حوارات

رجب: التدخل التركي هو لضرب الفيدرالية والحفاظ على استمرارية داعش

abir-recebبعدَ مقاومةٍ بطوليةٍ أبداها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية في تحرير مدينة منبج من براثن الإرهاب المتمثل بربيب الحكومة التركية وربيب اردوغان داعش، ومن فكره المتطرف واسلوبه الوحشي والقمعي في التعامل مع من يحكمهم، وتصرفاته التي لا تمت للإنسانية بِصِلة.

بعد هذا التحرير أرتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي أن تجري حواراً مع أحد الشخصيات التي تنتمي إلى هذا المجتمع وعاشت ولو جزءاً صغيراً من هذا الواقع المرير على مدىً طويل، فكانت أسئلةٌ كثيرة تراودنا وتنتظر منا طرحها اخترنا منها ما قل وما أخذ الحيز الكبير من تساؤلات الشعب.

فكانت الإدارة في مدينة منبج، وتصرفات تنظيم داعش الإرهابي بحق الشعب في المدينة، والتدخلات التركية في الأراضي السورية واحتلالِ مساحاتٍ من الأراضي، والمشروع الفيدرالي الاتحادي الديمقراطي في المنطقة، والعنف ضد المرأة أيضاً.

 كل هذه الأسئلة والعديد من الأسئلة والنقاط الأخرى كانت ضمن مجال حوارنا الصريح والشفاف مع عبير رجب نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس المدني لمدينة منبج.

في البداية مرحباً بك، والسؤال الذي سنبدأ به حوارنا هو:

  • من المعلوم إن مجلس منبج المدني يقوم بإدارة مدينة منبج المحررة، إلى أي مدى استطعتم إدارة وتفعيل كافة المؤسسات الإدارية والتنظيمية والتعليمية في منبج؟
  • حتى الآن قمنا بعملٍ متقدمٍ وكبيرٍ إلى حدٍ ما مقارنةً مع امكانياتنا المتواضعة، وذلك بمساعدة الأهالي الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في كافة المجالات للنهوض بمدينتهم من جديد بعد الدمار الذي خلفه داعش نفسياً ومادياً عليهم وعلى مدينتهم.

قمنا بإنشاء المجالس المحلية في كافة الأحياء، وكان إقبال الأهالي على هذه المجالس واضحاً وجلياً للعيان، حيث أبدوا سعادتهم ورغبتهم بالمشاركة بمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية،  كون هذا المشروع جديدٌ عليهم،  ويؤمن حق تقرير المصير والحقوق الثقافية للجميع بديمقراطية وبدون أي تمييز.

وكان عدد النساء يفوق المتوقع، وكان هذا ردة فعل واضحة من النساء بعد المعاناة التي تعرضن لهُ من قبل الإرهاب.

وقمنا بافتتاح المؤسسات مثل النفوس والمواصلات وغيرها، وأيضاً تم افتتاح المدارس وتم هذا من خلال مشاركة جميع المكونات في مدينة منبج.

٢- برأيكم إلى أي مدى كان الشعب في منبج مستاءً من ممارسات داعش العدوانية الظالمة؟ وما مدى قبوله لإدارة مجلسكم من خلال الاحتكاك المباشر مع كافة فئات الشعب؟

كان هذا الشيء ملحوظٌ بشكلٍ كبير  من خلال الاجتماعات التي كنا نعقدها عند تشكيل المجالس،  حيث كان الأهالي يتحدثون عن معاناتهم التي تعرضوا لها من هذا التنظيم الإرهابي،  وكانوا يتحدثون عن الانتهاكات الكبيرة بحق أعدادٍ كبيرةٍ من المدنيين العُزَّل الأبرياء، وبالنهاية يكون المتهم منهم معلقاً على إحدى دُوارات المدينة.

كانت النساء تتحدث عن اضطهادهن بغير وجه حقٍ على أيدي عناصر تنظيم داعش،  وحتى أن هنالك عددٌ من النساء تم خطفهن من قبل التنظيم بحجة عدم ارتداء الملابس الشرعية (على حد قولهم)،  وهم مفقودون ولا يعرفون عنهنَّ أيَّ خبرٍ حتى الآن.

والأهالي متفائلون وسعداء بالخطوات التي يقوم بها المجلس، من خلال المساوة بين الرجل والمرأة، وحق المواطنة بين جميع مكونات الشعب وعدم التمييز والتفرقة.

٣- كما هو واضحٌ للعيان إن مجلس منبج العسكري يمثلكم، فما رأيكم بممارسات الدولة التركية الأخيرة على مناطق الشهباء ككل وعلى مقاطعة عفرين بشكل خاص؟

نحنُ عملنا تنظيمي كمجلس مدني، وهو استمراريةٌ للانتصارات التي حققها المجلس العسكري،  حيث أن المجلسين المدني والعسكري يكملان بعضهم البعض.

