تقارير

انقسامات وانشقاقات الأحزاب الكردية – آراءٌ ومواقف

121تحقيق :مصطفى عبدو

اهتزت كراسي قيادات أحزاب سياسية كردية عديدة!. وانتشرت الانقسامات بين صفوفها! حتى باتت الأحزاب السياسية الكردية تتميزُ بحالةٍ من الانقسامات والتي بدورها أدت إلى فقدان الاستقرار السياسي الكردي.

هذه الأحزاب التي ظلت كياناتٌ تمنع طبيعتها التي تكرس على الفردية من التطور, مما جعل الانشقاقات والانقسامات ظاهرة تلازمها بحيث يمكننا القول بأنه لم يسلم منها أيُّ حزب الكبير قبل الصغير.

إن هذه الظاهرة (الانشقاقات ) داخل أحزابنا الكردية تحتاج إلى دراسةٍ تقوم بها الأحزاب داخل أجهزتها, دراسةٌ تناقش فيها مراجعة أفكارها ومبادئها في جوٍ ديمقراطيٍ حرٍ بعيدٍ عن الإقصاء أو التسلط الفكري, وبعيدٍ عن مظاهر الشللية والتشرذم ونزول القيادات إلى قواعدها وتزويدها بمبادئ وأفكار الحزب. فمعظم الخلافات هي ليست بسبب المبادئ بل بسببِ خلافاتٍ تتعلقُ بأشخاص, اذاً معظمها خلافاتٌ شخصية فأصل داء الأحزاب هي إنها أحزابُ أشخاصٍ لا أحزاب مبادئ. فالممارسة السياسية لم تعد مبنية على قناعات وبرامج, بل أصبحت وسيلة للترقية الاجتماعية وتحقيق مكاسب, لذلك كل عضوٍ في حزبٍ ما لا يجد ضالته مادياً يغادر الحزب ليلتحقَ بحزبٍ آخر.

هنا تبرز أسئلةٌ تفرض نفسها بشدة, وتحتاج إلى أجوبة صريحة …

ما الأسباب وراء الانشقاقات وسط الأحزاب الكردية؟

ما أثر هذه الانشقاقات على الاستقرار السياسي؟

أين تقف الجماهير الكردية من هذه الانقسامات؟

يرجحُ العديدُ من المتابعين للشأن السياسي ظهور هذه الانشقاقات إلى غياب الديمقراطية وتكريس مبدأ التداول على هرم القيادة داخل هذه التشكيلات الحزبية, إضافةً إلى تمسك زعامات هذه الأحزاب بمناصبها ـ كما يرى البعض الآخر إن عدوى الانشقاقات ستنتقل لا محالة إلى تشكيلات حزبية أخرى سواء كانت جديدة أو قديمة.

تدني مستوى الأداء الحزبي تسبب في كثرة الانشقاقات:

يقول أحد السياسيين المستقلين إن الانشقاقات التي تشهدها الساحة السياسية الكردية حالياً يعكس مستوى الأداء الحزبي, وخاصةً إن الانشقاقات طالت  أغلب الأحزاب. ويضيف أن تدهور الأداء السياسي للأحزاب جعلها أحزابٌ غير قادرة على وفائها لانتمائها الحزبي والشعبي. وتأسيساً على ذلك فإن عدم قدرة الأحزاب على مسايرة أوضاعها والأحداث الراهنة عجّل بحدوث الانقسامات والانشقاقات .

انشقاقات الأحزاب من صنع الأحزاب نفسها

أكد أحد السياسيين المتقاعدين أن تسمية الانشقاق في حد ذاته ليس لديها بعدٌ سياسيٌ بقدر ما لديها بعد التحول أو التغيير من حزبٍ إلى آخر ومن هيئةٍ لأخرى.

والحقيقة أن هذا التحول أو التغيير وإن كان له جانبٌ مرضي إلا أن الجانب الإيجابي يكون إذا كان التحول لإضافات جديدة للمجتمع وإن كان أيضا من أجل النضال لتحقيق أهداف الحزب السامية وتفعيل برامجه التي تأسس من أجلها وسعى لتحقيقها؛

غالبية الأحزاب مخترقة أمنياً

كما أفادنا أحدهم بالتالي وقد آثرنا عدم ذكر اسمه بناءً على طلبه.

