بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

meclisa pydفي الذكرى الثامنة عشر للمؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبدالله أوجلان

يصادف في منتصف شهر شباط الحالي مرور ثمانية عشر عاماً على المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد الأممي عبدالله أوجلان, وأننا إذْ نصفه بالقائد الأممي فهذا ليس سوى إحدى أهم أسباب الحجم الكبير للمؤامرة وكمَ القوى والدول والأطراف التي ساهمت فيها, فمؤامرة بهذا الحجم وبهذا العدد من الأطراف المشاركة لا تكون لتستهدف شخصاً عادياً, بل أن القوى المشاركة فيها كانت تدرك تماماً المركز الذي يشغله القائد عبدالله أوجلان من حيث أنه بفكره وطراز نضاله إنما كان يشكل العائق الأكبر أمام قوى الهيمنة العالمية ونظام الحوكمة الماليّة من أجل تنفيذ أجنداتها في الشرق الأوسط.

استهدفت أطراف المؤامرة القائد APO   ظناً منها بأنها بمجرد اعتقاله وأسره فإنها سوف تخمد روح النضال والمقاومة لدى الشعب الكردستاني؛ إلا أن ما لم تكن مدركة له بأن الأوجلانية هي فلسفة وبراديغما قد تشرّب بها الشعب الكردستاني، وأن أسر القائد سوف يرفع من وتيرة النضال والكفاح أضعافاً مضاعفة؛ فرابطة القائد والحركة المجتمعية والشعب هي وحدة متكاملة ولن تستطيع أية قوة أو مؤامرة في الكون من أن تفصلهم عن بعضهم. كما أن تلك القوى المعادية للإنسانية لم تدرك أنها بفعلتها هذه سوف تتعمق أزمتها أكثر وأكثر، وأن الحداثة الديمقراطية بما تمتلكها من قوة وآليات مجتمعية  للحل الديمقراطي في عموم الشرق الأوسط؛ كفيلة أن تتصدى لجميع المؤامرات المحاكة ضد إرادة الشعوب كما حال مؤامرة 15 شباط وأفرغوها من مضمونها تماماً.

إن التاريخ الإنساني المليء بالنضالات المريرة للشعوب المتطلعة إلى التحرر من نير العبودية بريادة فلاسفة ومفكرين وأنبياء كان كفيلاً بأن يمنح الشعوب المضطهدة طليعة ثورية بقيادة استثنائية وعصرانية تمثلت في شخصية القائد الفيلسوف أوجلان الذي حلّل وبعمق القضايا المجتمعية ووضع لها الحلول الجذرية منطلقاً من حقيقة مزوبوتاميا أرضاً وشعباً بكونها مهداً للحضارة الديمقراطية. والأطراف المتآمرة المتمثلة بقوى الحداثة الرأسمالية المعتاشة والتي تضمن استمراريتها على مآسي الشعوب وإشعال الحروب وعلى الصناعوية البغيضة وعلى استعباد المرأة وإفساد المجتمعات, استهدفت القيم الإنسانية وقيم الحرية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية من خلال شخص القائد بأسره وفرض العزلة عليه. إلا أن الأوجلانية التي أصبحت تجري في أجساد الشعب الكردي وشعوب المنطقة التي ترى مجتمعة في فلسفة الأمة الديمقراطية الخلاص المجتمعي من مكائد الدولة القومية وتحقيق الأسس المتينة للعيش المشترك؛ فقد أضحت فلسفة وطراز حياة وقد تجاوزت تلك الفلسفة إطار الشعب الكردي بل أصبحت الكتب التي تضم تلك الفلسفة صرحاً علمياً وأكاديمياً ومحط استلهام للحركات الديمقراطية وتنظيمات المرأة والشباب، فلم تعد مقتصرة على الكرد وحدهم.

إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إذ نعلن الآن وكما أعلنا على الدوام إدانتنا واستنكارنا بأشد العبارات والمواقف للمؤامرة الدولية والعزلة المفروضة على القائد APO وأننا سنبقى نناضل مستنيرين بفكره وفلسفته ونؤكد على أن لا حرية للشعب الكردي وعموم شعوب الشرق الأوسط بدون حرية القائد أوجلان وإننا نطالب جميع القوى والشخصيات الديمقراطية وجميع المؤسسات الحقوقية في العالم، وندعو كل من يهمه السلام في الشرق الأوسط والعالم إلى العمل من أجل إطلاق سراحه للاستفادة من اطروحاته وأفكاره لتأسيس السلام والديموقراطية وأن يقوموا بكل ما يلزم من أجل حرية القائد عبدالله أوجلان لأن الضمير الإنساني العالمي ما بات يحتمل أن يستمر بقاء هذا القائد والفيلسوف الإنساني بعيداً عن شعبه وعن قضايا الديمقراطية والنهوض بمجتمعاتنا لتحقيق الشرق الأوسط الديمقراطي.

تسقط مؤامرة 15 شباط الدولية

الحرية للقائد عبدالله أوجلان

14 شباط 2017

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى