ثقافة

فتح ستوديو فلك يعيد رونق الفن إلى قامشلو

studu-felekبعد عودته من بلاد المهجر عمل على إعادة إحياء أحد أهم مراكز الفن في قامشلو (ستوديو فلك) وترميم دار المرحوم الفنان محمد شيخو, لذا أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي لقاءً مع الفنان الكردي بهاء شيخو للاطلاع على أهم المجريات بهذا الصدد وبخصوص عودته إلى روج آفا.

وهذا نص الحوار

وجودي بين شعبي زادني اصراراً على العمل إلى جانب شعبي وعلى تراب بلادي

 في هجرتي الأولى من روج آفا قبل بدأ الصراع في سوريا بشكلٍ عام قبل 11 سنة وقراري بالعودة إليها كان منذ خروجي, ولكن ظروفٌ معينةٌ كانت تقف عائقاُ أمام عودتي إلى بلادي, رغم ذلك لم تنقطع زيارتي عن روج آفا, عودتي الأخيرة إلى أوروبا دامت فترةً طويلةً وعودتي إلى روج آفا أتت عن سابقِ إصرارٍ وتصميم, وما زادني على الإصرار وإرادة العودة هو ما تحقق فيها من انتصارات, ووجودي بين شعبي زادني قوةً وعزيمةً في الإرادة واليوم روج آفا تتجه نحو البناء رغم الظروف الصعبة التي عاناه شعبنا, ولعل هذ الانتصارات والمكاسب كانت نتيجة المقاومة التي أبداها ابناء روج آفا في الدفاع عنها بدمائهم.

البعض روجوا للهجرة لإفراغ روج آفا من شعبها

 إن الهجرة التي كانت تُرَّوَّجُ لها من قِبَلِ بعض الأطراف, وربما كانت ممنهجةً بعض الشيء ولعل المستفيد الأكبر والطرف الأكثر ترويجاً كانت الدولة التركية والتي استغلت ورقة المهاجرين كضغطٍ على أوروبا وهذا ما نشهده اليوم, التاريخ سيكشف نوايا البعض من هؤلاء الذين روجوا للهجرة وإفراغ روج آفا عبر وسائل إعلامية وادعائية, وعملوا على تضليل الواقع الحقيقي في روج آفا, وأُضُيف أن أوروبا هي المستفيدة الثانية من هذه الهجرة والتي تمثل قوة بشرية شابة وعاملة فيها.

ندائي كفنان إلى القوى الكردستانية أن يعملوا على رصِّ صفوفهم في المرحلة الراهنة

 على القوى السياسية الكردية الكردستانية أن يُدرِكوا المرحلة الراهنة وخاصةً بعد أن انتهت اتفاقية سايكس بيكو, ما قام به القوى الكردستانية التي تحارب الإرهاب في كل الجبهات من عفرين إلى شنكال وكركوك أزالت ما رسمته القوى الاقليمية والدولية من حدودٍ وعوائقَ أمام توحيد الشعب الكردي, وندائي كفنان عبر صحيفتكم إلى جميع القوى الكردستانية أن يعملوا على توحيد ورصِّ الصفوف, ويتقربوا أكثر من بعضهم في المرحلة الراهنة, وأنا أرى أن مستقبل روج آفا يتوجه نحو التحرر والبناء والازدهار وفي وقت قريب, وخاصةً بعد قرار الإدارة الذاتية والقوة الفاعلة في روج أفا بتفعيل قرار تشكيل مجلس لإعلان الفدرالية في روج آفا – شمال سوريا, وهذه الخطوة دليلٌ على ما تحقق في روج آفا, وما سيتحقق على الصعيد الكردستاني من إنجازٍ تاريخي, وحالة تعايش الشعوب والمكونات في روج آفا دليلٌ على ذلك,