قد يسألك أحدهم عن أسباب الانشقاقات الحزبية في الحركة السياسية الكردية, وهذا التوالد غير الشرعي في جسم الحركة كـ أشأم توائم منغولية, وبالتالي تشتت الحركة السياسية الكردية في مجموعة أحزاب صغيرة تحتَ مسمياتٍ مختلفة تتنافس غالبيتها على مصطلحاتٍ لها رنينٌ من التضليل والإيهام كـ (اليسار – الديمقراطية- التقدم – السلام…الخ).

إن أسبابَ هذا التشتت والتبعثر والتشرذم عديدةٌ يمكن أن نشيرَ إلى ما يحضرها من أسبابٍ ربما جاء في مقدمة الأسباب الواقع الاجتماعي الكردي، البيئة الريفية المتعششة بعقلية المالك, والتمايز الطبقي بين مالك العقار الكبير وسائر المنتفعين وسواهم ممن يدورون حول المالك ويجتمعون في مضافتهِ كلَّ مساء. وإذا كانت الظاهرة خفت قليلاً جراء نضال اليسار الكردي فهي لم تزل بعد, فما زال ابن المالك السياسي يقود جمعاً غفيراً من ضعاف النفوس وهؤلاء يستجيبون لدعوته بإذلال.

 من الأسباب أيضاً تدني المستوى المعرفي الثقافي حيث الأمية السياسية, عدم تمتع العضو الحزبي بالكفاءة التي تؤهله أن يميز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود, من الأسباب أيضاً التبعية للخارج دون مشروعٍ قومي. من الأسباب الموجعة أن غالبية الأحزاب مخترقة أمنياً حتى تمكنت تلك الأجهزة من احتواء بعض القيادات عدا الأعضاء وهم بالعشرات, حتى أن بعض الأحزاب لا ينفي عبر كوادره هذه العلاقات بل أكثر من هذا, فالجهة الأمنية كثيراً ما توعز لبعض الكوادر في حزب ما أو خارجه من صنع حزب ما كرديفٍ مناوىء لحزبٍ نشطٍ بغية اضعافه وتشتيته.

من الأسباب أيضاً المال السياسي بما فيه جانب الارتزاق، فالأخوةُ مفتوحةٌ لمن يرمي له بلقمة ويتصدق إليها, وهي مهيأةٌ إن تذهبَ ذاتَ الشمالِ وذاتَ اليمين إذا ما أجزل له العطاء, حيث تصادر الإرادات ويكف المرتزقة عن النضال الواضح, فمن تبنتهُ جهةٌ ماليةٌ يغدو حزباً بمكتبٍ وجريدةٍ وما يسمى بالأعضاء.. والموضوع بحق بحاجة إلى بحثٍ أكثرَ استفاضة.

الانشقاقات الحزبية ظاهرة مرضية أم صحية:

أصحاب الانشقاقات يرون أنها ظاهرة صحية وغير مرضية باعتبار إن كافة الأحزاب ستمر فيها مستقبلاً مرجعين أسباب ذلك إلى غياب الطابع الديمقراطي ومبدأ التداول على القيادة داخلها إضافة إلى تدني مستوى أدائها.

لمزيدٍ من الايضاح كانت لصحيفة الاتحاد الديمقراطي الحوارات التالية:

صالح كدو: سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا

بداية الخلافات كانت في أقبية سجن المزة

كما هو معروفٌ تأسس أول حزب كردي في سوريا عام 1957 من قبل نخبة من المثقفين والسياسيين الكرد, وفي مقدمتهم أوصمان صبري ونور الدين ظاظا وحميد حاج درويش وبشير حمو وشوكت حنان وغيرهم.

وفي عام 1960 حدث أول اعتقال جماعي لقيادة هذا الحزب (البارتي) وكان من بين المعتقلين أوصمان صبري ونور الدين ظاظا بالإضافة إلى أعضاء المكتب السياسي, وزج بهم في سجن (المزة) السيء الصيت في دمشق، ومن خلال وجودهم في السجن برزت خلافاتٌ بين قيادة الحزب. حيث كان أوصمان صبري يتبنى موقفاً ثورياً إزاء المظالم الذي كان يتعرض لها الشعب الكردي آنذاك، بينما كان الطرف الآخر يطرح سياسة معتدلة، ما لبثت أن تطورت هذه الخلافات لتصل إلى مرحلة الانشقاق في أواخر عام 1965، ويضيف كدو قائلاً:” حينها سمي الفصيل الذي تزعمه أوصمان صبري باليسار والآخر الذي تزعمه السيد حميد حاج درويش باليمين.

