المجتمع

سوق الألبسة ما بين الحديث والبالي

kencen-bali-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac kencen-bali-%e2%80%ab1%e2%80%acصعوبة المعيشة وتفاقم المسؤوليات في الوقت الراهن تجعل الناس يبحثون عن ما هو أكثر توفيراً لهم، ويضطرون إلى اللجوء إلى المحلات الرخيصة الثمن قدر الإمكان كي يستمروا في متابعة حياتهم المعيشية حسب الظرف والوضع الراهن.

ولكي نطلع أكثر على هذا الوضع المعيشي الصعب فقد أجرت صحفية الاتحاد الديمقراطي جولةً في أسواق قامشلو حيث لوحظ توجه عدد كبير من الناس إلى محلات الألبسة الأوربية المستعملة أو البالة.

بدأنا بإجراء حوارٍ مع صاحب أحدى محلات البالة كون الرجل هو الأكثر خبرة وحيث تتزاحم الناس وبسبب الوضع المعيشي في محله.

صاحب هذا المحل للألبسة الأوربية المستعملة (البالة) محمد كلش تحدث لنا عن سبب الازدحام الشديد في محله فقال:” في السوق بشكل عام الأسعار غالية جداً، والألبسة يصعب شراؤها وأيضاً ثمة استغلالٌ في الأسعار والتحكم بالناس، لهذا فالناس يتوجهون إلى محلات الألبسة الأوربية المستعملة كون السعر أقل، وخاصةً أن العائلة التي عدد أفرادها كبير فإنها تجد احتياجاتها كلها بمحلنا وبسعرٍ معقول.

وأن أعداد الناس تزداد في بداية كل فصل كون الألبسة متوفرة للفصول كلها”.

كما نَوَّهَ محمد بأن الألبسة تأتي مغلفةً من عند التجار ولا أحد يعبث بالقطع حتى تصل إلى محلات المدينة.

وفي المحل أيضاً قمنا بإجراء حوار مع سيدة تشتري لأولادها الألبسة المستعملة الاوربية فتحدثت إلينا قائلة:” بأن السعر في السوق غال جداً ولا نستطيع شراء قطعة واحدة لأولادنا، فسعر قطعة واحدة في المحلات الأخرى تعادل سعر عدة قطع في محلات الألبسة الأوربية، لذلك أتوجه لهذه المحلات كونها تلبي احتياجاتي قدر الإمكان”.

أيضاً أبدى مواطنٌ آخر لنا رأيه في الموضوع وهو وائل محمد ليقول:” أنه دائماً يتوجه لمحلات الألبسة الاوربية، لأنه موظف وراتبه لا يكفيه لآخر الشهر، لذا فهو يضطر لشراء الألبسة المستعملة أي الاضطرارية تدفعه للتوجه نحو هذه المحلات الرخيصة الثمن”.

كما تحدث لنا الطفل يوسف أحمد، بأنه كان دائماً أهله يشترون له ألبسة جديدة من فترة لأخرى، لكنهم الآن يشترون له ألبسة مستعملة كون الوضع المعيشي أصبح صعباً، وكون أسعار الألبسة الجديدة باهظة الثمن.

كما لفت نظرنا مواطنٌ آخر وهو مصطفى خالد الذي قال:” إنه لا يستطيع أن يلبس هذه الألبسة الأوربية المستعملة فهو يخاف من الأمراض كونها مستعملة وبأنها غير معروفة المصدر، ولذلك فهو لا يشتري هذه الألبسة أبداً”.

كما أعطت السيدة أم رامي رأيها في الموضوع منوهةً إلى أنها موظفة وراتبها محدود وزوجها أيضاً راتبه محدود ولديها ثلاثة أولاد، فهي لذلك من الزبائن الدائمين لمحلات الألبسة المستعملة، من أجل تأمين احتياجاتها حتى آخر شهر من كل فصل، وأيضاً لأكساء أولادها في جميع الفصول.

هكذا اعطى الجميع رأيهم في الألبسة الأوربية المستعملة (البالة) فكل شخص أبدى رأيه حسب ظروفه وقناعاته.

وفي الختام لنا كلمة لنقول:” يجب معرفة مصدر هذه القطع كون اللبس حساس، أي يجب أن تكون معقمة ومغلفة، وأن تكون معروفة المصدر. كما يجب أن يكون التجار حريصون على نظافة الألبسة ونوعيتها، وأن لا يتحكم أصحاب المحلات بالناس مع مراعاة السعر وظروف الناس.

زوزان إبراهيم

زر الذهاب إلى الأعلى