حواراتمانشيت

حسن: روج آفا ستجهض مشروع اردوغان الدكتاتوري التوسعي

CAWIDANحوار: آزاد عمر

حاورت صحيفة الاتحاد الديمقراطي عضو ممثلية الإدارة الذاتية الديمقراطية في باشور كردستان جاويدان حسن حول عدة مواضيع ساخنة، أهمها اجتياح القوات التركية للأراضي السورية، الدور الروسي الإيراني ونظام الأسد في تدخل تركيا لجرابلس، تداعيات هذا التدخل على الأزمة السورية. ونص الحوار كالتالي:

– كيف تقيمون التدخل التركي لروج آفا (جرابلس) وسوريا عامة

التدخل التركي في شؤون سوريا ورج آفا ليس بالأمر الجديد فتركيا حاولت منذ انطلاق الثورة السورية أو ما يمكن تسميتها بالأزمة السورية الآن بسط سيطرتها على سوريا ورسم مستقبلها بما يتناسب مع أحلام حكومة العدالة والتنمية بزعامة اردوغان وبمختلف الطرق سواء بالتحكم في من يسمون أنفسهم بالمعارضة والائتلاف أو بدعم المجموعات المسلحة الإرهابية من أمثال النصرة وداعش أو بالتدخل المباشر بواسطة قواتها كما حدث مراراً في عفرين وغيرها من المناطق الحدودية وآخرها احتلال مدينة جرابلس، لذا فإننا نعتبره واعتماداً على القوانين الدولية احتلالاً مباشراً وانتهاكاً للأعراف الدولية، يستوجب من الرأي العام الدولي ومجلس الأمن وحلف الناتو وغيرها من المؤسسات الدولية ردع تركيا ومطالبتها بالانسحاب الفوري كون تدخلها لا يعتمد على أية شرعية دولية وهدفها كما قال اردوغان ضرب قوات سوريا الديمقراطية وقوات حماية الشعب وفي حقيقته محاولة أخيرة من اردوغان بعد أن فشلت كل مخططاته لمنع ربط كانتون كوباني بكانتون عفرين وبالتالي منع تشكيل كيان فدرالي ديمقراطي في روج آفاي كردستان- شمال سوريا، وإفشال تجربة روج آفا الفريدة القائمة على مبدأ أخوة الشعوب. كون هذه التجربة ستؤثر على الداخل التركي أيضاً وستجهض مشروع اردوغان الدكتاتوري التوسعي.

– ما موقفكم من تصريح جو بايدن بضرورة الرجوع إلى شرق الفرات مهدداً بقطع المساعدات العسكرية؟

أمريكا تقود التحالف الدولي لمكافح إرهاب داعش وقوات سوريا الديمقراطية هي أيضاً جزء من هذا التحالف وهي القوة الوحيدة التي أثبتت حتى الآن قدرتها على إلحاق الهزيمة بداعش فإذا ما قطعت أمريكا دعمها لقوات سوريا الديمقراطية فهذا يعني بالضرورة فشل محاولات التحالف في القضاء على التحالف هذا من جهة  ومن جهة أخرى فإنه جرت العادة قبل تحرير منطقة من سيطرة داعش يتم تشكيل مجلس عسكري من أبناء تلك المنطقة ثم تهب قوات سوريا الديمقراطية لمساعدة هذا المجلس الساعي إلى التحرر ثم تلي عملية التحرير عملية بناء مجلس مدني من أبناء المنطقة يتولى إدارة المنطقة لذا فإن قوات سوريا الديمقراطية لن تبقى في تلك المناطق المحررة ولكن إذا ما دعت الحاجة لعودتها إلى تلك المناطق فإنها ستعود بكل تأكيد وإلا فإنها ستتوجه إلى مناطق أخرى لتحريرها من الإرهاب الداعشي وحتى النظام الأسدي.

– ما دور روسيا وإيران والنظام السوري في تدخل تركيا وازدواجية أمريكا في التعامل مع القوات الكردية والدولة التركية وخاصة مشاركتها في الاحتلال التركي لروج آفا شمال سوريا؟

بالنسبة للحرب في سوريا فإنه بالإمكان أن نصفها بالحرب العالمية الثالثة وحرب المصالح وكل الدول المشاركة في هذه الحرب تسعى للحصول على حصة الأسد منها ومنذ بداية هذه الحرب أعلنت إيران وروسيا بشكل مباشر مساندتها للنظام السوري كون بقاءه يعني بالضرورة الحفاظ على مصالحهما في المنطقة أما تركيا فقد راهنت على سقوط الأسد وتبنت المعارضة وبالتالي الحصول على كل شيء وحين لم تنجح في مخططها فإنها أذعنت للمطالب الروسية اللاعب الأكبر في الحرب السورية فكانت زيارة اردوغان لبوتين وطلب الاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية.

