المجتمع

دار عالم الطفولة…تربي الأطفال وتخدم الأمهات

img_3694 img_3697 img_3721 img_3724 img_3727 img_3729بالإضافة لسعيها لتحرير المرأة وتطويرها ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وتوفير فرص العمل لها لتكون عنصراً فاعلاً في المجتمع وإعادة دورها الريادي في إدارة المجتمع والعائلة، عملت هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة على الاهتمام بالأطفال أيضاً ليخلقوا جيلاً مميزاً يتلقون التربية والتعليم الصحيحين منذ نعومة أظفارهم، وليفسحوا المجال لأمهاتهم التوفيق بين أعمالهن خارج المنزل وداخله، وعليه افتتحت الهيئة العديد من الروضات والحضانات للأطفال في مدن مقاطعة الجزيرة باسم “دار عالم الطفولة”.

خدمات كثيرة قدمتها وتقدمها هيئة المرأة للنساء من كافة المكونات ضمن المقاطعة، وأهمها التركيز على تطوير المرأة وزيادة وعيها ودورها في خدمة المجتمع، لتقضي بذلك على الذهنية العبودية والذكورية السلطوية التي فُرِضَتْ عليها، وحتى تحقق الهيئة أهدافها هذه كان لابد من مراعاة ظروف النساء وتأمين متطلباتهن ليتمكن من التطور والعمل خارج المنزل أيضاً، وبما أن أهم ما يشغل المرأة ويشكل عائقاً أمام انخراطها في العمل المؤسساتي والمهني خارج المنزل هم أطفالها الذين يحتاجون للرعاية والعناية وأن يكونوا تحت أعين أمينة، لذا بادرت الهيئة ومن هذا المنطلق بالإضافة لهدفها في خلقِ جيلٍ مُشْبَعٍ بالتربية والتعليم الصحيح، وايجاد فرص عمل إضافية للمرأة المتعلمة إلى افتتاح حضانات وروضات للأطفال في معظم مدن مقاطعة الجزيرة.

وتشرفِ الهيئة بشكلٍ مباشر على هذه الروضات والحضانات التي افتتحتها تحت اسم “دار عالم الطفولة” وذلك بتحمل كافة تكاليف افتتاح واحتياجات هذه الروضات من كافة النواحي، وتأمين المربيات والمُدرِسات ذوات الخبرة في التعامل مع الأطفال وتربيتهم وتعليمهم بأساليب حديثة، وكل ذلك دون أن تبتغي الهيئة من ورائها أية منفعة مادية، لأنها تستقبل الأطفال فيها بأسعار رمزية لا تتعدى الألف ليرة سورية في الشهر فقط.

ومثلما لا تفرق الهيئة بين تطوير وخدمة النساء بغض النظر عن هويتها وإلى أي مكون تنتمي، فإنها ومن خلال هذه الروضات تستقبل الأطفال من كافة مكونات المنطقة وتتعامل مع أطفال كل مكون بحسب خصوصيته ولغته الأم.

ولنأخذ روضة دار عالم الطفولة في الحي الغربي بمدينة قامشلو نموذجاً لنتعرف عليها عن كثب والنظام فيها. وعليه زارت صحيفة حزب الاتحاد الديمقراطي هذه الروضة والتقت بالإدارية والمُدَرِسة فيها، “رجاء يوسف إبراهيم” التي شرحت لنا تفاصيل وأهداف افتتاح الروضة وكيفية التعامل مع الأطفال فيها.

مشيرة في البداية أن الهيئة افتتحت /3/ روضات في مدينة قامشلو في أحياء” الهليلية، والغربي، والبشيرية” بالإضافة إلى افتتاح دار لذوي الاحتياجات الخاصة في حي قدوربك، الهدف منها تربية وتعليم الأطفال قبل دخولهم المدرسة، وتهيئتهم للمدرسة وتشجيعهم على التعلم، بالإضافة إلى مساعدة الأمهات في تحمل عبءِ تربية الأطفال، وافساح المجال للأمهات ممارسة أعمالهن خارج المنزل وهنَّ مطمئناتٌ لأوضاع أطفالهن.

ونَوَّهَتْ رجاء أن روضتهن توجد فيه قسمين الأولى حضانة وفيها 10 من أطفال النساء العاملات في المؤسسات، وهؤلاء يبقون من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 15:00 في الحضانة، ويتم رعايتهم وتربيتهم من قبل مربية متخصصة في التعامل مع الأطفال من عمر سنة حتى سنتين، بالإضافة إلى مساعدة متخصصين في علم نفس الطفل من مركز آمارا للاستشارات النفسية، وتأخذ الحضانة مبالغ مالية رمزية من ذوي هؤلاء الأطفال وهي عبارة عن 2000 ليرة سورية فقط، ويقدم للأطفال وجبة طعام يومياً مقدمة من هيئة المرأة.

أما القسم الثاني فهي الروضة وتستقبل الأطفال من عمر عامين ونصف إلى أربعة أعوام ونصف، ويوجد في هذا القسم 15 طفلاً من المكونين العربي والكردي، وتم توزيعهم على شعبتين وذلك لتدريس وتعليم كل منهم بحسب لغته وثقافته، أما دوامهم فهي من الساعة 08:00 وحتى الساعة 12:00 وأهالي هؤلاء الأطفال يدفعون مبلغ 1000 ليرة سورية فقط.

وتؤكد رجاء أنهم يتعاملون مع الأطفال كل بحسب خصوصية شخصيته، ويحاولن إزالة السلبيات من تصرفاتهم وتحفيزهم على الإيجابيات وتشجيعهم على اتباعها، بالإضافة إلى الترفيه عنهم من خلال الألعاب وتنمية مواهبهم وهواياتهم، وزرع روح المحبة بينهم.

واختتمت الإدارية والمُدَرِسة “رجاء يوسف” حديثها بالتأكيد أن هيئة المرأة تهدف من خلال افتتاح هذه الروضات إلى تنمية وتطوير المجتمع من خلال دعم ومساعدة الأمهات، وتربية الأطفال التربية السليمة، داعيةً الأمهات للتعاون قدر الإمكان مع الروضة والتواصل معهم لمعرفة سلوكيات أطفالهم وتنشئتهم على السلوك الصحيح، وعدم اعتبار الروضة أماكن لتأمين أطفالهن لحين عودتهن من العمل، لأن الروضة تمثل المنزل الثاني للطفل الذي يكتسب فيه التربية والعلم، ويجب الاهتمام به على هذا الأساس، شاكرةً هيئة المرأة لبذل كافة الجهود وتقديم كل المستلزمات لخدمة الأطفال والأمهات.

زوزان اهين

زر الذهاب إلى الأعلى