حوارات

عواس: وقفنا مع ذاتنا فوقف العالم معنا

awas-aliفي ضوء المستجدات الأخيرة على الساحة الدولية والإقليمية والمحلية بشأن الوضع السوري عامةً والشمال السوري على وجه الخصوص، ارتأت صحيفة  الاتحاد الديمقراطي أن تجري حواراً مع الإداري في لجنة العلاقات الدبلوماسية في حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة كوباني، المحامي عواس علي للتباحث حول آخر هذه المستجدات:

بدايةً نرحب بكم الأستاذ عواس علي في صحيفة الاتحاد الديمقراطي، ويسرنا أنك اليوم ضيفٌ عزيزٌ في صحيفتنا، وسؤالنا الأول لكم:

1- بصفتكم عضو إداري في لجنة العلاقات في حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة كوباني، كيف تستطيعون تقييم العلاقات مع باقي المكونات في المنطقة، لاسيما بعد تحرير مدينة منبج، وكون الرقة على الأبواب؟ ومدى تقبل وانفتاح هذه المكونات واطمئنانها لهذه العلاقات؟

نحنُ أصحابَ مشروع؛ طرحنا مشروعنا لحل القضية السورية المعقدة، ومشروعنا يتمحور حول جانبين الجانب الدولي والجانب الداخلي، وأتوقع أن يكون مشروعنا هو المشروع الوحيد المتضمن للحل, طرحنا مشروعنا على الصعيد الدولي والمتضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتعهدنا بكل مواثيقنا بالحفاظ والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية.

أما على الصعيدِ الداخلي تضمن مشروعنا مشروع فلسفة الأمة الديمقراطية المتمركز على  الاعتراف بخصوصية جميع المكونات داخل سورية بالتساوي،  ويضمن مشروعنا حق كل مكون في العيش وفق خصوصيته، وضمان ذلك بتضمينه في دستورٍ ديمقراطي، وضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة بالتساوي بين جميع المكونات، وأتوقع أن الثورة السورية لم تكن ثورةً من أجل رغيفِ الخبز، بل كانت ثورةً من أجل الحرية والكرامة ضد النفس الشوفيني وإنكار وجود خصوصية كل مكون من مكونات الشعب السوري وصهرها ضمن الدولة القومية، بعربه وسريانه وكرده وعلوييه ودروزه ….، وطالما مشروعنا يضمن الاعتراف بخصوصية كل مكون، ويضمن الحقوق والحريات العامة والخاصة، ويصونُ كرامة المواطن وحريته سيتقبلهُ الجميعُ ضمن مبدأ الوطن للكل والكل للوطن، وبدأنا نرى ملامح بذور مشروعنا التي زرعناها بإصرارنا، ورويناه بدماء الشهداء، وخيرُ مثالٍ كان الحياة والعيش المشترك بين جميع المكونات في منبج  على أرض الواقع، حيث تم تشكيل مجلس منبج المتضمن 60% من المكون العربي و25 % من المكون الكردي و11% من المكون التركماني و 8 % من المكون الشركسي و 1 % من الأرمن و 1 % من الجيجان.

٢- رغم الظروف الصعبة لروج آفا، استطاعت الإدارة الذاتية الديمقراطية أن تتطور بمنظورها الشامل لتطرح مشروع الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا، فما الخطوات التي مرت بها الإدارة الذاتية حتى وصلت إلى الفيدرالية، وما رأيكم بهذه الفيدرالية؟

منذ بداية الثورة السورية بحثنا في أسباب الثورة السورية، وطرحنا الحلول  المناسبة بما يتوافق مع مصالح الشعب السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية والإملاءات الدولية، لجأنا إلى الشعب، بينما لجأ غيرنا إلى طلب المساعدة من  أصدقاء الشعب السوري وكلنا يعرف، لا يوجد أصدقاء في السياسة بل مصالح،  فبدأنا بوضع الخطوات الأولى للحل، ونوهنا وحذَّزنا من المجموعات المسلحة التي بدأت تقتل وتُكَبِّر باسم الله،  تنهب وتكبر وقلنا هدف الثورة تغير النظام مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، وبدأنا بالخطوات الأولى في روج آفا طرحنا مشروع الإدارة الذاتية والدفاع الذاتي، ونجح الشعب في إدارة روج آفا بجميع مكوناته، واحترمنا خصوصية كل مكون، فكان المثال الأمثل للحل ثم انتقلنا إلى طرح مشروعنا على الساحة الدولية كمشروع الحل الأمثل للقضية السورية، فكان مشروع الفدرالية لشمال سورية بدايةَ الحل للأزمة السورية، والخروج من نفق صراع المصالح الدولية، وبدأنا بتطبيق مشروعنا على أرض الواقع، ووقفنا وقاومنا جميع المؤامرات الخارجية التي كانت تسعى إلى إفشال مشروع الفدرالية – وقفنا مع ذاتنا فوقف العالم معنا – انتصرنا وخسر من كان يحارب بالوكالة لتحقيق مصالح وإملاءات خارجية، والآن أدرك المجتمع الدولي بأن الحل الأمثل للصراع السوري هو الفدرالية, ومنذ أيام طُرِحَ مشروع الإدارة الذاتية والفدرالية على لسان ساسةٍ من داخل فلسطين وإسرائيل على أنه الحل الأمثل للقضية الفلسطينية وإسرائيل.

٣- روسيا وتركيا وإيران تنتقل من اجتماع الآستانه إلى موسكو، واجتماع جنيف على الأبواب مع اعلان تأجيله لنهاية شباط الحالي؟ وكذلك مسودة الدستور الروسي المقترح؟ فما هي رؤيتكم في هذين السياقين؟؟

أنَّ ما دارَ في الآستانة كان عبارةً عن اجتماعِ مجموعات مسلحة تعمل بالوكالة عن الدول المجتمعة، وأغلب هذه المجموعات محصورةٌ ضمن مدينة ادلب – تركيا هدفها محاربة الوجود الكردي بأيِّ شكلٍ من الأشكال عن طريق مجموعات مرتزقة تعمل بالوكالة عن النظام التركي – داعش  وإخوتها – وروسيا هدفها الحفاظ على مصالحها عبر الحفاظ على النظام، وإيران هدفها الحفاظ على حزب الله والمشروع الطائفي على سواحل البحر التوسط – مع الأسف غاب عن هذا الاجتماع ممثل مصالح الشعب السوري، وجميع هذه المجموعات تتصارع على السلطة بالوكالة, وأتوقع أن المجتمع الدولي باتَ يُدْرِكُ أن مفتاح الحل العسكري بيد قوات سوريا الديمقراطية، والحل السياسي بيد حزب الاتحاد الديمقراطي وإلا جميع هذه الاجتماعات من جنيف 1 إلى جنيف 10 نسخٌ متكررة.

أما بخصوص الدستور المصاغ من قبل روسيا اتوقع أنه يُلامسُ واقع الحال.

زر الذهاب إلى الأعلى