بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام بخصوص الاحتلال التركي لمدينة جرابلس ومجزرة قرية بئر الكوسا

 

يَنِمُّ احتلال تركيا لجرابلس عن فشل سياسة السلطة التركية في داخل تركيا وخارجها وعن انعكاس حالتها العدائية تجاه مشروع الحل الديمقراطي المتمثل بالإدارات الذاتية الديمقراطية مضمون الفيدرالية الديمقراطية لروج آفا- شمال سوريا، وتدل ارتكاب قوات الاحتلال التركي وقيامها بمجزرة قرية بئر الكوسا التي راح ضحيتها عشرات من سكانها المدنيين على شروعها الإجرامي في قتل الشعب وإرادته الرافضة للاحتلال التركي ويبيّن في الوقت نفسه بُطلان حجج نظام الاحتلال بمقصد الأمن بل إلى إخلاله التام. كما يُفَسِّر احتلالها الانتقامي بمسألتين أنجزهما مؤسسي الحل الديمقراطي في محاربة بؤر الإرهاب وتنظيماتها كداعش والنصرة والمجموعات المسلحة المرتبطة بهما طوال السنوات الأربعة السابقة من ناحية ومن ناحية أخرى التنظيم المجتمعي المتحقق بين مكونات شمال الوطن السوري وفي روج آفا بين مختلف الأطياف والفئات المجتمعية، وأن فشل السلطة التركية من تطويع الأزمة السورية بعد إذكائها لصالح أجنداتها المعادية لتطلعات شعب سوريا في التغيير والتحول الديمقراطي جعلتها اليوم تقوم باحتلال مدينة جرابلس مع بعض من مجموعات لا علاقة لها بالجيش الحر ولا بالمعارضة المعتدلة إنما كل العلاقة بتنفيذها للتعليمات التي تُملى عليها من قبل دوائر الاستخبارات التركية التي أوعزت بدورها إلى تنظيم داعش الإرهابي المحتل لمدينة جرابلس طول المدة السابقة بتسليم المدينة إلى مثيلاتها والبقاء في المدينة سوية وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وأن التهديد التركي وتوعده لأهالي كوباني الذين هبوا رافضين الاحتلال يجب أن تنظر إليه الأسرة الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والإنسانية بأنه الشروع في التهديد المباشر لأهالي كوباني، وأن صمت المجتمع الدولي حيال ذلك وعدم ردع الاحتلال التركي سيعتبر مشاركة علنية في مجزرة بئر الكوسا أو ما تبيته السلطة التركية تجاه شعبنا المقاوم في كوباني وفي روج آفا وعموم سوريا.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD نرفض الاحتلال التركي لأي شبر من تراب الوطن السوري ونستنكر قيامها بمجزرة قرية بئر الكوسا وندين الحالة العدائية التي ظهرتها وتظهرها للشعب الكردي ونؤكد بأن ما تقوم بها هو معاداة قصوى للتجربة الديمقراطية التي حققت وتحقق الأمن والاستقرار ليس فقط في روج آفا وعموم سوريا إنما في عموم منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها تركيا. وإن مقاومة شعبنا ستستمر في عموم مناطق الشهباء بل في عموم روج آفا- شمال سوريا، واحتلال تركيا يزيد شعبنا مقاومة ويزيده اصراراً على التمسك وتأصيل الحل الديمقراطي المتأسس من قبل مكونات روج آفا والمضي قدماً كي تغدو الفيدرالية الديمقراطية على أساس تطلعات المكونات جميعهم معممة في أنحاء سوريا. كما أننا ندعو المجتمع الدولي بتحمل مهامه وعدم السماح لتركيا من المضي في مخططاتها الاستعمارية ذات الذهنية العثمانية التي ولّت دون رجعة وحل محلها العيش المشترك وأخوة الشعوب ووحدة المصير المتحققة عن طريق تأسيس مجتمع ديمقراطي أخلاقي. كما ندعو جميع القوى الديمقراطية السورية والإقليمية والعالمية وجميع القوى والأحزاب الكردستانية أن تتكاتف في وجه الاحتلال التركي ذات الأطماع التقسيمية الانفصالية ضد سوريا وروج آفا؛ من حيث أن ما تقوم به السلطة التركية هو إعلان الحرب على الشعب الكردي وعموم القوى الديمقراطية في سوريا وفي المنطقة، وأن تدعم قولاً وفعلاً المجالس العسكرية والمدنية في مناطق الشهباء المتأسسة من قبل مكوناتها وممثليها بإرادتها الحرة المسؤولة.

28 آب 2016

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى