الأخبار

بيان: اتحاد الكتاب الكرد في سوريا بخصوص الاستقالة الجماعية من رابطة الكتاب السوريين

بخصوص الاستقالة الجماعية من رابطة الكتاب السوريين

كان أمل السوريين بتنوعهم وعلى اختلاف مشاربهم السياسية و القومية و المذهبية أن تستطيع الثورة السورية التي فجرها المجتمع السوري بكل شرائحه أن تحقق الخلاص من استبداد الفكر الواحد و اللون الواحد الذي سُلّط على رقاب السوريين أكثر من نصف قرن مما أحدث شرخاكبيرافي بناء المجتمع و خلق جوامن عدم المعرفة بين أبنائه. و بعد إن أخذت الثورة شكلها المسلح و الذي فرضه النظام السوري عنوة على السوريين انحرفت الثورة عن مسارها بنسبة كبيرة ، و كان ذلك لكونها لم تكن تمتلك قيادةو برنامجاو أهدافاو رؤية واضحة تستطيع أن تكون بديلابعد تغيير النظام . مما جعلت الثورة تصبح عرضةللتدخلات و الأجندات الخارجية ، حتى وصل الأمر أن يجد المجتمع السوري نفسه مغيباو مغترباعما قام ﻷجله. و كان الأمل منذ بداية الثورة و حتى بعد عسكرتها أن تكون للطبقة المثقفة الواعية كلمتها الفصل في إخراج المجتمع من أزمته التي حصدت أرواح مئات الآلاف و شردت الملايين . بيد إن ما يؤسف له أن دوي المدافع و البراميل كان أقوى من أصوات الطبقة المتنورة و هذه حقيقة ﻻ نستطيع إنكارها بيد إن بعض الأقلام رأى أن يصبح طرفافي هذا الصراع الدامي و تخندق كما تخندقت القوة العسكرية على الأرض، مما إدى إلى فقدان البوصلة. و تخلى القلم في أغلب الأحيان عن دوره المعرفي و التنويري الناقد للأخطاء ، و أصبح طرفايعمق الشرخ الذي أوجده تجار الحرب و متسلقوا الثورة. ونال الشعب الكردي في سوريا أسوة بجميع السوريين نصيبه من القتل و التهجير و تدمير مدنه و كانت كوباني المثال المؤلم الذي لخص بشاعة العدوان الهمجي الذي شنّه داعش على هذه المدينة اﻵمنة التي كانت من أولى المدن التي خرجت في وجه االنظام السوري. ومع معركة كوباني أصبح الشعب الكردي في روجآفاي كردستان وجهالوجه مع أعتى قوة إرهابية في العالم و استطاع الكرد كسر شوكة داعش و إلحاق الهزيمة به و تحرير كوباني . بيد أنه كلما حققت القوى الكردية و المتمثلة بوحدات حماية الشعب انتصاراعلى الأرض في مواجهة إرهاب داعش تعرضت لحملة تشويه منظمة من قبل بعض المؤسسات و جهات تابعة للمعارضة السورية و لأقلام تدور في فلكها عرباكانوا أم كردا“. حتى وصلت هذه الحملة السوداء لذروتها مع تحرير تل أبيض (كري سبي) بحيث سخر هؤلاء أنفسهم و أقلامهم للدفاع عن القوى الإرهابية ضد القوى الكردية وقامت بحملة تشويه بحق الشعب الكردي متهمة وحدات حماية الشعب بأنها تمارس تطهيراعرقيابحق العرب و التركمان و هذا ما أثبتت الوقائع و الشهادات كذبه و افتراءه على الأرض. و لم تتوقف حملتهم هنا بل أصدروا بيانات و جمعوا لها الأسماء مما شكل سابقة هددت السلم الأهلي في سوريا. و كانت الأقلام الوطنية الكردية يقظة لهذه الفتنة مما جعلتها ﻻ توفر جهدافي تعرية هؤلاء و تنبيه المجتمع من خطرهم. وبيد أن التطور الذي أحدث شرخافي المشهد و البنية الثقافية السورية هو تخندق رابطة الكتاب السوريين مع الذين إتهموا الشعب الكردي بممارسة التطهير العرقي بحق إخوته من باقي المكونات. و لم تتوقف هنا فقط بل أقدمت على تجميد عضوية كاتب كردي معروف بمواقفه الوطنية و بقلمه المعبر عن ضمير شعبه مما دفع بمجموعة من الكتاب و المثقفين الكرد و بعض أصدقائهم لأن يقدموا استقالة جماعية من رابطة الكتاب السوريين بقضية عرفت بقضية الكاتب حليم يوسف. و بعد الاستقالة الجماعية أصبحت قضية تخص الرأي العام الكردي لما لها من تبعات متشعبة أفرزها قرار رابطة الكتاب السوريين من شرخ في البنية المجتمعية و الثقافية في الواقع السوري. إننا في إتحاد كتاب الكرد سوريا ارتأينا التأني قليلاحتى يتبين الأمر و بعد أن أخذت القضية شكلها النهائي ، نعلن وبأشد العبارات استنكارنا لهذا الاصطفاف المشبوه لرابطة الكتاب السوريين, و نعتبره موقفايفتقر للحكمة و ندعوا الإخوة القائمين عليها إلى تصحيح المسار ليعودوا لميثاقهم التأسيسي بكونهم جهة داعمة للثورة السورية و قيمها التي إنطلقت من أجلها. و كما إننا في إتحاد الكتاب الكرد سوريا و من قامشلو بروجآفاي كردستان نثمن مواقف الإخوة الكتاب الكرد و نقف سندالهم و نعتبرهم من لحظة تقديمهم ﻹستقالتهم ، أعضاء فخريين في إتحادنا وسندافع عن رؤيتهم بكل ما نملك من عزيمة و فكر.
إتحاد الكتاب الكرد – سوريا

قامشلو

21.7.20152627

زر الذهاب إلى الأعلى