المجتمع

سليمان آدّي والمُحمّدون الثلاث أيقونةُ ليلةَ النوروز

muhemed sliman-adiالحادثةُ جرتْ عندَ السّاعة السّادسة والنصف من مساء الخميس، في العشرين من آذار لعام 2008، وعندما كانَ بعضُ الشباب يغنّونَ ويدبكون احتفالاً بقدوم عيد النوروز، بشكلٍ سلميٍّ ولائقٍ، باغتتهم الدوريّةُ بإطلاق الرصاص الحيّ، فتنشرُ الهلعَ والخوفَ، وتحوّلُ العيدَ إلى مأتمٍ والفرحَ إلى عويل.

رجالُ أمنٍ في سيارةِ بيك آب نيسانَ، تتبعها سيارةُ جيب عسكريّة، وكانَ الثلاثةُ – لحظةَ إطلاق النار- من العابرين الأبرياء، أحدهم كان يقصدُ الحلاّقَ( محمد محمود حسين: 1-10-1991)، وآخرٌ كان يقصدُ إحدى محال الكمبيوتر، لإنجاز حلقةَ بحثٍ جامعيّة لهُ( محمد يحيى خليل: 2-1-1989)، وثالثهم كان عائداً من دورتهِ حيث كان طالباً في البكلوريا العلمي( محمد زكي رمضان: 6-8-1984). اُستشهد الثلاثةُ، وأصيبَ خمسةٌ آخرون. وعلى إثرها أُعلنَ الحدادُ العامّ وإلغاء جميع الاحتفالات في المناطقِ داخل سوريا وخارجها، احتجاجاً على الجريمة النكراء المُرتكبة بحقّهم.

وفي كلّ عامٍ، وفي ليلة النوروز، يستذكرُ الشعبُ الكرديّ هذا العملَ المجرمَ الجبانَ، الذي لا يُعبّرُ سوى عن الحقد والتمييز العنصري بحقّ أبناء الشعب الكرديّ في سوريا، والغايةُ من ورائه كانت إرهاب المواطنين وزعزعة الوطن وخلق الفوضى والبلبلة بين الشّعب.

هكذا كانت تتوالى السنونُ، والكردُ يعيشون كغُرباءَ في وطنهم، ومحرومين من أبسط حقوق العيش التي يتحلّى بها المواطنُ السوريّ، غيرَ قادرين عن التعبير حتى عن ثقافتهم، حتى الاحتفالُ بأعيادهم القوميّة الممثّلة بعيد النوروز، التي احتاجَ إلى سفك الدماءَ حتى يُمنَحون القبول بالاحتفال.

هذا ما حدثَ عام 1986، عندما قامَ أكرادُ دمشقَ بمنطقة ركن الدين، حيّ الأكراد، بتنظيم مظاهرة احتجاجيّة، بسبب منع النظام لهم بالاحتفال، قام خلالها عناصرُ القصر الجمهوريّ بإطلاق الرصاص العشوائي على المُحتجين، مما أسفرَ عن استشهاد الشاب في مُقتبل العمر(سليمان آدي).

هو سليمان محمد آدي، والدتهُ فجرة، مواليد عام 1967، من قرية ( لوتكه) المُعرّبة إلى ( أبو عجيلة) التابعة لمنطقة آليان، من أسرةٍ قرويةٍ بسيطة، مكوّنةٍ من ستة أشخاص، وكان أصغرَ إخوته، انتقلتِ عائلتهُ إلى مدينة قامشلي، وسكنت في حيّ( جرنك الصغير)، ومن ثمّ انتقلَ الشهيدُ سليمان إلى العاصمة دمشقَ هرباً وراءَ لقمة العيش، لقلّة وجود فرص العمل في المنطقة، وفي 21 آذار من العام 1986 اُستشهدَ سليمان برصاص قوات الحرس الجمهوري، أثناءَ المسيرة الاحتجاجيّة التي قام بها الشعبُ الكرديّ إلى القصر الجمهوريّ، بعد منعهم من الاحتفال بعيد النوروز من قبل السُلطات حينذاكَ.

وأصدرَ ريئسُ الجمهورية بعد ذلكَ مرسوماً اعتبرَ  بموجبه يوم 21 آذار، الذي يمثّلُ( عيدَ النوروز) لدى الأكراد، عطلةً رسميةً، ولكن بحجّة( عيد الأُمّ) .

سليمان محمود

زر الذهاب إلى الأعلى