المجتمع

توزيع المحروقات في قامشلو: المازوت نموذجاً

hazrtiya-celeمرت أكثر من خمسةِ أعوامٍ على الأزمة السورية، واعتاد السكان على تدبير أمورهم وتسييرها حسب ما يرسمه الواقع والظروف الجارية ومواكبة الحياة وتتابعها على الرغم من المآسي والمصائب، ففي روج آفاي كردستان وخاصة بعد تأسيس الإدارة الذاتية وأخذها بزمام الأمور وإتاحة المستلزمات لأهالي المنطقة، بعد أن حصل فراغٌ أمنيٌ وانضباطي، وأصبح تأمين بعض المواد وخاصة الوقود مثل الغاز والمازوت الذي أصبح تأمينه في بداية الثورة صعبةٌ جداً بعد أن مر الشتاء الأول من الثورة بأزمةٍ خانقةٍ لا مثيل لها، حتى اضطرت بعض العائلات لحرق أساسها المنزلي وحرق حتى ملابسها، ولهذا كان لابد من بديل وهذا ما فعله العاملون في الإدارة الذاتية منذ بداية تأسيسها وتحرير المناطق الكردية، وتشكيل دور الشعب، ومن ثم تشكيل الكومونات في كل حي لتأمين حاجات المواطنين ولا سيما الوقود من المازوت والغاز اللذان يشكلان من ضروريات كل منزل، وبحلول فصل الشتاء تقوم بلديات منطقة قامشلو وبالتنسيق مع دور الشعب والكومونات الذي تم تشكيلها في معظم الأحياء لتوزيع المحروقات، حيث يقوم الكومون  بأدوارٍ بارزة من خلال اللجان المتشكلة منها لجنة المصالحة، لجنة المرأة، اللجنة الاقتصادية واللجنة الخدمية، حيث تقوم الأخيرة في كل كومون وخاصة في هذه الأوقات من السنة بحلول فصل الشتاء وأثناء توزيع المحروقات ومنها المازوت والغاز بالتوزيع وفق البرنامج الآتي: تحدد الكمية المخصصة لكل كومون، والوقت المناسب للتوزيع حتى لا يحصل تضارب، ويتم التوزيع بشكلٍ عادل، وكل بيت بمنطقة قامشلو ينال مخصصاته.

 ويتم توزيع مادة المازوت على الأهالي بحيث يشكل كل كومون أعضاء ولجان خدمية تشرف على توزيع المادة، ويقوم بالتجوال بين المنازل ضمن جغرافية الكومون برفقة صهريج المازوت حتى يتأكد بأن الجميع استلم على حد سواء، وبهذا الصدد ألتقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بأهالي المنطقة الشرقية بقامشلو القاطنين في حي المزرعة التابعة لكومون الشهيد حزني، الذي تم توزيع مادة المازوت في هذا الأسبوع من العام الجاري، وحول هذا الموضوع أشار السيد “عدنان أبو كاوى” عضو في اللجنة الخدمية لكومون الشهيد حزني بحي المزرعة التابعة لمدينة قامشلو إلى آلية توزيع مادة المازوت قائلاً:” بدأنا بتوزيع المازوت على البيوت دون استثناء ويتم التوزيع على دفعتين، الدفعة الأولى يتم توزيعها على المواطنين الآن، أما الدفعة الثانية يتم توزيعها بعد أقل من شهرين، وكل دفعة تقدر كميتها بـ200 ليتر وبسعر 7400 ل.س مع مراعاة من لديهم مرضى وكبار السن، حيث يحق لهم أخذ كمية مضاعفة”، بدأ التوزيع في الحي وانتهى بآخر بيت فيه، كما تم التوزيع على الوافدين أيضاً(المستأجرين) ضمن جغرافية (الكومون)، وكذلك الذين جاؤوا من المناطق المتضررة، فكان لهم حصة مماثلة لحصة سكان الحي المقيمين، أي يتم التوزيع بشكلٍ عادلٍ لجميع منازل الحي من بابها لمحرابها”، ونوَّهَ أبو كاوى أيضاً في حديثه بالقول:” قام الكومون بتوزيع اسطوانات الغاز وأشرف على التوزيع عضو في اللجنة الخدمية “أحمد” وفي نفس السياق قالت الخالة غازية:” أشكر جميع العاملين وأعضاء كومون الحي ومن أَشْرَفَ على توزيع مادة المازوت، لأني أعيش مع زوجي العجوز وأبنتي المعاقة بعد أن هاجر جميع أولادي، مع العلم إنني أعاني من مرض السكري وكذلك الضغط ونقص كلوي، فالشتاء عندي فصل المرض، والأعضاء في الكومون راعوا وضعي الصحي من حيث أن كل بيت حصته 200 ليتر ولهذا السبب أعطوني حصة مضاعفة يقارب 400 ليتر، وكررت الخالة غازية شكرها وامتنانها كثيراً”،

كما قال المواطن أبو زانا:” يتم توزيع مادة المازوت على دفعتين الكمية الأولى في شهر تشرين الثاني الجاري يتضمن 200 لتر بسعر 7400 ل.س أي سعر اللتر يقارب 37 ل.س، كما وتم توزيع اسطوانات الغاز على العوائل والبيوت الموجودة داخل الجغرافية المخصصة للحي، والتابعة لكومون الشهيد حزني، والجدير بالذكر إن سعر اسطوانة الغاز 2100 ل.س بسعر أقل بكثير من سعر الذي يبعه التجار للشعب، كما أفاد أبو زانا بالدور الذي يلعبه دار الشعب وبالتنسيق مع الكومون وخاصةً في توفير الوقود ولا سيما الغاز والمازوت بهذه المرحلة، وفي ظل الثورة وتفاقم الأسعار وغلائها وقلة المواد نشكر جميع العاملين في الكومون”، وفي سياقٍ منفصل أشار أبو زانا إلى رغبة منه ومن سكان الحي قائلاً:” باسمي وباسم أغلبية سكان الحي متمنين من الكومون أن يتولى أمور توفير بعض المواد الغذائية وفي مقدمتها مادة السكر والزيت والرز وغيرها من الضروريات اللازمة لكل بيت، حتى نتخلص من احتكار التجار لهذه المواد، ويكون هناك سعر محدد وتحت رقابة من قبل بلديات الشعب والإدارة الذاتية، ويكون التوزيع بانتظام وحسب عدد أفراد الأسرة”.

كما تحدث أحمد أبو إياد من المكون العربي والوافد من مدينة حمص من منطقة الوعر قائلاً:” لم أجد أي فرق بيني وبين سكان الحي الأصليين ولقد نلت حصتى من المحروقات سواءً المازوت أو الغاز، واتوجه بالشكر إلى كافة العاملين في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وإلى أصغر خلية فيها، وأنني لفعلاً أشعر بالفرح والسعادة حيال هذا التعايش الأخوي”، كما أن مواطناً أخراً لم يرد أن نفصح عن اسمه قال:” رغم كل الجهود المبذولة والعمل الدؤوب المتواصل من الرفاق والمعنيين إلا أن هناك بعض الرفاق وخاصة العاملين في اللجان الخدمية للكومون، يكون هناكَ تحيزٌ لهم بالنسبة للأقارب والاصدقاء من حيث التوزيع وتفضيل البعض على الآخر، أرجو من الجهات المسؤولة تدارك الوضع ولنكون يداً بيد لتدبير أمور المواطنين في هذه الأوقات العصيبة، وحتى نكون عند حسن ظن الشعب والمواطن”.

زر الذهاب إلى الأعلى