ورغم الانقسام كانت العلاقة قائمة بين الفصيلين, وكان هناك توافقٌ بينهما في العديد من المجالات, واستمر الحوار بين الطرفين مع بقاء الوضع كما هو حتى عام 1970 حيث استدعيَ الطرفين إلى باشوري كردستان, كما تم بالمقابل استدعاء عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة وانعقد مؤتمرٌ في آب عام 1970، هذا وكان من بين المؤتمرين إلى جانب شقي الحزب ما يقارب من عشرين شخصية مستقلة, وخلال هذا المؤتمر عين (دهام ميرو )

سكرتيراً للحزب علماً بأنه كان أمياً، ولكنه كان شخصية قومية ووطنية بحق.

التدخلات الاقليمية والدولية والكردستانية

وأردف كدو قائلاً:” لم تستمر هذه الوحدة الاندماجية سوى عامٍ واحدٍ فقط حتى انقسم الحزب إلى ثلاثة أجنحة (اليسار واليمين) وسمي جناح دهام ميرو بالحياد, وفي عام 1975 حدث انشقاق في جناح اليسار وكان أوصمان صبري مستقيلاً حين ذاك, كما حدث انشقاقٌ في القيادة المرحلية ليصبح عدد الأحزاب الكردية خمسة أحزاب، وهكذا تتالت الانقسامات والانشقاقات في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حتى وصل عدد الأحزاب الكردية إلى (12) أثنا عشرة حزباً مع بداية تسعينيات القرن الماضي، ونوَّه      كدو إلى أنه رغم وجود علاقات اعتيادية بين هذه الأحزاب على خلفية توافقات وطنية وقومية, إلا أنه مع انطلاقة الثورة السورية عام 2011 ومع احتدام الصراع في سوريا وبروز التدخلات الاقليمية والدولية في مجمل الوضع السوري ازدادت التدخلات الكردستانية أيضاً في شأن الحركة الكردية في سوريا, حتى تم تأسيس المجلس الوطني الكردي في 26/10/2011 في غيابِ أكبرِ فصيلٍ كرديٍ على الساحة وهو حزب الاتحاد الديمقراطي PYD. بناءً على رغبةِ بعض الأحزاب التي كانت ترفض مشاركة الحزب المذكور بحجة إن هذا الأخير سوف يهيمن على المجلس ولن يبقي دوراً للأحزاب الأخرى”.

خلافات المجلس الوطني الكردي كانت بسبب التعامل مع الـ PYD

ويضيف كدو:” لقد تلقى المجلس الوطني الكردي المساعدات المالية من الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، ومع مرور الوقت وتصعيد العمليات العسكرية في سوريا عموماً وفي روج آفا خصوصاً برزت خلافاتٌ جديةٌ في المجلس الوطني الكردي, حيث طلب عددٌ من أحزاب المجلس التحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD كونه القوة الرئيسية على الأرض, بينما رفض أحزابٌ أخرى هذه الفكرة من الأساس”.

وحدات حماية الشعب قلصت دور المجلس الوطني الكردي

وتابع كدو: “مع تشكيل وحدات حماية الشعب والمرأة وتصديها للمنظمات الإرهابية التي هاجمت روج آفا بدءاً من سري كانييه عام 2012, ومروراً بالمناطق الكردية الأخرى وكان لوحدات حماية الشعب الدور الرئيسي في دحر هذا العدوان والإرهاب, وقدموا حينها مئات الشهداء دفاعاً عن مناطق روج آفا، وبذلك ألتفت جماهير واسعة حول هذا الفصيل بينما تقلص دور المجلس الوطني الكردي, واشتد الصراع بين أحزابه. وفي عام 2014 تم تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطي، فانضمت ثلاثة أحزاب من أحزاب المجلس الوطني الكردي إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية, إضافة إلى عددٍ لا بأس به من المستقلين الذين بدأوا يعملون في هيئات الإدارة الذاتية الديمقراطية, بينما البقية الباقية من أحزاب المجلس الوطني أصرّوا على عدم الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية”.

