حواراتمانشيت

عبد الله: سنكون طرفَ مشروعنا الديمقراطي … طرف الفيدرالية الديمقراطية

asiya-abdelaa ثلاث سنوات مرت على مشروع الإدارة الذاتية والتي كان لحزب الاتحاد الديمقراطي دوراً بارزاً في تثبيته على قدميهِ، كيف تقيّمين ما تحقّقَ من انجازات؟ كم مسافة قطعْنا؟ وهل ما زال الطريق طويلاً؟

عقدنا الكثير من المؤتمرات في كانتون الجزيرة وها نحن نعقد اليوم المؤتمر الثاني لإيالة كركي لكي على أساس ومبدأ الأمّة الديمقراطيّة وأخوة الشعوب والحياة الحرّة والمرأة الحرّة، هذه الأسس التي اتخذّها حزبُ الاتّحاد الديمقراطي واستقاها منذ البداية من فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان، في سبيل تحقيق الحريّة وحلّ مشاكل جميع الأديان والإثنيات والأعراق في روج آفا وشمال سوريا والشرق الأوسط كَكُلّ، والقضاء على كل أشكال الدكتاتوريّة والاضطهاد وفاشيّة الدول والذهنية القومويّة التي تطبّقُ على شعوب المنطقة ونقول لهم: ” نحنُ بإرادتنا وقوتنا وتدريبنا وتنظيمنا، وبهذه الفسيفساء التي عشناها مع بعض في هذه الأرض منذ مئات السنين، مع جميع مكوّنات المنطقة سنتمّكن من تغيير هذه الذهنيات، وسنستطيعُ تطبيق هذه الفلسفة التي لا بديلَ لنا عنها على الأرض، ونستطيع من خلالها العيشَ بكرامة على أرضنا”.

الكلُّ يستطيعُ التعلُّم بلسانه الأمّ، يستطيع ممارسة ثقافته وشعائرهِ وعاداتهِ وتقاليدهِ.

 اليومَ أصبح للحزب جماهيرَ وأصدقاء، وهم قوّةٌ لنا في جميع الساحات المحليّة والدوليّة، طبعاً وقفنا في وجه جميع الحركات والقوى الفاشيّة بكل قوتّنا والطريق ما زالَ طويلاً، ونقول لجميع مَن يهاجم روج آفا ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية والفيدرالية الديمقراطية في الشمال السوري، وكذلك مَن يهاجم انتصارات وتقدُّم قواتنا العسكرية على الأرض: “لنا خطٌّ رسمناهُ لأنفسنا، خطّ الشهداء والوطنيّة ولن نتركهّ، وإننّا مسؤولون عن سياستنا الديمقراطيّة التي تطالب بحرية الشعوب والديمقراطية ولن نتنازل عنه، ونحن مسؤولون عن حماية هذه السياسة وهذا الفكر”.

– يستذكر الكردُ هذه الأيام ذكرى تأسيس جمهورية مهاباد، وها نحن في ذكرى العام الثالث لتأسيس مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطيّة، هل تنزلُ أحلامنا مرّةَ إلى الأرض لنعيش معها سويةَ؟

لمعرفة ما الذي سيكونه مصير الكرد في سوريا في ظلّ التعقيدات الإقليمية والدولية والداخلية يجدرُ النظر مرّةَ إلى التاريخ حيث كانت القوى الكبرى تتنصّلُ من علاقتها بالكرد وتتراجع في دعمها لهم كلّما حققتْ تلك القوى مصالحها.

وفي المقابل كان ثمّة تحدٍّ كرديٍّ مُتجدّد يخرجُ إلى العلن، ويستعدّ لخوض تجاربَ جديدةٍ وبإصرارٍ أكبر وعليه: ما مِن سبيلٍ أمام الكرد إلاّ إبداء مزيد من الحركة كي لا تسقط هذه المرّة، أمام الدور التركي المُحبِط للكرد وتطلُّعاتهم المشروعة.

تموتُ الأحلامُ إنْ جفّتْ ويبسَتْ

وتهربُ الأحلامُ إن تركناها ساذجةً في الهواء، ونحن ننظرُ إليها من على الأرض.

ونحنُ نزرعُ أحلامَنا علينا أن لا ننسى أن نرويها كُلّ يومٍ لنحصدَ زهراً يليقُ بنا.

ونحنُ نُطيّرُ أحلامَنا في السماء، علينا أن نكون حذرين، وأن نُحِكمَ إمساك الخيط، لنطير معها سويّةَ.

