المجتمع

حي قدوربك أعرق أحياء قامشلو

qamishloهو حي من أقدم الاحياء في مدينة قامشلو، وسمي هذا الحي نسبة إلى اسم أولى العائلات الكبيرة التي سكنت الحي، حيث يعتبر هذا الحي من الاحياء الكردية الشعبية القديمة، فقد تم بناءه تلازماً مع بناء قامشلو، يقع شمال غربي الطريق العام ويحده من الشرق حي ميسلون والذي يفصل بينه وبين حي قدوربك طريق معبد يذهب الى سوق الهال، ومن الجنوب حي زيتونية الذي يشكل امتداداً لقرية محمقية الملاصقة للحدود التركية، ويحده من الغرب نهر جغجغ كما يفصله عن السوق نهر جغجغ وطريق قنواتي، ويتميزهذا الحي عن غيره بالفسيفساء السكاني المتنوع حيث يقطنه نسيج من الكرد والمحلميه وبعض العرب الذين هاجروا من القرى المحيطة بتربسبيه فهو خليط من مكونات عديدة. تميز شباب الحي بالشجاعة والايثار والصلابة فإن قيل (أنت من قدوربك) فيا ستار! هذا لشدة بأس وقوة رجاله وشبابه، واشتهر هذا الحي بثقافة ساكنيه الواسعة، وحب ساكنيه للغناء والفلكلور الكردي، الى جانب الطرب الممزوج بالحداثة، وأنجب الكثيرمن المطربين المميزين كمروان صبري، وصلاح رسول، وعدنان سعيد وغيرهم، كما تميز الحي بظاهرة التعاون بين الأهالي، حيث الألفة والمودة والصادقة النابعة من نفوس تعشق حياة البساطة وتتوق إلى السعادة الحقيقية. توجد في بداية الحي مؤسسة التبغ أو ما يسمى بـ( ريجي) وفي نهاية شارع الريجى توجد مقبرة للإخوة المسيحين. كما يضم الحي حديقة يطلق عليها الأهالي اسم(مشتل) فيها يجتمع الناس للترويح عن النفس وتبادل الأحاديث الشيقة بين الجيران والأقران، في الوقت الذي يلعب فيه الصغار بالمراجيح، إلى جانب ذلك توجد فيه مدارس منها مدرسة الوئام، الزهراء، حافظ إبراهيم، بالإضافة شهرة الحي بمساجدها الكثيرة أهمها، مسجد الامام الغزالي- مسجد خالد بن الوليد- علي بن أبي طالب،  مسجد ابراهيم حقي، كذلك مسجد المقبرة، هذه المقبرة تعرف بمقبرة الاسلام التي ضمت قافلة شهداء انتفاضة قامشلو، وكذلك دفن فيها شيخ الشهداء معشوق الخزنوي صاحب المقولة (إن الحقوق لا توهب إنما الحقوق تؤخذ بالقوة)، كما وبرز في الحي العديد من البقاليات ودكاكين السمانة لتلبية مستلزمات سكان الحي، ينتشر في هذا الحي الكثير من العادات والتقاليد التي عُرف بها الكرد من تعاون، ومحبة، وإيثار، ويعمل أغلبية سكان الحي كباعة متجولين بين أحياء وأسواق قامشلو على العربة أو على دراجات نارية ذات العجلات الثلاث (طرطيرة)، وأغلبية السكان من ذوي الدخل المحدود ، كما تميزت عائلات الحي بكثرة الإنجاب وزيادة النسل، أما بالنسبة لنساء الحي وتمضية أوقات الفراغ فقد تراهن يجلسن أمام باب بيت احدى جاراتهن، لتبادل الأحاديث ويسألن بعضهن من قبيل، ماذا ستطبخين اليوم؟ وما هو غداؤك؟ هل ستذبين إلى السوق وما الى هناك من ثرثرة وأحاديث يومية. ولكن الشيء الجميل هو أن الخالة سلطانة عندما تريد شواء الباذنجان كانت تستدعي نساء الحارة لمساعدتها، ومن يرغب في شواء الباذنجان لطهي عمل بابا غنوج، وقد يكون هذا غداء أغلبية الشارع في ذلك الحي في نفس اليوم،  ومن أهم وأبرز مميزات وصفات هذ الحي(قور بك) هووطنيتهم، فقد التحقت الأغلبية منهم بحركة حرية كردستان منذ بدايتها في الثمانينات. وأغلب البيوت فيها فتحت أبوابها مصراعيها لاستقبال أعضاء الحركة الكردية والمشاركة في الدعم المادي من خلال التبرعات والمشاركة في جني المحاصيل الزراعية، وتقديم إرادات هذا العمل للحركة الكردستانية، ومن أبرز الأحداث التي مرت على هذا الحي أن مجموعة من طلاب شبان تتراوح أعمارهم بين الثانية عشر والخامسة عشر حينما أهينوا من قبل مدير مدرستهم إهانة شديدة، فما كان من هؤلاء إلا أن بادروا بالاتفاق للرد على هذا التصرف المهين، بأن رفعوا العلم الكردي على بنايات عدة مدارس في وقت واحد، وكان من بينهم الفنان المتألق دانيش بوطان، فكان رد الحكومة على هؤلاء الشبان الأحداث أن ساقتهم إلى أقبية سجونهم الاستبدادية، وعند انطلاقة الثورة السورية وامتدادها إلى روج أف كان حي قدوربك بشبابه وشاباته من السباقين في المشاركة بالمظاهرات المنددة بالنظام والمطالبة بإسقاطه، وعنما تأسست قوات الحماية الشعبية والمرآة انتسب إليها العديد من فتيان وفتيات الحي للذود عن أراضيهم وتوقاً للحرية والعيش الكريم، وقدم الحي الكثير من الشهداء خلال حملات التمشيط التي قامت بها قوات الحماية الشعبية والمرآة ضد مرتزقة داعش وأعوانه، وكبدتهم خسائر فادحة فاضطروا إلى الاستسلام والهرب، وعلى الصعيد المجتمعي قامت الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة بتأسيس بيت الشعب في حي قدوربك ليكون مرجعاً للشعب في حل الخلافات وتأمين مستلزمات الأهالي، ويضم الحي حوالي اربعة عشر كوموناً لتلقي شكاوي المواطنين وحلها، وتأمين الحاجات الاساسية مثل المواد التموينية والمحروقات كمادة المازوت في فصل الشتاء مثلاً، كذلك بالنسبة لجوانب الحياة التعليمية والثقافية والاقتصادية والمرآة.

إعداد: حسينة عنتر

زر الذهاب إلى الأعلى