المجتمع

سوق القصابين في قامشلو، بين الواقع والطموح

carciya-gosht-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac carciya-gosht-%e2%80%ab1%e2%80%acتقرير: حسينة عنتر

القصابة أو الجزارة مهنة من المهن المعروفة قديماً  بل هي حرفة عرفها  الإنسان  منذ أن وجد على سطح الأرض، أوجدتها حاجة الحصول على الغذاء وخاصة اللحوم، لأنها تحوي على نسبة  جيدة من البروتينات والدسم ولتكون الهرم الغذائي المتناسق، وعبر الزمن تحولت من حاجة إلى مهنة يعتاش منها أصحابها، ويجب أن تتوفر في هذه المهنة الأمانة والصدق، ومن المعروف أن اللحام كان قديماً يلف اللحم بقطعة من القماش المبلل ويعلقه داخل البئر، وهناك طريقة أخرى استخدمت في حفظ اللحم بواسطة صندوق خشبي كبير مبطن من الداخل بمعدن التوتياء أو الزنك بداخله قطع من الثلج، ففي روج أفاي كردستان وفي ظل هذه الاوضاع الراهنة التي تعشيها المنطقة، والحصار الخانق الذي تفرضه المجموعات الارهابية على الطرقات وكثرة الحواجز، كلها تشكل عوائق لوصول المواد إلى مقاطعة الجزيرة وكذلك الحدود المغلقة، أدت إلى الارتفاع غير المعقول لأسعار السلع والمستلزمات الغذائية وخاصة اللحوم المختلفة.

بهذا الصدد ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإعداد تقرير عن سوق القصابة بمدينة قامشلو وألية العمل فيها. حيث تحدث حجي عمر قائلاً : سوق القصابة في قامشلو سوق قديم مبني من الاسمنت ودكاكينه صغيرة الحجم، ويبلغ عدد القصابين في سوق قامشلو الأساسي حوالي 50 قصاباً، ويتم الذبح في مسالخ عادية وبيوت ومساكن غير تابعة لأية جهة، ويكون الذبح تحت اشراف أطباء بيطريين ودائرة الرقابة  والتفتيش ويكون عدد الذبائح أكثر من 50 رأس من الغنم وأكثر من 20 عجلاً، وهناك لجنة خاصة تشكلت من مجموعة قصابين تدرس الأمور المتعلقة بالقصابين وهي مؤلفة من كافة مكونات البلد عرباً وكرداً وهم، محمد فتاح جبارة _عطا شاكر –أبو جاسم، وأضاف حجي عمر بأن فتح الحدود مع الدول المجاورة سيؤثر بشكل مباشر على أسعاراللحوم، ولأسعار المواد العلفية من شعير وتبن ونخالة أيضاً دور مباشر في مؤشرات الأسعار.

وهناك تسعيرة نظامية تبين أسعار اللحوم من قبل الادارة الذاتية، ولكن الاختلاف بين أنواع اللحوم يؤدي إلى اختلاف في التسعيرة، فهناك اللحم الهزيل واللحم السمين أي بدسم أكثر، وأكد حجي عمر على ضرورة انشاء مسلخ خاص بالذبح، وفي مكان واحد لمنع التلاعب باللحوم، ويكون الذبح عادة بين الساعة الخامسة صباحاً وحتى الثامنة صباحاً، وعدد الذبائح في اليوم يتراوح بين 23-25 عجلاً. كما قال السيد جميل أبو دان أحد القصابين في السوق، يتم عادة الذبح تحت إشراف طبيب بيطري، ولا توجد حتى الآن أماكن مخصصة للذبح، ولهذا تحصل عمليات احتكار وتحكم أصحاب البيوت بالأماكن التي يتم فيها الذبح، ولهذا السبب نطالب بوجود مكان مشترك للذبح وعلى أن يكون بشكل جماعي، حتى لا يكون هناك تلاعب باللحوم وخاصة الغير نظامية.

وبالنسبة للأسعار فهي مرتفعة ويصل كيلو لحم العجل إلى 3800 ل.س ولحم الغنم إلى 3500 ل.س، وكون لحم العجل أغلى من اللحوم الأخرى لأنه يتم تصديره إلى الدول المجاورة، ويتأثر ذلك بارتفاع سعره في الداخل، ويعود الارتفاع في السعر أيضاً إلى الارتفاع في سعر العلف الحيواني، وكذلك سعر الفيتامينات والأدوية الحيوانية، فعلى سبيل المثال وصل سعر الكيلو الواحد للشعير إلى 107 ل.س. كما وذكر أبو دان ضرورة إقامة مكتب خاص بسوق القصابين لضبط كافة المخالفات الموجودة ومصادرة اللحم الفاسد ومنع دخوله السوق، كما وأشار إلى نقطة مهمة وهي، أن القمامة تتكدس في السوق بكثرة ولا تزورها سيارة البلدية بالشكل المطلوب، كما نطالب بوجود سيارة خاصة بالسوق لتكون موجودة في السوق باستمرار، لأنه في بعض الاحيان يكون اللحم فاسداً فتضطر اللجنة إلى حرقه أو رميه في أماكن بعيدة عن السكن كي لا تنتشر الامراض والروائح الكريهة.

كما وتحدث السيد عزيز يوسف وهو من القصابين المعروفين في السوق قائلاً: هناك ثلاثة أماكن يتم فيها الذبح حارة طي- حي الثورة- حي قدوربك ويشرف على الذبح طبيب بيطري يقوم بجولات عديدة تكون الجولة الأولى في الساعة السادسة صباحاً، بينما الجولة الثانية تكون في الساعة الحادية عشر صباحاً، وذلك من أجل المتابعة وكشف المخالفات وكل مخالفة في الذبح يتم حرق الذبيحة أمام الأعين كي لا تتكرر هذه المخالفات، ونطالب الجميع والجهات المختصة والمسؤولين في الإدارة الذاتية بإيجاد مكان خاص وموحد (مسلخ) للذبح، وأن يحدد وقت معين للذبح، وكذلك لابد من جولة عصرية تتم من قبل الأطباء البيطريين لفرز اللحوم الصالحة عن الفاسدة، كما أكد السيد عزيز على ضرورة وجود تسعيرة موحدة للجميع ونأمل أن نقدم كل ما بوسعنا لننال رضى وثقة المواطن.

زر الذهاب إلى الأعلى