حواراتمانشيت

سرحد ايمانوس: نناضل من اجل السلام واخوة الشعوب في شرق أوسط ديمقراطي

من قنديل، سرحد ايمانوس*: نناضل من اجل السلام واخوة الشعوب في شرق أوسط ديمقراطي…

أجرى الحوار فلك محمد

س: -هل انتهت عملية السلام بين الجانب التركي مع الكورد، وهل لنتائج الانتخابات التركية دلالات حول تلك المسيرة وآفاقها وماهي سيناريوهات تشكيل الحكومة في تركيا برأيكم؟

ج: -الحقيقة إن اردوغان قد أنهى عملية السلام قبل الانتخابات الأخيرة لأنه لم يتحرك بشكل جدي رغم توفر كل الظروف الأساسية لنجاح الحل السلمي وعلى وجه الخصوص من الجانب الكردي. لكي تستمر عملية السلام يجب ان يكون هناك مؤشرات للفعل الايجابي، فما هكذا سياسات شهدناها قبل الانتخابات وبعدها يكون من يطالب بالسلام. لا يمكن ان تستمر عملية السلام كما كان قبل. اردوغان ليس جاداً في استمرارها. هو يريد فرض مفاهيمه دون أي اعتبار للطرف الكردي.

الانتخابات الاخيرة ومن خلال نتائجها في تركيا وشمال كردستان تأكيد على ان الشعب التركي والكردي وبقية شعوب تركيا لم تكن راضية على سياسة اردوغان بما في ذلك ادارته لاهم ملفين، هما ملف الحل الديمقراطي للقضية الكردية وبقية القوميات في تركيا وملف دمقرطة تركيا.

الشعب التركي والشعب الكردي اكدا من خلال العملية الانتخابية وافرازاتها ان عملية السلام يجب ان لا تستمر بهذه الطريقة، يجب ان تبدأ العملية من نقطة جديدة وجدية.

الشعب قال من خلال صناديق الانتخابات بان العملية لا تُعطى حقها كما يجب. وان حزب العدالة والتنمية يحاول وبشتى الوسائل أن يفرض نفسه على الشعب الكردي وهذا غير معقول وغير ممكن.

الصراع الآن هو بين حزب العدالة والتنمية الذي يستغل إمكانيات السلطة التي هي بيده ويعمل على فرض ذاته ومشروعه

بشتى الوسائل والشعب الكردي المتحالف مع القوى الديمقراطية التركية.

لقد فشل اردوغان بفرض ارادته على شعبنا ضمن صراع الارادات. فشل بفرض شروطه التعجيزية بما في ذلك التي تخص قائد شعبنا “عبد الله اوجلان”

وكما قلت سابقا فان اردوغان عمل ويعمل على توظيف مقدرات وامكانيات السلطة ضد شعبنا والقوى الديمقراطية في تركيا. لم ولن تنجح مسيرة السلام بين طرفين أحدهما مؤمن بالحل السلمي ومبادر له كما هو عليه الحال وبين من لا يؤمن به طريقا وحيدا لحل مشاكل تركيا.

نتائج الانتخابات وبالأخص ما حصل عليه حزب الشعوب الديمقراطي صرخة شعب بتأكيده على مطلبه المتمثل بحل المشكلة الكردية بشكل سلمي وديمقراطي.

شرطنا هو إطلاق سراح القائد اوجلان وبشكل قانوني ودستوري. فلا يمكن الحديث عن السلام وسط إجراءات الحرب ضد الكورد. يجب ان تتخذ إجراءات خطوات مقنعة كي نقول بان الطرف الآخر مؤمن بالحل السلمي والديمقراطي.

س: -حزب العمال الكوردستاني وقوات حماية الشعب والمرأة في مقدمة جبهة مواجهة الإرهاب وبالأخص “داعش”. هل هناك حوار وتنسيق بينكم مع أمريكا ضمن هذه الجبهة؟

ج:- يعرف الجميع ان حركتنا هي الأولى لا على صعيد تشخيص وتحليل ظاهرة داعش الإرهابية فحسب، بل كنا وما زلنا القوة الأكثر فعالية في مواجهة ارهابيي داعش ومشروعهم الظلامي. قاومنا بل وهزمنا داعش في وقت هرب او ترك البعض سلاح مواجهتهم له. قوات الكريلا لقنت داعش دروساً لم ولن ينسوها من جهة، واعطت درسا للعالم بانه هناك إمكانية لمقاومة داعش وهزيمتها.

اننا كقوة فعالة ورأس حربة لمواجهة داعش في المنطقة أكدنا حقيقتين، الأولى تتمثل بتأكيد حقيقة يعرفها الجميع وهي ان حزب العمال الكوردستاني (ب ك ك) يمثل قوة فعالة وجزء من معادلة الفعل الثوري والصراع التاريخي في منطقتنا، والثانية تتمثل بان داعش يمثل الخطر الأكبر لما ارتكبه من جرائم بحق الإنسانية بحق جميع من اختلف معه وعلى وجه الخصوص اهل الديانات والمذاهب الأخرى.

في وقت واجهنا داعش في شنكال (سنجار) وبقية المناطق وخففنا من وقع الجريمة بحق المدنيين وعلى وجه الخصوص الايزيديين والمسيحيين اكتفى البعض ببيانات ادانة. ان ما قمنا به هو جزء من واجبنا الإنساني والأخلاقي.

القوى التي اتهمتنا بالإرهاب وفي غالبيتها أدركت لاحقاً اننا حماة القيم الإنسانية ودعاة السلام والاخوة بين الشعوب، لقد تم تغيير مفاهيم وتوصيفات تلك القوى بعد مواجهتنا العظيمة لإرهاب داعش وعملنا على حماية الجميع دون أي اعتبار للقومية او الدين لان الهوية الجامعة التي نؤمن بها هي الإنسانية.

الشعوب الأوربية والشعب الأميركي يعرفون الجوهر الحقيقي لحركتنا وطابعه الديمقراطي واسلوب عمله الإنساني اثناء المقاومة المشروعة. حدث تغيير كبير لدى أصحاب القرار في اوربا وأميركا بعد ان شاهدوا الواقع، واقع مقاومتنا لداعش، واقع انقاذنا للكثيرين ومن مختلف الديانات والمذاهب، واقع نموذج ثوري يمكن ان يهزم داعش غير مواقف أصحاب القرار في اميركا واوربا، التغيير ليس بجذري، ولكنه جيد وهو لصالح حركتنا وشعبنا.

واقع الصراع ومواجه القمع والإرهاب وعلى وجه الخصوص بعد ظهور وتنامي قوة وإرهاب داعش اثبت للجميع بان كان هناك حماة للإنسانية وفي مقدمة الخندق فهم (ب ك ك) هذا ما تم اثباته للعالم ولشعوب العالم.

البعض يعتقد ان الدعم الأميركي وتحالفه ضد داعش هو دعم للقوى التي تحارب داعش وعلى وجه الخصوص الكورد وطليعة حركتهم المتمثلة بالحزب العمال الكوردستاني. هي قراءة أحادية الجانب لان اميركا تدرك قبل غيرها ان خطر داعش قد طرق أبوابها. ان دعمهم هو لإبعاد الخطر عن مدنهم.

اميركا أدركت خطورة داعش وكذلك اوربا رغم ان ادراكهم جاء متأخرا ومُكلفاً.

س: -هل أنتم ضيوف في جنوب كوردستان كما قال قادة الديمقراطي الكوردستاني وطالبكم البعض بترك قنديل؟

ج:- نشوء (ب ك ك) تم على اساس قومي ديمقراطي يؤمن بان الامة الكوردية قد تعرضت لواقع تقسيم وطنه ومن حقه تقرير مصيره وهذا يفرض علينا ان ندافع عن أي كوردي بغض النظر عن الجزء الذي يتعرض فيه للظلم، وهذا يؤدي الى نتيجة مفادها انه لا يوجد كوردي ضيف في كوردستان بغض النظر عن الجزء الذي فيه، وهذا ما لا يدركه البعض او لا يريد ادراكه وفق اجندات معينة .

دفاعنا ليس فقط عن الكوردي، بل عن كل من يعيش في كوردستان، فهناك قوميات مختلفة سكنت تاريخيا في كوردستان. دفاعنا يتجاوز حدوده القومية لأننا نؤمن بجبهة الإنسانية ضد اللاإنسانية. نعم، نحن نؤمن بشرق أوسط ديمقراطي ونناضل من أجله. ولن يتحقق الشرق الأوسط الديمقراطي الا من خلال النضال الديمقراطي والمجتمع الديمقراطي الذي يحقق المساواة والاخوة بين الشعوب والديانات والمذاهب.

مطالبة رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني بعد توصيفنا بالضيوف بترك خنادقنا ومواقعنا ليس بموقف قومي، هو موقف لا يمكن وصفه الا بانه موقف وطريقة تفكير ضيقة الأفق، ويتعارض مع مجريات الاحداث. نحن هنا بعد أن طلب شعبنا الكوردي وبمختلف هوياته ان نحميه من حرب إبادة أقدم عليه داعش ونفذ جزئه الأول، نحن هنا بعد ان طلب رئيس الإقليم بذاته تدخلنا الفوري لإنقاذ شعبنا، نحن هنا لمواجهة داعش من منطلق انساني وقومي، نحن في كوردستان.

س: -وماذا عن علاقاتكم مع احزاب ومجالس روج افا وخاصة (الحزب الديمقراطي الكردستاني-سوريا)؟

ج: -ننطلق في تحديد علاقتنا مع الاحزاب في الداخل الكوردستاني وجواره من منطلق ديمقراطي كقوة ثورية وأسلوب عمل ديمقراطي، ونؤمن بان الشعب الكوردي يجب ان يتصدر النضال الديمقراطي لأنهم بحاجة لها.