الإدارةُ الذاتية الديمقراطيّة في روج آفاي كردستان، انطلقت من أحلام وآمال قاضي محمد إلى حقيقةٍ مُعاشةٍ في الواقع من خلال أفكار القائد أوجلان.

– الآستانة، الحديث الشاغل للمهتمين بالِشأن السوري، لماذا لم نذهب مع الذاهبين؟

مرّتْ الثورة السوريّةُ بعدّة مراحل، ودخلتْ في مُنعطفات خطرةٍ، أدتْ إلى زيادة التعقيدات، بسبب غياب التنظيم الشعبي والحشد الجماهيري الواعي، ولكن هذا لا يعني أبداً أنَّ الانكسارات والعقبات الكثيرة ستقودنا إلى تقديم صكّ استسلام للأطراف المعادية لنا، كما نرى اليوم من قِبَل بعض المُتسلقيّن والمهرولين إلى الحضن التركي.

مؤتمرُ الآستانة هو نتيجةُ عجز المجتمع الدولي المتقاعس عن إيجاد أيّ حلٍ للصراع السوري المستمّر منذ ستة أعوام.

إنّ جميع مَن يحضرُ اجتماع الآستانة هُم لا يريدون الحلّ للأزمة السورية، لأنّ هذا الاجتماعَ يقصي جميع مكوّنات روج آفا والشمال السوريّ، ولن يكون هناك حلّ في هذا الاجتماع، وكلّ اجتماع تكون حكومةُ العدالة والتنمية بقيادة اردوغان حاضرةً فيه.

نحنُ لن نشاركَ في أيّ اجتماع تكون فيه تابعاً لأيّ أجنداتٍ وأيّ قوةٍ تتبع طرفاً من القوى الخارجيّة التي تحمل أجندات تخدم مصالحها، ولا ترى في مصلحة الشعب السوري أساساً لها.

نحن سنكون طرفَ مشروعنا الديمقراطي، طرف الفيدرالية الديمقراطية، طرف الأمة الديمقراطية، ولن نقبل أن نكون تابعين لأحد.

الطريقُ إلى آستانة مجهولٌ وغير سالك، ومهما كانت نتائج المؤتمر فالمؤكدّ أنها لن تُقبَل، ولن تُطبّق على الأرض إلاّ بما يتناسب مع حجم التضحيات لشعبٍ لا يزال يتطلّعُ إلى الشرفاء المدافعين عن الأوطان والحرية والكرامة، والعار لِمن خانَ وضحى بالدماء الطاهرة من أجل مناصبَ مستقبليّة زائلة.

– حزب الاتّحاد الديمقراطي حزبُ الشّهداء ومع ذلك نجدُ مَن يتطاول على قيمهِ وإنجازاتهِ ويصفُهُ بالضعف إلى أين هم ذَاهبون؟!

نحنُ كشجرةٍ توغّلتْ شروشُها في الأرض منذُ العام 2003، ما يؤلمُ الشجرةَ أحياناً ليسَ محاولة قطعِها، المؤلم أنَّ الفأسَ نصفهُ منها.

إنّ حزب الاتحاد الديمقراطي في شخصِ شهدائه الأوائل الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل استمرار هذا الحزب وتقدّمه وتطوّرهِ، ومن أجل سياستهِ وفكره وخطّه الوطني على جميع الساحات، فإنّ الحزب سيستمر في السير في هذا الطريق، ولن يتركه كما قاومَ كل من الشهيد عيسى والأستاذ أوصمان وبافي جودي في سجون النظام البعثي، ولم ينحنوا لهم ووقفوا في وجههم حتى بلوغ الشهادة، وفي شخص الشهيدة شيلان ورفاقها الذين طالتهم أيادي الغدر في الموصل ومثلهم العشرات من الكوادر والقياديين في السجون.

نحن أقوياء بالتفاف كافّة مكوّنات الشعب حولنا، بعزيمتنا، بثوابتنا، بالحفاظ على استراتيجية صلبة نمشي عليها.

كلمة أخيرة تقولينها لصحيفة الاتحاد الديمقراطي

في الختام أقول:” مَن لا يصنعُ بداياتِ الأشياء لا يملكُ القدرةَ على وضعِ نهاياتها”، كما التاريخُ يكتبهُ الأقوياءُ فالمستقبلُ أيضاً يرسمه الأقوياءُ”.

إعداد: سليمان محمود

زر الذهاب إلى الأعلى