المال السياسي لعب دوره أيضاً

ويضيف كدو:” جرت تدخلات كردستانية, وشرعت في إحداث انقساماتٍ بين الأحزاب التي انضمت إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية, وتم استخدام المال السياسي في هذا المجال.

وفي أوائل عام 2015 جرى انقسامٌ آخرٌ في المجلس الوطني الكردي, حيث تم فصل أربعة أحزاب من المجلس بحجة أنهم يتعاملون مع الإدارة الذاتية الديمقراطية ويتعاطفون معها.

ثم توالت الانشقاقات حتى بلغ عدد التنظيمات الكردية في روج آفا أكثر من 20 تنظيم سياسي ويزيد”.

نورالدين رمو: مسؤول العلاقات في حركة التجديد الكردستاني

عدم وجود مثقفين ضمن الأحزاب من أبرز أسباب الانشقاقات

عند تشكيل أول حزب كردي في سوريا عام 1957 كان أغلبية قادتها اقطاع أو شبه اقطاع أو رجال دين, ولعدم وجود المثقفين من الطبقة الفقيرة فيها أدت إلى ظهور الانشقاقات في صفوف الحركة الكردية في سوريا. ويمكن أن ننسب أسباب هذه الانشقاقات إلى:

-الضعف في البنية الهيكلية والفكرية كون القوى المؤسسة لتلك الأحزاب تنحدر من الأصول الاقطاعية.

-الاعتماد على الدعم المالي من الخارج.

-عدم توافر الشكل الأساسي للتنظيم المتين والمتماسك.

-عدم الاعتماد على نضوج الظروف الذاتية والموضوعية.

-اعتماد تلك الأحزاب على البرجوازية المتذبذبة التي لم تعمل إلا في إطار مصالحها.

-العائلة الكردية وتركيبتها أيضاً لها مسؤولية في الكثير من الحالات.

-المال السياسي المتدفق من أطراف متعددة أهدافها ضعف الحركة الكردية.

-عدم وجود برنامج واستراتيجية واضحة لدى هذه الأحزاب.

-الاختراقات الأمنية للسلطة في قيادة بعض هذه الأحزاب محاولة منها التقسيم والتجزئة, فكانت تغض النظر عن البعض وتقوم بسجن الآخرين.

-عدم وجود اختلاف في نظرية تلك الأحزاب بشكلٍ عام, فكان كل انشقاق ينقصُ عبارةً أو يضيفُ عبارةً إلى ايديولوجيتها.

صالح عباس: عضو في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

على كافة القيادات الكردية التنازل ووضع مصلحة الشعب الكردي فوق أي مصلحة أخرى

 في مسيرة الشعوب النضالية, مطباتٌ وأخطاءٌ ونكساتٌ كثيرة بجانب الانتصارات الصغيرة والكبيرة, ونحن الشعب الكردي كغيرنا من شعوب العالم لنا ما لغيرنا من هذه النكسات والأخطاء, وتنظيماتنا السياسية والغير سياسية لها وفيها الكثير من الخلاف والاختلاف والتناقض والصراع. ففي بداية حركة التحرر الوطني الكردي, أكدوا على سرية التنظيم ووحدة الصف الكردي, ومنذ نشوء أول حزب كردي في 1957حيث كان هذا الحزب وعاء تنظيمياً وخليطاً  من اليمين واليسار, ومن التقدميين والرجعيين  والبرجوازيين والاقطاعيين, وبكوات المنطقة, واحتوى كل المفاهيم المختلفة شوفينية وديمقراطية وتقدمية, كان خليطاً  استوعب كافة الأيديولوجيات المتناقضة دون أن تصهر كلها في بوتقة أيديولوجية واحدة.

وبرزت شرارة أول انشقاق في الحركة الكردية وفي أول حزب على خلفية جملة ( تحرير وتوحيد كردستان ) وذلك بعد أن تم اعتقال كافة قيادات الحزب, ووضعهم في السجن, وأثناء التحقيق معهم برز الإنشقاق والخلاف بينهم  وبدأ مسلسل الانشقاقات. وضمن كافة التنظيمات الكردية, حيث ظهرت افكاراً وأحزاباً ذات اتجاهٍ يساريٍ ويميني, واتجاهٍ يلتزم بالماركسية واتجاه يهتدي بالماركسية, واتجاه يتبنى الماركسية, وأحزاب يؤمنون بالقومية فقط, وأحزاب لها نفس الاسم ونفس المطبوعات ولكن بقيادات مختلفة.

