حوارات

بدر- احتلال تركيا للموصل ليس حديثاً

slimanbderفي لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع عضو منسقية حزب الاتحاد الديمقراطي سليمان بدر، حول الأطماع التركية في كل من سورية والعراق وأهدافها في دعم فصائل متطرفة.

تحدث بدر قائلاً:” إن الأطماع التركية في المنطقة ليست وليدة اللحظة, وهي سعت على امتداد تاريخها في احتلال أراضي بلدان وضمها إلى هيمنتها, وإن المتتبع لمسيرة الدولة التركية والسلطنة العثمانية سيجد أن الدولة التركية المُشَكَّلة بموجب اتفاقيات الدول الاستعمارية أو المشيدة على أنقاض السلطنة العثمانية لم تجُّر سوى الويلات والإبادات على الشعوب والدول التي احتلتها, وما تزال صور المقابر الجماعية للأرمن والكرد ماثلةً في المتاحف العالمية، ولا تزال الذاكرة العربية أيضاً تعج بالفظائع العثمانية التي ارتكبتها بحق الشعوب المناهضة للاحتلال والظلم التركي، وربما يعد السادس من أيار من كل سنة كعيد للشهداء في سورية خير دليلٍ للذاكرة البعيدة القريبة لقيام الهيمنة التركية بشنق وقتل الوطنيين السورين المناهضين للاحتلال العثماني”.

كما ذكر بدرفي لقائه أنه من هذا المنطلق يمكننا القول إن المنتهك لأبسط حقوق الإنسان في العيش بحرية وكرامة لا يمكن أن يكون نصيراً للشعوب المطالبة بحقوقها وحريتها من الدكتاتوريات وهي تمارس أبشع الجرائم بحق شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الكردي.

ونوَّهَ بدر قائلاً:” إن الهجمات التي تقوم بها حكومة العدالة والتنمية على الحدود الشمالية لروج آفا وسوريا واحتلالها لجزءٍ من التراب السوري، هو لاستعادة الامجاد العثمانية التي خسرتها, حيث يمكننا القول إن التدخل التركي في العراق أيضاً يصّب في هذا المخطط القديم الجديد, وربما الإثبات على صحة النوايا التركية الخبيثة هي قيام السلطات التركية حتى وقتنا الراهن بفرض ضريبة على مواطنيها ( ضريبة ولاية الموصل ), لاسترجاع الموصل إلى حاضنتها حسب زعمهم  والتي فقدوها بموجب اتفاقية لوزان بين الدول الاستعمارية, متناسين أنهم لا يزالون يحتلون أراضي شعوب بأكملها, ويمارسون بحقهم أفظع الجرائم بحق الإنسانية”.

وفي نفس السياق أكد بدر إن الاحتلال التركي لجرابلس وإصرارها على إبقاء قواتها في “بعشيقة” التابعة للموصل هي فقط من أجل إنقاذ الدواعش وقادتها من الهزيمة, وربما حريٌّ بنا أن نتذكر في هذا السياق بداية احتلال داعش للموصل وارتكابها للفظائع بحق قاطنيها باستثناء القائمين على أعمال القنصلية التركية وبقائهم معززين مكرمين من داعش في الموصل وخروجهم من الموصل دون أن يمسهم أي أذى، وهو ما يؤكد تبعية داعش لتركيا واردوغان، وما جرى في جرابلس من عملية تبادل للأماكن وفي غضون ساعات معدودة كانت في هذا الاتجاه, ومحاولة لسلطانهم اردوغان في إنقاذ ما تبقى من الدواعش من الهزيمة والانتحار أمام تقدم قوات سورية الديمقراطية.

وتابع بدرفي حديثه قائلاً:” إن محاولات الاستخبارات التركية لا تزال تعمل وبشتى السبل على دعم مرتزقة داعش, وذلك بالوقوف في وجه القوى التي تحاربها سواءً في رو ج آفا والشمال السوري أوالعراق، فقيام مرتزقة الائتلاف المدعومة من تركية أو ما يسمى  بالجيش الحر باستهداف مواقع قوات سورية الديمقراطية في كل من الشهباء وكري سبي وبإسنادٍ مباشرٍ من الجيش التركي, وكذلك قيام اردوغان بإفشاء الخطط العسكرية لتحرير الموصل، وذلك عبر إعلانه لساعة بدء معركة تحرير الموصل لوسائل الإعلام، هي في حقيقة الأمر رسائل لمرتزقة داعش وقادتها لأخذ التدابير اللازمة, ودعمٌ مباشرٌ لمنعها من الهزيمة والسقوط”.

كما أردف بدر في حديثه بالقول:” إن بعض القوى الإقليمية والأحزاب الكردية تساند وتدعم اردوغان في مخططاته التي تستهدف شعوب المنطقة وإرادتها في الحرية وذلك عبر بيانات ومواقف تعطي الشرعية للنوايا الاردوغانية, وعلى وجه الخصوص الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي أدلى زعيمها  للقناة التلفزيونية الفرنسية يلقي فيه اللوم على حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  باستفزاز تركيا، وكذلك قيامه بشرعنة وجود القوات التركية في إقليم كردستان والعراق بحجة محاربة داعش وتدريب البيشمركة وبعض الفصائل العراقية الموالية لتركيا, حيث يمكننا القول:” إن طلب الحزب الديمقراطي من قوات الكريلا بالخروج من شنكال يصب في هذا المخطط الرامي لضرب القوى التي تحارب الإرهاب الداعشي وإيجاد ممرات لإنقاذ ما تبقى منها في كل من سوريا والعراق”.

زر الذهاب إلى الأعلى