الأخبارمانشيت

الموصل وكركوك، أحلام تركية في وضح النهار

%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b5%d9%84-%d9%88%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%88%d9%83%d8%8c-%d8%a3%d8%ad%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b6%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس رجب طيب اردوغان في شأن الموصل تساؤلات جدية عما إذا كان امن شمال العراق صار على جدول مهمات أنقرة في وقت وضعت واشنطن ملف المدينة العراقية على طاولة المفاوضات؟ وعما ما إذا كان الجيش التركي سيكرر في الموصل العراقية ما فعله في جرابلس السورية؟
وكان الرئيس التركي صرح بعد عودته من اجتماعات قمة مجموعة العشرين في هانغتشو أن “العمل الذي نقوم به اليوم (عملية درع الفرات في شمال سوريا)، هو تنفيذ مشروع منطقي جدا وعبر عن آمال تركيا، وأعرب عن اعتقاده بأن “العراق بحاجة إلى عمل مشابه، وأضاف أن بلاده ستضطلع بدور نشط في الموصل، وقد دعم تصريح أردوغان ما قاله وزيره الخارجية مولود تشاوش أوغلو، من أن الأمر سيستغرق برنامجا لتدريب القوات المحلية وتجهيزها هي ومجموعة من القوات الخاصة لهزيمة “داعش” في الموصل وشمال العراق.
وعلى الأثر انشغلت وسائل الإعلام التركية والعربية المعنية بالشأن العراقي في تفسير هذه التصريحات، لاسيما إن المسؤولين في أنقرة لا ينفكون يؤكّدون اهتمامهم بقضية الموصل وكركوك، كما حلب فهؤلاء لا يفوتون مناسبة إلا يكررون فيها إن “ولاية الموصل كانت أرضا تركية” مثل حلب، وتركت للعراق بقرار من عصبة الأمم سنة 1925، بعد انهيار الدولة العثمانية وقيام الجمهورية التركية، إن أنقرة ظلت تنظر إلى الموصل وكركوك وملحقاتها على إنها امتداد عثمانيّ للدولة التركية، ألحقته الإرادة الدولية الأقوى منها، حينذاك، بالعراق، وعندما زار احمد داود اوغلو الموصل كوزير للخارجية التركية عام 2011 صرح بالفم الملآن “في يوم من الأيام دخل أجدادنا هذه المنطقة وهم يركبون الخيول، وسيأتي يوم نعود نحن إلى هذه المنطقة ولكن بمعدات حديثة” أكثر من ذلك فإن الصحافي التركي أمين بازارجي كتب مقالا في صحيفة “اكشام” نقلته وكالة “ترك برس”، ذكر فيه بأنه حتى نهاية الثمانينيات كانت حصة من عائدات نفط الموصل تدخل في موازنة الجمهورية التركية، وكانت هذه الحصة من البترول وفقا لاتفاق لوزان.
ويضيف “إن تركيا كانت بمثابة كفيل في الموصل، ففي 5 حزيران 1926 جرى توقيع “معاهدة أنقرة” بين تركيا وبين بريطانيا، التي كانت الدولة المنتدبة على العراق، وتنص هذه
وفق المنظور التركي إن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تعطي تركيا الحق بالتدخل في الموصل مثلما تدخلت بشمال سوريا.
ويذكر أيضا انه بعد الغزو الأميركي للعراق كانت هناك خطط لوضع الموصل وكركوك تحت إدارة إقليم كردستان، لكن تركيا أجهضت هذه المخططات بتهديدها باستعمال حقها بالتدخل حسب معاهدة أنقرة.
ولتركيا أصلا معسكر في منطقة بعشيقة المحاذي للموصل يتولى تدريب قوات عراقية “الحشد التركماني” وبيشمركة كردية “سورية وعراقية” للحفاظ على أمتدها الجغرافي في الموصل وكركوك ولا شك إن الزيارة الأخيرة للبارزاني لتركيا يصب في هذا الحدث، ومن المؤكد إن تنسيقاً بهذا الشأن قد تم بين الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى