بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

partiya_yekitiya_demokrat__logo_انتفاضة 12 آذار, قوة مستمرة وانعطاف تاريخي نحو الحرية

في هذا العام تمر الذكرى السنوية ال13 على الانتفاضة  التي بدأت من قامشلو في  12 آذار 2004؛ انتفاضة النهوض والتي تمثلت بانبثاق الإرادة الشعبية والوعي الشعبي الرافض للنظام الاستبدادي  من قبل شعبنا الذي خرج من ديرك إلى قامشلو إلى كوباني وعفرين مروراً بحلب ودمشق, نستذكر هذه الانتفاضة في وقتٍ يشهد شعبنا الكردي ثورة مجتمعية تهدف إلى تأسيس نظامٍ ديمقراطيٍ عادل يسودُ مناطق روج آفا وتؤسس لانطلاقة جديدة تشكلّ بحد ذاتها رؤية نوعية لحل الأزمات المشهودة في سوريا والتي خلفت ورائها مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين والمشردين.

إن انتفاضة 12 أذار حملت لنا الكثير من المعاني والدلالات، إلا إننا ورغم مرور 13 عاماً على تلك الانتفاضة الشعبية التي جسدت الإرادة الجمعية لشعبنا في الانتفاض وقول كلمة “لا” في وجه نظام حكمٍ جائر ومستبد؛ ما يزال بعض الشخصيات من أحزاب المجلس الكردي تلعب أدواراً مسيئة معادية لأبسط الحقوق الوطنية والقومية بما تنفذه هذه الشخصيات من أجندة معادية لإرادة الشعب الكردي وعموم مكونات شمال سوريا وبما تؤدي إلى ترسيخ الأزمة السورية وفق المخططات الإقليمية الضيقة، وعلى خلاف هؤلاء فإن إدراك السمة الأساسية لتلك الحالة المجتمعية التي كانت بمثابة الشرارة الأولى والمؤسسة لثورة روج آفا بما امتلكت من ميراث فلسفي وثوري أدت إلى ما نعيشه اليوم واقعاً مؤسساتياً واجتماعياً وسياسياً، وفي الوقت نفسه بعلاقة مؤسسة للحراك الثوري السوري وانتفاضة شعب سوريا في 18 آذار 2011. وإننا إذْ نؤكد بأن التحلي بروح المقاومة والاصرار الثوري من شأنه أن يجهض أي فعل لا يستند إلى إرادة الشعب ومطالبهم, ويعتبر ضمانة في التصدي لكافة أنواع الضغوط والممارسات القمعية التي كنا ضحيتها سواء من قبل قوى الظلام والإرهاب أو من قبل قوى الأنظمة الاستبدادية المحلية منها والإقليمية التي تحاول استباحة مناطقنا وفرض نظام لا يتناسب مع قيم مجتمعنا التي تؤكد قيم العيش المشترك غير المنتمية إلى التعصب الديني والقومي. لهذه الأسباب, ولتمسكنا بقيم شهدائنا ونهج وفلسفة قائد الشعب الكردستاني أوجلان استطعنا أن نبقى على الطريق الذي يفضي إلى نيل حقوقنا المشروعة، هذا الطريق أُسِّسَ له في إحدى جوانبه الرئيسية من خلال انتفاضة آذار 2004، ونجم عن ميراث فلسفة الحياة الحرة الخط الثالث كنظرية ورؤية وممارسة.

إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي في الوقت الذي نستذكر انتفاضة 12 أذار رمز الإرادة الشعبية في روج آفا؛ بشهدائها وفعلها التاريخي، نجدد العهد لشهداء الحرية بأن نسعى جاهدين لتحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها في الحرية والديمقراطية وترسيخ نظام الفيدرالية الديمقراطية في شمال سوريا والذي بات حلاً أمثل للأزمة السورية. وما نشهده اليوم من ثورة مجتمعية ما هي إلا إحدى ثمرات الميراث النضالي الثوري وانتفاضة 12 أذار التي سطرت بدماء الفئة الشابة الثائرة ومقاومة الشعب من أجل نيل الحرية وتحقيق نظام عادل يضمن العدالة المجتمعية والمساواة لكل مكونات روج آفا، كما يضمن حقوق جميع مكونات شعب سوريا. فدماء شهدائنا توجهنا وتلزم علينا أن نكون على قدر المسؤولية وتحمّل الواجبات التي تطلبها منا المرحلة الحساسة والحرجة التي نعيشها, وتستوجب علينا أن نكثف من جهودنا لتوحيد الصف الكردي بشكل خاص والوطني السوري بشكل عام، ووأد الفتنة التي تحاول تكتلات العدم والارتزاق من بثِّها بغية تقويض المكتسبات المتحصلة  وإفشال المشروع الديمقراطي الذي بات في معرض قبولِ وقناعةِ مكونات شعوب شمال سوريا بعد إعلانها من قبل ممثليهم الحقيقيين؛ بالرغم من محاولة التشويش والتشويه الكبيرين وبدعم وإسناد من الأنظمة الاستبدادية الإقليمية الذي بات مركزه متمثلاً بالنظام الفاشي التركي والقومية البدائية.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ننحني أمام عظمة جميع شهداء الحرية المجتمعية ومنهم شهداء انتفاضة 12 آذار، كما نستذكر شهداء بلدية قامشلو في ذكراهم الثالثة والذين استهدفهم قوى الظلام والفكر التكفيري من خلال تفجير يندى له جبين الإنسانية، ونعاهدهم بأننا لن ننحني أمام التهديدات الظلامية ونواقل الاستبداد، وإن إرادة شعبنا قفزت خطوات تاريخية ولن تشهد الركوع مهما بلغ حجم المؤامرة.

10 آذار 2017

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى