاء الماضي الواقع في 26 / 10 / 2016 م وكان نتيجة القصف على مدرسة في ادلب بحسب معطيات اليونسيف استشهاد 22 طالبا وستة معلمين بهجوم لستة مرات متتالية، ولكن ارقام الضحايا من قبل منظمة حقوق الانسان السورية تزيد عن الارقام السابقة بسبعة ضحايا واتهمت المنظمة الاخيرة النظام السوري او الروسي بارتكاب تلك الجريمة وهي ترتقي بكل وضوح الى مرتبة جرائم ضد الانسانية بحسب المعايير الدولية القانونية، انها فعلا تراجيديا مروعة وفضيحة دولية من العيار الثقيل.

والبارحة وفي المؤتمر الصحفي المشترك في موسكو بين وزراء خارجية روسيا وسوريا وايران قدم هؤلاء لانفسهم براءة ذمة مدّعين بان لا علاقة لهم بما جرى في ادلب، ولكن أن لا يكون لروسيا علاقة بذلك فهذا ما لا يعتقده اي شخص يتابع الاحداث هناك ولا يستطيع طائرات النظام ايضا الطيران الا باذن مسبق من روسيا وتنسيق كامل معها وهذا النظام يقوم وبمساعدة روسيا بالقصف العشوائي او المستهدف وعلى مرأى ومسمع من العالم ووسط تفرج الغرب وامريكا على المشاهد الكارثية التي تحدث لاطفال سوريا.

امريكا المشغولة بانتخابات الرئاسة التي ستجري في بداية الاسبوع الثاني من الشهر المقبل باتت عاجزة وتركت الحبل على الغارب لروسيا والاتحاد الاوربي ليست لديه الارادة باتخاذ قرارات جريئة دون الدعم الامريكي، فهذا الاتحاد الذي هدد ووعد روسيا وشركائها بالعقوبات في جلستها في الاسبوع الماضي لم يقم بذلك ولم يقم بأي شيء ملموس، بل وأفاد بأنه سيقوم باثارة الموضوع عندما يحدث أسوأ ممّا حدث وهنا العذرأقبح من الذنب، ولكن الاتحاد لم يبين بالضبط ما الذي يجب أن يحدث حتى يُعاقب روسيا؟!

جدير بالذكر بأنه منذ بداية الحرب الاهلية في سوريا قبل حوالي خمسة سنين أحصى اليونسيف 4000 هجوما على المدارس، وعلى الرغم من ان المدارس والابنية التعليمية وايضا المشافي تُعتبر خطا احمرا بحسب القوانين الدولية ويُمنع الهجوم عليها ومُن يقم بذلك فهو يعرض نفسه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية الا ان ذلك لا يزال يحدث على مرأى ومسمع العالم.

يبدو بأننا سنشهد وللاسف مزيدا من تلك الجرائم في الاشهر القادمة على الاقل حتى انتخاب رئيس قادم لامريكا ووقوفه على الكرسي الرئاسي في نهاية كانون الاول من العام المقبل وسنشهد وللاسف استشهاد مزيدا من الاطفال السوريين الذين سيُقضى على مستقبلهم ويُدفن احلامهم معهم، وحاليا لا يوجد اي ضوء في نهاية النفق بل ويوجد فشل دبلوماسي وراء آخر وفشل جنيفي وراء آخر وفشل في مجلس الامن وراء آخر ولكن النجاح فقط هو القضاء على المستقبل بواسطة القصف الجوي والارضي.

سيف دين عرفات – ألمانيا

زر الذهاب إلى الأعلى