حوارات

حاج منصور: آن الاوان لبدء بمرحلة انهاء آلام الشعب السوري ولبناء سوريا المستقبل

أحمد حاج منصور عضو الهيئة الإدارية لحزب الإتحاد الديقراطي PYD بريطانيا : آن الأوان لوضع حد للآلام والبدء على الأقل بمرحلة لإنهاء آلام الشعب السوري ولبناء سوريا المستقبل والإحتكام الى الحالة الوطنية والعقلانية بالإضافة إلى ضبط النفس واقتسام المشتركات في هذا الوطن على أسس ديمقراطية تعددية لا مركزية تنعم فيها كل المكونات دون تمييز ودون إقصاء وأن تكون سوريا وطناً حراً وديمقراطياً لكل السوريين و وطناً قوياً بكل أبنائه.

١- شهدت الأحداث الأخيرة في المناطق الشمالية في سوريا وبالتحديد في روج آفا عدة تطورات سياسة كانت أم عسكرية على ساحة الصراع هناك وعلى وجه الخصوص في المناطق الغربية لمدينة منبج، برأيك هل هذه التطورات ستكون لها نتائج إيجابية لصالح قوات سوريا الديمقراطية والمجالس التابعة لها أم العكس ؟

التطورات التي جرت على أطراف منبج وخصوصاً في الجهة الغربية ومحاولات تركيا العبور من هناك واصطدامها مع قوات الحكومة السورية بالإضافة إلى انتشار وحدات من الجيش الأمريكي على الطرف الشمالي لمدينة منبج وضع حد لمحاولات تدخل تركيا عبر درع الفرات التابعة لها بشكل مباشر منفذة الأجندات التركية
كل هذا أدى إلى أن تنتهي عملية درع الفرات عند هذا الحد وبدأت تركيا بالتهديد والوعيد لإجتياح مدينة منبج بذريعة أنها تريد تطهير منبج بما تدعي هي من وحدات حماية الشعب الموجودة فيها رغم ان وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية أعلنوا منذ أمدٍ طويل أنه لا وجود للقوات الكردية في منبج وأنهم سلموا المدينة لقوات تابعة لمجلس منبج العسكري
وهذه التهديدات التركية رافقتها بالمقابل قيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية زيادة قواتها في المنطقة خصوصاً لحماية منبج مما أدى في النهاية على الأقل في هذا الوقت بوضع حد لطموحات وآمال تركيا عما كانت تتحدث عنه من توسيع عمليات درع الفرات بإتجاهات أخرى والذي حدث للقوات التركية ودرع الفرات شكل تطور إيجابي في الحد من أي تطورات أخرى كانت ستحدث بالتأكيد إذا ما حاولت تركيا التدخل أكثر من هذا الشكل سواء بشكل مباشر أو عبر ما يسمى بالفصائل التابعة لدرع الفرات.

٢- تتوارد في شتى الصحف العالمية والعربية أن التقدم الملحوظ لقوات سوريا الديمقراطية في محور الرقة تزامنا مع تقدم الجيش السوري في ريف حلب الشرقي وصولا لجنوبي منبج بقيادة روسيا وقطع الطريق أمام ميليشات درع الفرات التركي وعدم مشاركتهم في حملة تحرير الرقة كانت أكبر صفعة يتلقاها أردوغان وحكومته منذ بداية الثورة السورية كون تطور تلك الأحداث بددت من طموحاته الإحتلالية ؟

حقيقة أن هذه التطورات والمواقف التي ظهرت سواء بالموقف الروسي السوري الذي دعم تواجد قوات حرس الحدود غرب منبج أو سواء من القوات الأمريكية التي انتشرت إلى الطرف الشمالي والغربي لمنبج لمواجهة القوات التركية ومرتزقة درع الفرات وهذه الحركة سدت كل المنافذ المحتملة أمام تقدم تركيا ووضعت حداً للأحلام التركية من خلال درع الفرات التي تتبع لها فصائل تابعة لما يسمى بالجيش الحر وأن لها الحق في التدخل في أية بقعة أخرى خصوصاً المشاركة في معركة الرقة وإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن معركة الرقة أو محاولة إقتناص أهداف أو مصالح أخرى لتركيا داخل هذه الحملة المتجددة الآن والتي من الممكن أن نطلق عليها بمجملها حملة تحرير الرقة
أستطيع أن أقول أن هذه الحملة وضعت حداً لآمال تركيا وكانت صفعة قوية لها تذكرها بأنه لا يحق لها التدخل في الشأن السوري والعداء للكرد إلى ما لا نهاية وتركيا دائماً لعبت دور تخريبي في هذه الثورة بدءاً من الوعود غير المنفذة للمعارضة السورية وانتهاءاً بالعداء المباشر للكرد .