و في السنوات الأخيرة ظهر المال السياسي, وكثرت على أثر ذلك الانشقاقات, وتدخل الأطراف الخارجية والاقليمية والداخلية والتي لها مصلحة في أضعاف الحركة الكردية, ومواقفها في المحافل الدولية والداخلية والخارجية, حيث أصبح حزباً واحداً يمثل ثلاثة أفكار وآراء, وبشكلٍ عام فأن التشتت والتشرذم في الحركة الكردية يضعف موقفها وكلمتها في المحافل الدولية, وخاصة المرتبطة بالقضية الكردية, المطلوب اليوم توحيد الكلمة الكردية, وتوحيد البيت الكردي دون الوقوع تحت تأثير أجندات اقليمية ودولية  وداخلية, ويجب على كافة القيادات الكردية التنازل ووضع مصلحة الشعب الكردي فوق أي مصلحة أخرى, والابتعاد عن المهاترات, والاسراع في التلاحم والتضامن وإلا فسيحاسبهم التاريخ في مستقبلٍ قريب.

محمد خير عليكا عضو حزب الاتحاد الديمقراطي

غياب روح الديمقراطية داخل الحزب يؤدي إلى الانشقاقات:

يقول محمد خير عليكا عضو حزب الاتحاد الديمقراطي:” إن الانشقاقات الحزبية أصبحت ظاهرة طبيعية داخل الأحزاب الكردية”.

ويؤكد عليكا إن أبرز الأسباب الظاهرة والدافعة إلى وجود هذه الانشقاقات تكمن في عدم وجود طابع ديمقراطي داخل الأحزاب. حيث تتخذ في العادة القيادات الحزبية القرار لوحدها, وتتجه لرغباتها الشخصية والمصلحية في إطار “شخصنة” الحزب كحال أغلب الأحزاب الموجودة حالياً على الساحة في روج آفا. إضافةً إلى عدم وجود مبدأ التشاور, وممارسة الاقصاء للعديد من القيادات, الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الانشقاقات والانقسامات وانبثاق حزب جديد ربما يمثل نفس مبادئ الحزب الأم ولكن في تسمية وقيادة جديدتين. وفي ذات الخصوص أبرز عليكا صعوبة إيجاد أشياء إيجابية لهذه الظاهرة مشيراً إلى أنه يمكن أن تحكم ظاهرياً عنها بأنها ظاهرة غير صحية, أي أنها توحي بعدم التفاهم والتوافق داخل الأحزاب السياسية الكردية.

للمحرر كلمة

روج آفا  في هذه المرحلة بغنىً عن أيِّ مواجهات, ربما آن الأوان لتوحيد الأحزاب فيما بينها على الأقل داخل الأحزاب، وايجاد نقطة تلاقي بين هذه الأحزاب, وعليه يجب الاستفادة من تجارب الآخرين ولابد من وضع آليات لتحسين الأوضاع تكون لها نتائج عملية تتجه للوطن والمواطن, وتسهل الحصول على لقمة العيش. فالتطلعات الجماهيرية مرتفعة والمطلوب كثير وهذا ما ينبغي العمل على تجاوزه اليوم قبل الغد.

يجب وضع خطط استراتيجية لضمان الاستقرار وحفظ الأمن, ولتجنب أي تداعيات سلبية تضر بأمن الوطن والمواطنين.

فالمرحلة تقتضي وجود أحزاب وطنية تتأسس على مرتكزين أولهما ارتكاز قياداتها على المشروعية الديمقراطية بدل التحصن وراء المشروعية التاريخية. وثانيها احترام الاختلاف تجسيداً للتعددية.

نعم كان من الممكن تفادي العديد من الانشقاقات الحزبية لو احترمت الديمقراطية الداخلية, باعتبارها ترسيخاً لمبدأ التداول على المسؤوليات من جهة, واحتراماً للاختلاف من جهة أخرى.

 فالعجز عن تدبير الاختلاف هو سببٌ جوهريٌ يكمنُ وراء انشقاقات حزبية كان من الممكن تجنبها, إلى جانبٍ أصبحت ذلك مسيرة الحزب السياسي تتماهى مع حياة أمينه العام.

فهل هكذا تورد الإبل يا ساستنا !!؟

زر الذهاب إلى الأعلى