بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

meclisa pydيصادف يوم عشرين أيلول الحالي الذكرى الثالثة عشر على تأسيس حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي جاء تأسيسه في وقت تشهد عليه الساحة الكردستانية والإقليمية والدولية المزيد من التعقيد والفوضى. مما استوجب ذلك معايرة دقيقة وتشخيص بنّاء لجملة هذه الظروف وبالتالي اتباع أسلوب أكثر ثورية يؤدي إلى نتائج خادمة للقضيتين الوطنية السورية والقومية؛ في الوقت الذي كان النظام البعثي السوري قد أنهى كافة مظاهر الحياة السياسية وكانت زنازينه ملآنة  بآلاف المناضلين من حزبنا ومن عموم المعارضة السورية، من حيث أن النظام الاستبدادي كان يحكم بالقبضة الحديدية ويتبع سياسة التجويع وكم الأفواه تجاه كافة مكونات شعب سوريا رافضاً بذلك الاعتراف بوجود قضية كردية في سوريا.

رفض حزبنا منذ تأسيسه أن يكون حل القضية الكردية منفصلاً عن التحول والتغيير الديمقراطي العام في سوريا بل زاد في هذا المنحى بأن اعتبر هذا الحل مدخلاً نوعياً لدمقرطة سوريا والشرق الأوسط برمته؛ وهذا ما يؤكده البرنامج السياسي التأسيسي للحزب في الترابط بين المسارات الثلاثة القومية والوطنية والإقليمية والتوازي بينها وأنّ الواحدة منها تفضي بالضرورة إلى غيرها من هذه المسارات. بعكس مختلف صنوف المعارضة المشهودة لها بالتراجع وعدم قدرتها على تلبية تطلعات مكونات الشعب السوري وحقه المشروع في التغيير الديمقراطي، وانطلق حزبنا منذ تأسيسه على معايرة حقيقية للأوضاع التي تعيشها شعوب الشرق الأوسط وعلى تشخيص الأسباب والدوافع وتحديد مكامن الخلل التي تعرقل النهوض المجتمعي، منها الأسباب الموضوعية بما فيه سلطوية الأنظمة الاستبدادية يضاف اليها خلل أنظمة الحكومة العالمية وظهور سياساتها بشكل معاكس لقضايا الشعوب وتحريرها من الانعتاق، ومنها الذاتية في اتباع عموم الأحزاب الكردية النمط غير الفعال المؤدي إلى احداث فجوة بين المكونات الكردية من خلال اعتبارها لحل القضية الكردية بأنها شأن كردي مقتصر حلّه على الكرد وحدهم في سوريا. وفق هذا التشخيص ووفق السبل القويمة الديمقراطية التي اتبعناها كان لحزبنا الذي لم يتمم السنة دوراً بارزاً في انتفاضة قامشلو 2004 وقد كان لهذا السرهلدان أن يحقق نتائج أكثر إيجابية لولا المعيقات والرؤى الكلاسيكية التي تحدثنا عنها.

وقد شكلّ نضال حزبنا الذي دفع في طريق الحرية وعدالة القضية الكردية العديد من شهداء الحزب ومؤسسيه الأوائل أمثال الثائرة شيلان كوباني ورفاقها وأوصمان دادللي وأحمد حسين (بافي جودي) وفيما بعد عيسى حسو وغيرهم؛ ميراثاً فكرياً وتنظيمياً أدى به إلى أن يكون للحزب نظرة مختلفة مخالفة في الحراك الثوري السوري في آذار 2011 وانتهاجه الخط الثالث المعتمد أساساً على فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان في الأمة الديمقراطية والانتقال إلى الشرق الأوسط الديمقراطي واستتباب الأمن والاستقرار فيه وتحقيق العيش المشترك السلمي بين مختلف قومياته وثقافاته ومعتقداته، وهذا ما يشكل جوهر السياسة الديمقراطية وتمايز الخط الثالث بأنه ليس مع النظام الاستبدادي وليس مع المعارضة السلطوية. ووفق فلسفة الأمة الديمقراطية قامت ثورة 19 تموز 2012 وتم التأسيس للإدارة الذاتية الديمقراطية مع عشرات من الأحزاب والقوى السياسية الكردية والعربية والسريان الآشورية والعديد من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات القانونية والثقافية. ومن المعلوم بأن مناطق روج آفا- شمال سوريا تحولت بفضل هذه الإدارة وبفضل أحد أهم أساسياتها الدفاع المشروع الممثل من خلال وحدات حماية الشعب والمرأة إلى مناطق آمنة بالمقارنة مع عموم المناطق السورية التي تحولت بدورها إلى مناطق عنف وتدمير؛ وقد أصبحت الإدارة الذاتية اليوم وأصبح مشروعها في الفيدرالية الديمقراطية لروج آفا- شمال سوريا إلى شريك فاعل ضد الإرهاب وإلى لاعب أساسي لا يمكن أن يكون الحل بدونه؛ بالرغم من الهجوم المستمر منذ أكثر من أربع سنوات للتنظيمات الإرهابية المهددة للسلم الأهلي وأمن المكونات في روج آفا بدعم من الأنظمة الاستبدادية الإقليمية وفي مقدمتها النظام التركي.

إن سوريا وعموم بلدان الشرق الأوسط التي تم ترسيمها قبل مئة عام منصرمة دون إرادة شعوبه وبضد من تطلعاته؛ هي اليوم على مفترق طرق، والأزمة السورية مثال هذه الأزمات، وأن عدم الاستقرار سيكون نصيب هذا الشرق إذا لم يتم وضح الحل الديمقراطي المناسب له، وهذا الحل متمثل اليوم بنموذج الفيدرالية الديمقراطية الذي يلامس جوهر القضايا في الشرق الأوسط وتحقق كونفيدرالية شعوبها ومؤكدة وحدة مصير هذه الشعوب وأخوَّتِها.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD نهنئ الشعب الكردي وجميع القوى الديمقراطية في سوريا والشرق الأوسط والعالم بمناسبة تأسيس حزبنا ونؤكد من خلالها على المضي قدماً في طريق شهداء الحرية المجتمعية وأن نبذل كل ما بوسعنا لإنجاح مشروع الفيدرالية الديمقراطية الذي بات الحل الأمثل الوحيد للخلاص من الأزمة السورية وحل جميع قضاياها وقضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الكردية.

17 أيلول 2016

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى