مقالات

في أيةِ قائمةٍ تريدونهم؟ الإرهابُ أم الشراكة

riyad-jolloرياض يوسف – كثيرةٌ هي المواقف السلبية التي اتخذتها وأبدتها ما يسمي نفسه المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف السوري تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية في روج آفا؛ من اتهامها بارتكابِ مجازرَ بحقِّ العربِ في مناطق الصراع, إلى التهجير القسري والتغيير الديموغرافي لسكان بعض المناطق العربية, والغاية منها زرعُ الفتنةِ بين الكُرد والعرب والكُردِ والمكونات الأخرى. وبالتالي يُشرِّعُ الاقتتال بينهم ومحاربتهم.

في الكثيرِ من البيانات باسم بقايا المجلس الكردي طالبوا فيها المجتمع الدولي الوقوف على قرارها, وإيقاف دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية, بل وذهبوا إلى أبعدِ من ذلك في بذلِ الحثيثِ من الجهدِ لمحاولة وضع أسمائهم في قائمة الإرهاب كما ترغب حليفتهم وممولتهم تركيا وقصفهم وإيقاف تقدمهم وتطورهم.

جهودٌ كبيرةٌ بُذِلت من طرفِ تركيا وربيبتها الائتلاف السوري وبقايا المجلس الكردي لكسرِ شوكةِ هذا الحزب وجميع القوى العسكرية الفاعلة على أرض روج آفا, بعد أن تيقنوا أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لن تقبلَ بهذه القوى في قائمة الإرهاب العالمي مثلما تدعي تركيا وحكومة العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان. لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تنظر إلى هذا الحزب وإلى هذه القوات العسكرية نظرة اردوغان, وهي نظرة لم ولن تختلف منذ ولادة السلطة العثمانية إلى كمال أتاتورك إلى السلطة الحالية.

في بعضِ الأوقاتِ المتقاربةِ قد نسمعُ همساً أو نقرأ مقالاً من بعض متصفحي شبكات التواصل الاجتماعي (المجتمع الفيسبوكي) أو على لسان أحد رموز المجلس الكردي ENKS مفاده إن لهم في الائتلاف السوري (المعارض), ائتلاف رياض حجاب، وأسعد مضر الزعبي، مشروعاً كردياً ليس بمقدورِ أيةِ قوةٍ أو حزبٍ على الأرض أن يقف في وجهه في وجه الطموح القومي الكردي والمجلس الكردي المصون الذي يمثل الشرعية السياسية لهذا المشروع.

والسؤال الذي يُتداول والذي باتت الإجابة عليهِ لا مناص منه مقابل هكذا مشروعٍ مزعوم هو, هل لهم (فؤاد عليكو – عبد الحكيم بشار – إبراهيم برو) إن يدلوا الكرد على هذا المشروع الوطني القومي الكردي؟ أين هو ما برنامجه؟ ما هو مضمونه وجوهره؟ كيف هو شكله الذي اتفقوا عليه؟ ماهي بنوده وكيف هي مبادئهُ؟ وعلى ماذا يستند؟ أين هي قوته العسكرية التي ستحقق هذا المشروع؟ ماهي حدود هذا المشروع؟ وهل هي دولة قومية تخدم الكرد عكس مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لا يخدم الكرد (حسب زعمهم)؟ أَم أنها دعوةٌ إلى إنشاء فدراليةٍ قوميةٍ كردية؟ أَم أنها فدرالية جغرافية؟ أم إدارةٌ محليةٌ موسعة؟ أم حكمٌ ذاتيٌ؟ وأين يبدأ وأين ينتهي في حدوده (إن وجدت له حدودٌ أصلاً)؟

وإذا سَلَّمَ الكرد جدلاً إن هناك هكذا مشروع وبهذه المعطيات, إين يمكنهم الاطلاع عليه وعلى تفاصيله الحالية؟ وفي برنامجِ أيِّ حزبٍ من أحزاب المجلس الكردي تم تدوينه وأخد العمل به, ليتم مقارنته مع ما قام به حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  وشركائه من الأحزاب والمكونات الأخرى في روج آفا وقوات سوريا الديمقراطية ومن ضمنها وحدات حماية الشعب والمرأة.

كلُّ هذهِ العدوانية من طرف المجلس الكردي في الائتلاف السوري تجاه الـ PYD, كل هذا التشهير ومحاولات التشويه المغرضة, والمحاولات الفاشلة في محاربته والقضاء عليه وتحريك الشعب في داخل روج آفا لزرع الفتنة واختلاق الشائعات التي تكيد لهذا الحزب, وأنتم تقولون بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ينكر وجودنا ويقصينا ونحن نريد الشراكة معه على أرض روج آفا!!؟ …….. تريدون الشراكة؟

أنتم تتهمون هذا الحزب بالإرهاب وتعملون جاهدين على وضعه على قائمة الإرهاب الدولية كما ذكرنا آنفاً وتقولون نريد شراكته!!

أوليس الشراكة مع الإرهاب هو الإرهاب بحد ذاته؟

في الكثيرِ من مواقفِ شركائكم في الائتلاف كان هناكَ تماديٌ وشتمُ وتصغيرٌ للكرد من غسان عبود إلى الحجاب إلى عطا كامل إلى أسعد مضر الزعبي وكثيرون غيرهم.

 لن أدخل بدوري في تفاصيل حديث كل هذه الشخصيات الشوفينية الحزبية والتي تربت في مدارس البعث الشوفيني. سأكتفي بالزعبي أسعد عندما أتهم كل من وحدات حماية الشعب والمرأة والبيشمركة والأيزيديين بالإرهاب, ووقفتم صامتين تتفرجون وتحاولون إيجاد مبررٍ كالعادة, أو ترقيعه بحجةٍ واهية أقبح من الذنب. تتفرجون وتنتظرون الأوامر الفوقية لتلقنكم ما يجب أن تقولوه دون وجهِ خجل. وجاء بيانكم بقرارٍ من أسيادكم يحمل صفة الخشوع والخنوع والتنازل والموافقة العمياء للقبول بقوات حماية الشعب والمرأة والأيزيديين بأنهم إرهابٌ, وأنكم مع هذا القرار الصادر من حلفائكم في الائتلاف الذين همشوكم وأقصوكم في اجتماع الهيئة العليا للتفاوض في لندن, ورفضت الاعتراف بوجود قضية كردية أو حتى وجود الكرد، وفي الكثير من المواقف المشابهة, ومازلتم مُصرّين على البقاء في هذا الائتلاف بل أكدتم إنكم متمسكون بالائتلاف جملةً وتفصيلاً في آخر اجتماعاتكم في مدينة قامشلو.

إذاً أنتم مع الائتلاف ضد حزب الاتحاد الديمقراطي تصفونه بالإرهاب لا بل تحاولون القضاء عليه وإلغائه, وتجهدون مع حلفائكم في خلق قوات وجهاديين لمحاربته وإبادة الكرد وضرب رقابهم في كل يومٍ يمضي, وتتدعون بأنكم تريدون شراكتهم في الوطن!

أيَّةُ شراكةٍ تلكَ وبهذه العقلية و بهكذا حلفاء؟

وفي أيَّةِ قائمةٍ تريدون هذا الحزب وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة؟

في قائمة الشركاء حسب ادعائكم وزعمكم, أَم في قائمة المُطالَبينَ والإرهاب الدولي حسبما تعملون وتجاهدون؟

زر الذهاب إلى الأعلى