مساندة ودعم ثورة روج آفا واجبٌ يقع على عاتق كل فنان, الفنان الكردي وحسب امكانياته المتاحة أستطاع أن يضع بصمته في هذه الثورة ولو بنسبٍ متفاوتة, العديد من الاحتفالات التي شاركتُ بها كان ريعُها يذهب لدعم أبناء روج آفا, وأعتبرُّ القيام بهذه الأعمال التي تصب في خدمة ومساندة ودعم روج آفا واجبٌ يقع على عاتقِّ كلُ فنانٍ ومثقفٍ وشاعر, وكل من يتقاعس عن ذلك سيكون في محل لومٍ وعتاب, أكثر من سبعة عشرة احتفالية شاركت بها لدعم روج آفا

البطولات التاريخية والملاحم الثورية التي صنعها أبناء روج آفا بدمائهم لا يمكن لأي عملٍ فني أن يعطيها حقها.

العديد من الفنانين شاركوا في هذه الثورة وحملوا السلاح إلى جانب وحدات الحماية وهم أكثر قدرة على التعبير عن هذه الملاحم وذلك لاحتكاكهم المباشر ومعايشتهم لواقع الثورة في ميادين البطولات والمقاومة, الفنان الكردي عليه أن يغني عن معانات وانتصارات وبطولات شعبه وعن تراب وأشجار وأنهار وثورات شعبه.

 ترميم منزل الفنان المرحوم محمد شيخو وإعادة إحياء وافتتاح ستوديو فلك من أولويات أعمالي

بعودتي إلى روج آفا قُمتُ بإعادة ترميم منزل الفنان المرحوم محمد شيخو, وستوديو” فلك ” لما له من رمزية وقيمة معنوية كبيرة لدى الشعب الكردي في روج آفا وخاصة في قامشلو, وهذا العمل بالنسبة لي له أهميةٌ خاصة.

 ستوديو فلك الأستوديو الذي قمنا بفتحه في ظل ظروفٍ مادية صعبة أنا والفنان محمد شيخو, وعملنا سويةً في عام 1987, ولكن تم أغلاقه بالشمع الأحمر بعد مرور خمسة عشر يوماً من افتتاحهِ وذلك من قبلِ السلطات الأمنية البعثية في قامشلو, وبطلبٍ رسميٍ من محافظ الحسكة آنذاك, وأعتقد أنه كان يدعى مصطفى ميرو, وتم مصادرة كلِ محتويات الأستوديو وقاموا بأخذها إلى الحسكة واحتجزوها, وقد كان سَببُ التشميع هو قيامنا بتسجيل كاسيتً لـ (كوما برخودان) آنذاك, ولأسبابٍ أخرى حيث كان المرحوم يتعرض بشكلٍ مستمر للمضايقات والاعتقال من قبل سلطات الحكومة البعثية.

 وهذه المرة الثالثة التي أفتحُ فيها ستوديو فلك, حيث كان افتتاحها في المرة الثانية في عام 1992 أي بعد مرور خمسة أعوام على أغلاقها وتشميعها, وقد قُمتُ باسترداد المحتويات من محافظة الحسكة بعد تشميعها بسنة تقريباً, وتجديد المنزل والاستيديو له قيمة معنوية وثقافية كبيرة, حيث أن المنزل والأستوديو كانا مركزاً, ومكاناً للعديد من الفنانين والمثقفين الكرد ولعل افتتاح الأستوديو في هذه المرحلة التي يمر بها روج آفا وفي ظل هذه المكتسبات سيشكل مركزاً فنياً وثقافياً, وأنا بدوري لدي مشاريعي الفنية وبشكل يليق بالمرحلة الراهنة فالفن جزء من الثورة.

ندائي في الختام إلى كل الفنانين في الداخل وفي الخارج أن يدركوا حاجة روج آفا إلى وجودهم بجانب شعبهم لما للفن من تأثيرٍ في رفع المعنويات وإعطاء الثورة رونقاً ثقافياً

وندائي إلى كلِّ كردي سواءً كان في الداخل أم في الخارج مساندة ثورة روج آفا ضمن امكانياته المتاحة أن روج آفا تتجه نحو الحرية والبناء والازدهار.

زر الذهاب إلى الأعلى