 أما بالنسبة للانتهاكات التركية فتركيا تريد قطع الطريق على قوات سورية الديمقراطية، وعدم الوصول إلى عفرين لربط المقاطعات الثلاث ببعضها، وذلكَ لإفشال المشروع الكردي في الفيدرالية الديمقراطية الاتحادية ومشروع الأمة الديمقراطية، مع العلم أنه يوجد جميع المكونات من الشمال السوري في قوات سورية الديمقراطية، وبهذا المشروع حلم تركيا سوف يتبدد في إقامة منطقة عازلة إذا تم فتح الطريق إلى عفرين.

حيث أن الممارسات الأخيرة لها بقصفِ عدة مناطق محررة، بحجة محاربة الإرهاب حيث يتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية،  في كل من مناطق الشهباء وعفرين،  ولازالت انتهاكاتها ومساندتها لتنظيم داعش واضحةً للعالم، إننا في مدينة منبج نستنكر هذا الصمت الدولي على انتهاكات السلطة العثمانية الجديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها اردوغان الفاشي.

٤- في الآونة الأخيرة زاركم وفدٌ من المجلس التأسيسي للفيدرالية، ما هي رؤيتكم في مجلس منبج المدني لمشروع فيدرالية شمال سوريا؟

الفدرالية تعني الاتحادية ونحن نثق بهذا المشروع لأنه مشروعٌ اتحاديٌ بين جميع المكونات،  وهذا ما نريد ايصاله لشعبنا، لأن الفدرالية هي درب الخلاص للمنطقة ككل، من خلال مشاركة جميع المكونات والأقليات التي كانت مضطهدة من قبل الإرهاب والنظام الشوفيني سابقاً.

 رغم أن كلمة الفيدرالية لا يعرفها الكثير في مجتمعنا، حيث نقوم بعقد الندوات بهذا الخصوص  لكي يكون الشعب على علمٍ ومعرفةٍ بهذا المشروع، والإقبال من الشعب جيد ويسوده التفاؤل لأنهم يجدون فيه خلاصهم.

٥- في الخامس والعشرين من الشهر الجاري هو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أنت  كامرأة كيف تنظرين إلى هذا اليوم؟ وهل وجدت صعوبات في مجلس منبج المدني كامرأة تناصف الرجل في إدارة منبج؟

المرأةُ مضطهدةٌ منذ القِدَم حيث  كانت العادات والتقاليد والعقلية الذكورية تسيطر على مجتمعنا حتى يومنا هذا، وكانت داعش وليدة هذه الممارسات بوجهٍ خاص، حيث إن جميع النساء عانت من هذا الإرهاب من شنكال حتى حمص وعلى كافة الأراضي السورية، وأيضاً ممارسات الحكومات الدكتاتورية مثل حكومة العدالة والتنمية  Akp  فهي لا تقل عن ممارسات داعش لأنها بالأساس هي من صنعته ودعمته وما زالت تدعمه إلى يومنا هذا، حيث قامت مؤخراً باعتقال الرئاسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطية فيغان يوكسك داغ وصلاح الدين دميرتاش مع عددٍ من زملائهم النواب في البرلمان، وهذا كله يصب في مصلحة واحدة مع الإرهاب.

وأقول أيضاً:” إن عملي بالمجلس المدني هو عملٌ وطنيٌ لا يقل عن عمل الرجل، وهذا لإيصال صوت المرأة الحرة إلى كل العالم، ولمساعدة شعبنا وخاصةً النساء.

لا أنكر إننا لقينا بعض صعوبات مثل عدم تقبل الطرف الآخر لنا كنساء، ولكننا لم نكن نأبه لهذه الأفكار والأحاديث، وسنبقى مستمرين حتى تحقيق أهدافنا ورفع الظلم عن جميع النساء جيلاً بعد جيل.

كلمة أخيرة تودين قولها وتوجيهها من خلال صحيفتنا

في ختام هذا الحوار الشيق مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي أتوجه بالشكر لصحيفتكم، وأشكر جميع العاملين فيها لعملهم المتفاني على إيصال صوت الشعب ومآسيهم ونداءاتهم إلى العالم ليقفوا وقفةَ ضميرٍ حيٍ تجاه ما عانيناه من ظلمٍ واستعبادٍ وسبيٍ في القرن الحادي والعشرين من الإرهاب التركي المتمثل بداعش وغيرها.

اعداد: نارين تمو

زر الذهاب إلى الأعلى