تقاريرمانشيت

رسائلٌ من إعلاميات روج آفا

rojnemevne-jinخلالَ ثورة روج آفا أخذتِ المرأةُ تنضمّ إلى صفوفها رويداً رويداً، بذلتْ جهودها، حشدتْ طاقاتها، فنظّمت نفسَها، تمكّنت من التعبير عن إرادتها، وعبّرت بقلمها عن معاناتها ومعاناة قريناتها، وحملتْ آلةَ التصوير خاصّتها وعنونت نضالَ أخواتها في صفحات التاريخ، فانطلاقاً من النضال الذي تبديه المرأةُ على صعيد العمل الإعلامي أردنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي إعدادَ التقرير التالي لتكونَ صحيفتنا وسيلةً تعبّر خلالها نخبةٌ من إعلاميات روج آفا عن مكنونات صدرهنّ تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة: 

هدى العلي- عضو مكتب العلاقات والإعلام في هيئة المرأة بمقاطعة الجزيرة:

نباركُ الثامنَ من آذار على عموم نساء العالم، فهذا اليومُ تصعيدٌ لنضال المرأة ولا يقتصرُ على الاحتفال به فقط دون علم ماهيته، صحيح أنّه يُحتفل بهذا اليوم في الكثير من الأماكن لكن في المقابل الكثير من النسوة لا زلن غير واعياتٍ لمعنى هذا اليوم أو لماذا يتم الاحتفال به أساساً، في حين أن المرأة في الكثير من البلدان مثل الهند، شرقي السودان لا تعتبر إنسانة، ومجرّد التطرّق إلى مثل هذا الحديث ينتابنا الحزنُ كون المرأة هي بنت جنسنا في أي بلد كانت ومهما بعدت المسافات بيننا.

فيما يخصّ المرأة الكردية يتوجّب التركيزُ على الصيت الذائع للمرأة الكردية عبر العالم، وذلك بمقاومتها ونضالها الكبيرين على مختلف الصعد وعلى رأسها الصعيد العسكري والسياسي والدبلوماسي، فالثامن من آذار أصبح نقطة انطلاق لنضال وعزيمة المرأة الروج آفايية، التي أرادت أن تثبتَ للعالم أجمع أنها ستستقبل الثامن من آذار كل سنة بإنجازات أكبر عن سابقاتها من السنوات، فبمقارنة المرأة الكردية مع غيرها من النساء نرى أنها وبرغم قيود المجتمع إلا أنها تخطّت عتباتِ الكثير من المطبّات، وباتت صاحبة إرادة وعزيمة لا يُستهان بها، وهذا كله بفضل القائد أوجلان الذي أرشدها إلى الطريق الذي تسير فيه حالياً.

في حين أن المرأة الإعلامية أصبحت واسطة العقد بين المرأة وبين صدى نضالها في العالم أجمع، كون التواصل يتم عبر الإعلام، وعلى المرأة استغلال هذه الوسيلة أكثر في إيصال صدى النضال والمقاومة اللتين تبديانهما المرأة في روج آفا.

شرفين مصطفى- مراسلة وكالة أنباء هاوار في مقاطعة عفرين:

المجتمعاتُ المُضطهدة، تاريخياً، عرقياً، لغوياً، تفتقرُ دوماً إلى فكرٍ ونظريةً تعي المساواة ومعنى تواجد الجنسين معاً في كافة الساحات الحياتية، وهنا ينطبق الأمرُ على الإعلام، وكان دوماً كساحة الحرب تمنع المرأة الاقتراب والمشاركة فيها. لكن لعب الحظ مع المرأة في روج آفا، بأن تُظهر ما يجري في خفايا الثورة، بتشغيل حسّها، فكرها، ونضالها لتجعل بذلك “الثورة ثورتين”، بدخول المرأة إلى عالم الإعلام، ونقش ثورتها وثورة المجتمع بالقلم طبعاً لعبت المرأة دوراً ريادياً في تغطية مجريات، خفايا، أحداث الثورة، ومعاناة المرأة والمجتمع، وشغرت الكثير من الأمكنة والفروع الإعلامية. وعموماً فإن عمل المرأة في الإعلام لم يكن بالبساطة، هي لاقت العديد من الصعوبات؛ العائلة والمجتمع والذهنية التي عيّبتْ رؤية المرأة وهي تحمل الكاميرا وواقفة في مقدمة مجموعة ما، أو وهي بارزة على شاشات التلفاز، تسرد إنجازاتها ونضالها أمام الذهنية الذكورية. وحول ما هل وصل إلى ما تصبو إليه في إطار عملها، بالطبع، ليس بالكامل، فهي أنجزت الكثير، وخطت خطوات تاريخية في شخصيتها وعملها، فهي ما تزال تحتاج إلى الإرادة القوية، والعقل العملي والتكنيكي أكثر، لإنجاز هذا العمل بشكل أفضل، وكل ذلك لا يعني أنها قائدة وأديبة بإعلامها.

رانيا محمد- مديرة الإعلام في مقاطعة كوباني:

إنّ ثورةَ روج آفا كانت نتاج حركة التحرّر الكردستانية بقيادة عبد الله أوجلان وفلسفته الديمقراطية التي جوهرها حرية المرأة،  حيث استطاعت المرأة أن تنظّم نفسها وتتعرّف على تاريخها وتلعب دورها الطليعي في المجتمع من كافة النواحي السياسية والعسكرية والاجتماعية والإعلامية،  فالمرأة في ثورة روج آفا أثبتت جدارتها في خوض غمار الإعلام  بفكر المرأة الحرة وأثبتت وجودها في نقل الحقيقة إلى الرأي العالم،  لأن الإعلام بفكر المرأة أكثر إقناعاُ ومصداقية كونها عاشت الظلم والذلّ والسُلطة الذكورية الاستبدادية، بذلت المرأة الإعلامية جهوداً جبّارة في نقل صوت المرأة والحقيقة إلى المجتمع، وحققت ذاتها رغم الكثير من الصعوبات التي تُعيق دربها في المضي قدماً في مهمة نقل الحقيقة، وهذا يجعل من المرأة الإعلامية متفائلة ويحفزها على خطو خطوات كبيرة نحو إعلام متقدم وناجح، لتظهرَ إرادتها ولونها وصوتها ضمن المجتمع الإعلامي وتكون كلمة الصدق والحقيقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى