حوارات

سكرتير الحزب اليساري الكردي في سوريا محمد موسي لصحيفة الاتحاد الديمقراطي: من جنيف إلى آستانا… الفشلُ عنوانٌ بارز

 

mhemede-mosi في حوارٍ أجرته صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع محمد موسي سكرتير الحزب اليساري الكردي في سوريا فكان الوضع السياسي في المنطقة واجتماع الآستانة وبعض النقاط الأخرى مضمون حوارنا الشيق والشفاف معه والذي بدأ حديثه بإسهابٍ عن الوضع في روج آفا والمنطقة قائلاً:” معروفٌ للجميع بأنه بدأ تصارع القوى والأجندات في الداخل السوري شعبياً، وسرعان ما تحولَّ إلى صراعٍ دائمٍ بين المجاميع المسلحة والتي تضربُ يميناً أحياناً وشمالاً حيناً آخر، وذلك وفقَ أجنداتَ قوى إقليمية و دولية”.

ويضيف موسي: آخر ما يمكن أن يفكرَ فيهِ هؤلاء هو مصلحة سوريا والشعب السوري بمكوناته المختلفة، إلا أن ذلك لم يقف عند هذا الحدِّ بل اكتسب بعداً دولياً عميقاً يمكن معه القول بأن الحرب الدائرة أشبهُ ما تكونُ بحربٍ كونيةٍ ثالثة.

 فالاقتتال الشرس بين هذه المجاميع من جانب، والنظام من جانبٍ آخر كادَ أن يُكملَ عامهُ السادس، والذي راحت ضحيتهُ مئات الآلاف من المواطنين العُزَّل، بينَ قتيلٍ وجريح، وملايين المُشردين والمزيد من الخراب والدمار  من جراءِ هذهِ الحرب التدميرية الشاملة، التي تبدو وكأنها ما زالت في مربعها الأول دون تحقيقِ أيِّ تقدمٍ في المسار السياسي، بالرغم من المحاولات التي تُبذل من قبل القوى المتنفذة، واللقاءات والاجتماعات التي تُعْقَد بين الحين والآخر.

وحول رؤيته للمعارضة السورية أردف موسي قائلاً: لقد باتَ بحكم المؤكد فشل المعارضة السورية التي سَوَّقَت بالبداية من قبل قوى دولية وإقليمية، والتي أشبه ما تكون ببالونٍ نفخَ فيهِ من قبلِ هذه القوى التي تحولت إلى أدواتٍ ضعيفةٍ توظفها وفق مصالحها وأجنداتها.

وتطرق محمد موسي إلى المحاولات العديدة لإيجاد الحل منوهاً: إن الحلقات المتتالية في سلسلة اللقاءات والاجتماعات التي تمت في العديدِ من دول العالم، وفي أروقة الأمم المتحدة باءت جميعها بالفشل، وقد كان آخرها لقاء (الآستانا ) والذي رَتَّبَ بإرادة القائمين على الحرب الدائرة (تركيا- إيران)، وبدعمٍ روسي و تمخض عنه اتفاقٌ إيرانيٌ تركيٌ روسي بوقف الاقتتال وتثبيت الهدنة على المستوى السوري.

ويتساءل موسي بقوله: لماذا الفشل في هذه المرحلة العصيبة؟

هذا ويبرر موسي ما آلت إليها الأمور بقوله:” لا شك وبالارتكاز على القاعدة المنطقية التي تؤكد على المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائجَ خاطئة، لأنَ مُجملَ التحضيرات التي سبقت هذه اللقاءات تنطلق من منظورِ مصالحَ ضيقة، وبأسلوبٍ انتقائيٍ استبعدت الممثلين الحقيقين لإرادة الشعوب والمكونات السورية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل فيها وحدات حماية الشعب اللولب والمحور لمجمل القوى المتحالفة في هذا الإطار، إضافةً إلى تغيب ممثلي الإدارة الذاتية والقوى والأحزاب المنضوية تحت مظلتها، والتي تقوم واقعياً بإدارة آلاف الكيلومترات المربعة بمدنها وقراها، وعلى امتداد ثلاث محافظات سورية، وامتداد أراضي روج آفايي كردستان، وتقود نضالاً مستميتاً في مواجهة الإرهاب المتمثل بداعش وأخواتها، والاحتلال التركي القذر، والمجاميع العنصرية والشوفينية التابعة له.

 لاشك أن الهدفَ المُعلن من لقاء الآستانا هدنةٌ ووقفُ الاقتتال.

 إلا أن الهدف السياسي للقوى المتنفذة لمحتلي كردستان تتجسدُ في تجهيزِ طبخةٍ تخدمُ مصالحها وأجنداتها، وتهدفُ بالدرجةِ الأولى تقويض نضال الشعب الكردي في روج آفايي كردستان، وضرب مكتسباته التي تحققت بدماء الآلاف من أبناء شعبها، وأهمها  تلك الجهات التي تعتقد النيل من إرادةِ الشعبِ وتوقهِ للحريةِ والانعتاقِ عبرَ مشروعٌ ديمقراطيٌ واضحِ المعالم، يلامسُ مصالح وطموح كافة مكونات المجتمع السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى