مقالات

تركيا وسياسة صفر مشاكل

عباس عمر
منذ زمن ليس ببعيد وعندما نال رجب طيب أردوغان إستحواذ عاطفة القوميين العرب بمكر وخداع وخاصة النظام السوري ودول الخليج ومصر أيام السيسي وبعض من الفصائل الفلسطينية إنتابه شعور بأنه بات هو السلطان والفاتح العثماني الجديد وقام ببناء قصر السلطنة بأوسع أبوابها وزركشها بما يشتهيه ظناً منه بإن الشعوب فقط صور وأشكال لاروح فيها إلا للتصفيق والتبجيل حيث نجح إلى حداً ما في إستدراج وسرقة السياحة العربية إلى تركيا وقدم تسهيلات ثقافية تناسب كبتهم من خلال تحويل معظم المدن التركية المؤهلة سياحياً إلى مراقص ليلية وعمل على إغراق سوق تلك البلدان بالبضاعة التركية عبر عقد صفقات ليلية مع هؤلاء وبالدرجة الأولى إستفاد من الهدنة ومشروع الحل الديمقراطي الذي طرحه القائد عبدالله اوج آلان ومنظومة حزب العمال الكردستاني على مدى أعوام مضت من خلال مراوغة سياسية لعبها وإستطاع في تلك الفترة السيطرة على المناخات السياحية في تركيا
إلا إن مايسمى بالربيع العربي عمل على تعرية السلطان من ملابس السلطنة وكشفه تماماً على حقيقته بأنه دجال ومشعوذ وآخر أفلامه عندما عمل على إنقاذ أحد الذين كانوا ينوون الإنتحار ومروره بطريق الصدفة من هناك وأنقذه فهذه هي حقيقة وصبيانية السلطان العاهر.
إلا إن السلطان فاق من غيبوبته على أثر الصاعقة التي ضربته في إنتخابات السابع من حزيران بإن تلك السجادة إنسحبت من تحت قدميه وبدأ يتلكأ بطربوشته منادياً العسكر بإيجاد حل ينقذه وبمبررات من أشباه معارضيه ظناً منه بإن الحل العسكري سيكون الحسم متناسياً دروس وعبر الذين سبقوه في تجربتهم مع حزب العمال الكردستاني على مدى عقوداً عدة .
فهاهو اليوم يخوض حرباً بلا هوادة بكامل قوام جيشه على مدن قرى وقصبات كردستان دون أن يستطيع دخولهم وكسر إرادة هذا الشعب المقاوم وعلى عكس ذلك بدأ إنتشار المقاومة في جميع أنحاء كردستان وتركيا  وتتوسع يوماً بعد يوم كما إنه فشل في سياسته صفر مشاكل وتحولت به الى سياسة صفر حلول فقد كسرت شوكته في سوريا وخاصة في روج آفايي كردستان فقد قصقصت روسيا مخالبه في سوريا من الجذور وخاصة بعد إسقاط طائرتها والأزمة الدبلوماسية والإقتصادية بدأت تنهشه وجاءت عبور قوات سوريا الديمقراطية لنهر الفرات ليكمل على أنفاسه وأنفاس رئيس حكومته أوغلو حيث قال ليس لنا علم بهكذا حملة أو ربما عناصر عربية قاموا بنهر الفرات في حين كان أخبار قوات سوريا الديمقراطي على جميع شاشات التلفزة وصفحات التواصل الإجتماعي إلا إن داوود أوغلو يعيش في كهف لم يسمع بذلك فهو يكذب فصوت دواعشه كانت تصل اليه من شدة الضربات الجوية والأرضية عليهم .
في حين كان السلطان بضيافة ملك سلمان راعي الإرهاب والإرهابيين يخططون سراً كيفية إرضاء أمريكا لهم بعد إهمالهم في الفترة الأخيرة وعلناً يصرحون بإعلان مجلس إستراتيجي وعوراتهم مكشوفة للعالم ومدى دعمهم للإرهاب في العراق وسوريا ونهجهم سياسات طائفية على أسس سنية  وسوف يكون الفشل حليفهم بالطبع .
وتعرى السلطان مع الحكومة العراقية من خلال إجباره على سحب قواته من مناطق نينوى إلا إنه يستفيد من صمت الأقليم  ونتمنى ان لاتدوم أكثر من ذلك
وجارته إيران العلاقات على أسوأ مراحلها والمحور السوري كان شاهداً على ذلك ولجمته هناك وأرمينيا الجارة لاتزال تعيش ذكريات الإبادة وروسيا تطبخ لها بنار هادئة
وكلنا على أمل قريباً سنرى السلطان متوسلاً حذاء القائد أوجلان بإيجاد حل لايشبه الحلول الماضية وسلوكاً لايشبه سابقاتها وحزب الشعوب الديمقراطي وديمرتاش في أوج نشاطه ليلعب دور المفتاح إن كانوا جادين في إنقاذ تركيا ودمقرطتها بحكم ذاتي لكردستان وعيد النوروز سيكون شاهداً عليهم كأقصى مدة زمنية
زر الذهاب إلى الأعلى