٣- فوبيا الكرد أو الكابوس الكردي كما هو متداول حاليا والذي أصاب أردوغان بعد النجاحات الكبيرة التي حققها كرد روج آفا ( شمال سوريا ) بشقيه العسكريين والمتمثلين بوحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ شكلت هاجسا هستيريا لدى تركيا مما جعلتها تقدم تنازلات للدول الأوروبية وعلى رأسهم روسيا في سبيل الحد من تطلعات الشعب الكردي ومحاولة وضع تلك القوتين في قائمة الإرهاب ، هل برأيك سيحقق أردوغان ذلك ؟

المواقف الأردوغانية المتمثلة في العداء للكرد أعتقد أنها تتجاوز حدود العداء للكرد إلى العداء للسوريين وتريد إظهار نفسها صديقة للمعارضة وهي تستخدم شماعة العداء للكرد لأخذ موافقة المعارضة السورية المعروفة إلى حد كبير بالشوفينية العنصرية تجاه الكرد حيث تستخدم هذه الورقة للتدخل في الشأن السوري وليست للحد من آمال الكرد كما تدعي هي بل لزرع بذور فتنة طائفية بعيدة المدى في سوريا من جهة وضمان حصتها من الكعكة السورية في المستقبل
وكان من الأجدر بتركيا أن تدرك أن أهدافها لن تتحقق بالضرورة بمعاداتها للشعب الكردي بل ربما كانت ستكون أقرب إلى التحقيق بصداقته للشعب الكردي في سوريا وتجنب عدائهم بجميع فصائلهم بما فيهم حزب الإتحاد الديمقراطي ووحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب الذين أعلنوا أكثر من مرة عن عدم عدائهم لتركيا ومحاولاتهم لبناء علاقات حسن الجوار مع الشعب التركي ورغم هذا فإن العداء للكرد ومحاولات إلصاق تهمة الإرهاب بالقوى التي قصمت ظهر داعش أمر منافي للحقائق والواقع حيث أن العالم كله أدرك منذ كوباني كيف كانت قوات وحدات حماية الشعب والمرأة تقاتل داعش دون أي تردد في حين أن المدفعية التركية والقيادة التركية كانت تتجهز للإحتفال بسقوط كوباني والجملة المشهورة لأردوغان (كوباني باتت في حكم الساقطة ) وأنما تعبر عن رغبات أردوغان لكننا نعتقد أن هذه الاحلام انطمرت ووأدت في التراب وربما هذه فرصة أخيرة لتركيا لتستغلها وتعيد النظر في سياساتها واعتماد سياسة الصداقة والأخوة مع الشعب الكردي في سوريا وهذه ليست مسألة معقدة كما يتصورها البعض
فتركيا كانت ترفض أي علاقة مع جنوب كردستان (شمال العراق) أيضاً وكانت تتهمهم كل يوم بالإرهاب وأنهم عشائر وقادة عشائر والآن علاقاتهم جيدة مع حكومتها وأعتقد أن الحل الأمثل والأسلم لتركيا هو أن تحل المسألة الكردية في تركيا وأن تحاول استيعاب الوجود الكردي داخل سوريا بوصفه شعباً جاراً صديقاً لم يقم بأية اساءة إلى علاقات الجوار طيلة خمسة سنوات من الفوضى في سوريا.

٤- يقول الكثيرين أن الدعم اللوجستي والعسكري اللامحدود من قبل دولة العم سام ( أمريكا ) للقوات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية تعد من ضمن الخطط التي وضعها البنتاغون على طاولة ترامب في سبيل القضاء على تنظيم داعش الإرهابي هل هذا مؤكد ؟ وإذا كان كذلك إلى متى سيستمر هذا الدعم ؟

بالتأكيد أن هناك دعم وهناك إتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وهناك موقف أمريكي أعلن عنه سواء عبر البنتاغون أو عبر وزارة الخارجية الأمريكية أنها تدعم قوات سوريا الديمقراطية في معركة تحرير الرقة وكانت هذه العلاقات قد بدأت مع تحرير كوباني ووصلت لذروتها في منبج
وهي الآن تحاول أن تكون بداية خطوة استراتيجية في قهر داعش داخل سوريا عبر تحرير العاصمة المزعومة لداعش
وبالتأكيد الدعم الأمريكي والدولي بدأ يزداد ومن هنا فأنه على ما يبدو واضحا أن القيادة الامريكية الجديدة أيضاً قررت المضي في محاربة داعش والتسريع من العلمليات العسكرية ضدها من خلال دعم قوات سوريا الديمقراطية لتكون القوة الأساسية وربما الوحيدة في تحرير الرقة وهذا أيضاً حطم آمال الكثيرين من اللذين كانوا يراهنون على مواقف الإدارة الجديدة في دعمها لقوات سوريا الديمقراطية انطلاقاً من منطلقات عنصرية قوموية
ولكن يبدو أن الحقائق هي التي تؤكد نفسها أكثر من الآمال وكما أكد الجميع دائماً بما فيهم الولايات المتحدة الامريكية أن قوات سوريا الديمقراطية هي ليست فقط لتحرير الرقة بل هي القوات المؤهلة لمشروعها الديمقراطي في أن تكون جزء من مشروع سوريا الديمقراطية في المسقبل.

5- كلمة أخيرة؟

إن كان لابد من كلمة أخيرة فإنني أعتقد أنه آن الأوان لوضع حد للآلام للبدء على الأقل بمرحلة لإنهاء آلام الشعب السوري ولبناء سوريا المستقبل بعد طرد داعش طبعاً والإحتكام الى الحالة الوطنية وإلى العقلانية وإلى ضبط النفس وإلى اقتسام المشتركات في هذا الوطن على أسس ديمقراطية تنعم فيها كل المكونات دون تمييز ودون إقصاء وأن تكون سوريا وطناً حراً وديمقراطياً لكل السوريين وطناً قوياً بكل أبنائه
ونحن من هذا المنطلق نعتقد أن مشروع بناء سوريا ديمقراطية تعددية تشاركية هو نموذج للحل بصيغته اللامركزية الفيدرالية التي نجد فيها أنه يتجاوب وينسجم مع الطموحات العليا لكل أجزاء الشعب السوري دون إستثناء ودون إقصاء ودون تسلط أحدٍ على آخر.

أورهان خلف

زر الذهاب إلى الأعلى