كما أكدنا ولسنوات مضت، نؤكد الان وبقوة، اننا بحاجة الى مؤتمر قومي كوردستاني لتحديد الخطوط العامة لخطاب قومي ديمقراطي كوردستاني في عالم متغير والأكثر تغييرا فيه هو منطقتنا.

المؤتمر القومي الكوردستاني بهدفه الأهم، أي الإعلان عن الخطاب القومي الديمقراطي سيحدد الكثير بما في ذلك شكل العلاقة بين الأحزاب الكوردستانية.

علاقتنا مع أحزاب روج آفا (كوردستان سوريا) لا تخرج عن الأطر والاسس التي تحدثت فيها.

نعم هناك أحزاب تنادي بالديمقراطية وتعمل خلاف ذلك في ممارساتها العملية. علاقتنا مع أي حزب وفي اي جزء من كوردستان بل وفي منطقتنا يحدده تناغم نضال هذا الحزب او ذاك مع مطاليب شعبنا وشعوب منطقتنا بتحررها الإنساني من خلال دمقرطة النظام السياسي والاقتصادي.

س: -وماذا عن علاقتكم بــ (الحزب الديمقراطي الكوردستاني – إيران) بعد المناوشات العسكرية بينكم مؤخرا؟

الحقيقة المرة تتمثل بمحاولة بعض الأطراف الكوردية ولارتباطهم ببعض القوى الخارجية التي لا تريد تقارباً او وحدة بين الكورد، وترى في وحدة الكورد خطرا عليها، لذلك تستغل تلك الجهات الفرص لخلق المشاكل.

فترة الانتخابات التركية وبغرض اضعاف الصوت الكوردستاني، واضعاف حزب الشعوب الديمقراطي واستهدافه من خلالنا وبعد ان فشل اردوغان في حادثة “اكري” عندما حاول وضع العساكر التركية امام الكريلاء لكي يتم إطلاق النار من قبلنا وتقول للعالم بان “ب ك ك ” لا تريد السلام.

بعد فشل اردوغان في “آكري”حدثت مشكلة “كله شينه، ولكن من قبل أطراف اخرى وكان الهدف هو جر البشمركة التابعين للحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران والكريلاء للتتقاتل مع بعضها البعض من جهة، وتحريك الشعب الكوردي ضد” ب ك ك ” من جهة أخرى، لكنهم فشلوا وتم حل المسالة بالتفاهم بين الطرفين.

س: -المقاتلة الكوردية تمثل رمزا واسطورة للنضال الثوري على الصعيد العالمي ما هو السر برأيكم؟

ج: -بالتأكيد هذه الثورة التي استندت على فكر وفلسفة اوجلان واستمرت خلال 4 عقود ليست بثورة عسكرية وسياسية فقط، بل قبل كل شيء هي ثورة مجتمعية لتغيير المجتمع، لا يمكن لأي ثورة ان يكتب لها الاستمرار وتتطور ان لم تبدأ من القاعدة بتغيير العادات والتقاليد القديمة واقامة حياة جديدة تتناسب والعصر وهذا هو جزء من نضالنا.

المقاتلة الكوردية ضمن حركتنا والتي تحولت الى رمز ثوري على الصعيد عالمي هي نتاج الفكر الثوري وترابطه مع الواقع الثوري الذي نعيشه كحركة.

ان قراءة لأفكار اوجلان يجعل من إدراك سر المرأة الكوردية المقاتلة ليس بلغز، لان القائد اوجلان في نضاله الفكري والعملي اعتبر المرأة محور النضال وأحد أهم أهدافه لأنها مقياس بقية الأشياء.

نعم أصبحت المقاتلة الكوردية وبفعل شجاعتها وتضحياتها نموذجا للمرأة الحرة على الصعيد العالمي وهو شيء نفتخر به كحركة.

س: -هل سيكون لإعلان دولة كردستان في الجنوب تأثير ايجابي على نضالكم وكيف؟

مسالة اعلان الدولة الكوردية لا تختزل بقرار حزب. المهمة أكبر من قدرات أي حزب، عدا ذلك فان اعلان الدولة الكوردية مرتبط بعوامل إقليمية ودولية وبدون تهيئة العامل الإقليمي والدولي فان الامر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض.

يجب توحيد الخطاب الكوردي من خلال مشاركة الجميع في الحوار والمشاركة والقرار. يجب ضمان وتحييد القوى الإقليمية والدولية، كل تلك الأمور لا يمكن حلها دون عقد مؤتمر قومي كوردستاني. من خلال المؤتمر القومي الكوردستاني يمكننا كأمة ان نخاطب العالم ونحدد مكاننا واهدافنا المشروعة وخلاف ذلك فان أي حديث عن اعلان دولة كوردية لا يمثل الا دعاية حزبية تهدف الى كسب قلوب الجماهير ولو لحين.

(سرحد ايمانوس المتحدث الرسمي باسم ك ج ك سابقا وعضو لجنة العلاقات الخارجية حاليا)

زر الذهاب إلى الأعلى