جرت العادة أن تتفق الدول المحتلة لأجزاء كردستان الأربعة: إيران، تركيا، سوريا، العراق على نبذ جميع خلافاتها إذا ما تعلق موضوع ما بالقضية الكردية وتسعى جاهدةً لإفشال كل أمل كردي بالتحرر وكسب حقوقه المشروعة، لذا فإن النظام السوري وتركيا يسعيان جاهدين وهما متفقان كل الاتفاق لإحياء اتفاق أضنة الذي يسمح بدخول القوات التركية الأراضي السورية بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني وكان التناغم بين الحكومتين واضحاً عندما صرح النظام السوري ووصف قوات اسايش روج آفاي كردستان بالذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني الأمر الذي يعطي الشرعية لتدخل تركيا في سوريا واحتلال جرابلس وربما مناطق أخرى مستقبلاً.

وكذلك تحاول تركيا وسوريا وإيران من خلال عقد اتفاقية جزائر ثانية إجهاض مشروع الفدرالية التي يتم التحضير للإعلان عنها في روج آفايي كردستان- شمال سوريا لذا كان هناك غض نظر واضح عن الاحتلال التركي لجرابلس.

أما بالنسبة لأمريكا ودورها في هذا التدخل فقد بدى واضحاً إفساح أمريكا المجال لتركيا لاحتلال جرابلس فقد كان جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي موجوداً في تركيا أثناء قيام تركيا باحتلال جرابلس، فأمريكا أيضاً لها مصالحها في سوريا وكذلك هناك مصالح تجمعها مع تركيا أيضا، لأمريكا بالتأكيد وجهة نظر تحفظ لها مصالحها في سوريا، يرى الشارع الأمريكي أن سياسة أوباما في الشرق الأوسط قد فشلت وفسحت المجال لروسيا للعب دور أكبر في سوريا ودفع تركيا للتقرب من روسيا أكثر لذا فإن تصريحات بايدن أو سماح أمريكا لتركيا باحتلال جرابلس ستتماشى بالضرورة مع ضرورات اشتداد المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الأمريكية المقبلة، ولا يعني ذلك بتاتاً حتى هذه اللحظة انقطاع التنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة أمريكا فقد رأينا اللغة الحازمة التي خاطبت بها أمريكا النظام الأسدي والنظام الروسي أيضاً في منعها لسلاح جو الدولتين من قصف المواقع الكردية.

الأهم من كل ذلك هو التأكيد بأن المصلحة الحقيقة للتحالف بقيادة أمريكا وروسيا وغيرها من الدول الراغبة في استقرار المنطقة هو دعم تجربة روج آفا وفكرة الفدرالية في سوريا كونها الضمانة الوحيدة للاستقرار وتجربة روج آفا خير دليل عل ذلك لذا رأينا كيف ساندت قوات التحالف وأمريكا قوات سوريا الديمقراطية في روج آفا.

– هل ستتوجه قوات سوريا الديمقراطية إلى الرقة حسب تصريح المتحدث باسم التحالف الدولي أم سيتم الاستمرار حتى عفرين مروراً بالباب؟

هذا السؤال يجيب عنه المسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية بالدرجة الأولى فهي جزء من التحالف الدولي، وهذا التحالف يخوض حرباً ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهم يقررون إلى أين يتوجهون حسب ظروف معركتهم، الحرب تقتضي الحنكة والدراية بأمورها بالتأكيد فقد رأينا كيف أعلنت قوات سوريا الديمقراطية حملة تحرير الريف الشمالي لمدينة الرقة وخلالها تم التوجه إلى مدينة منبج أيضاً وتحريرها تالياً بشكل أسهل نظراً لاستخدام عنصر المباغتة في هذه الحرب، ولكن سمعنا قبل فترة ليست بالبعيدة أيضاً تشكيل مجلس الباب العسكري وكذلك مجلس جرابلس العسكري لذا أعتقد أن المهمة الأولى لهذه القوات هو مساندة هذين المجلسين بغية تحريرهم أولاً وفتح الطريق الواصل بين كوباني وعفرين الأمر الذي يسهل مهمة إعلان الكيان الفدرالي الأمر الذي يؤمن الدعم الأكثر لهذه القوات أيضا ويقطع خطوط الإمداد الممتدة بين تركيا الراعي والداعم الأول للإرهاب وعاصمة داعش الرقة ما يضعف التنظيم الإرهابي أكثر وبالتالي تكون خطوة تحرير الرقة أسهل، ويضع حداً لأحلام اردوغان التوسعية نحو باقي أراضي روج آفا أما إذا ما أصر التحالف على تحرير الرقة وغض الطرف عن تركيا وسمح لها باحتلال المزيد من أراضي روج آفاي كردستان- شمال سوريا أو ربما سوريا بأكملها مستقبلاً فإن العملية ستكون شبيهة بعملية استبدال تنظيم إرهابي بتنظيم إرهابي أكبر وأشد قوة، لذا فإن المفاضلة بين تحرير الرقة و تحرير الباب وجرابلس يجب أن يأخذ بعين الاعتبار سلامة قوات سوريا الديمقراطية وضمان نجاح مشروع فدرالية روج آفايي كردستان- شمال سوريا وإعطائها بعداً سياسياً وقبولاً دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى