مقالات

المآلات المحتملة لغزوة أردوغان !!

طه الحامد

أردوغان الذي وجد نفسه مهزوماً سياسياً أمام حزب الشعوب الديمقراطي , ووجد نفسه مهزوماً عسكرياً أمام وحدات حماية الشعب في غربي كوردستان , وخاصة الهزائم المتكررة التي تلقتها الأذرع العسكرية الخفية والمعلنة لحكومته وعلى رأسهم داعش . ووجد نفسه مهزوماً حتى في الصراع السوري السوري وخاصة في بعده الطائفي ولا سيما الإنجاز الإيراني في الإتفاق النووي وعودة أيران أقوى بكثير من ذي قبل كلاعب يناطح تركيا على زعامة المنطقة دون منازع .
لهذا كان عليه أن يهرب إلى الأمام ويخلق أزمة كبير ة داخلية وإقليمية كمقدمة لإعادة تموضعه وترتيب أوراقه من جديد على ضوء المعطيات والتطورات التي فاقت تصوره ولم تكن في حسابات مستشاريه ولا مراكز الدراسات التابعة له .
على الصعيد السوري هو يريد إنشاء جيب تركماني وكيان سياسي خاص يؤمن مصالحه الإقتصادية والأمنية في كامل الشمال بما فيها مدينة حلب التي يعتبرها أردوغان من حصته . وذلك من خلال بوابة مكافحة الإرهاب والقضاء على داعش و إبعاده عن الحدود التركية , هذه المنطقة المقترحة هي في الشمال السوري لا تشمل المناطق التابعة إدارياُ لكوباني ولن تشمل مقاطعة عفرين أيضاً ولكن سوف تفصلهما عن بعض . وحسب التقارير سوف تسلم إدارة تلك المنطقة عسكرياً لأحرار الشام الذي يتم التفاوض على توصيفه أمريكياً على أنه فصيل جهادي معتدل ليس تابعاً للقاعدة , وتجهيز خمسة آلاف مقاتل تحت إسم الجيش التركماني ومعظمهم من جماعة داعش المنسحبين من المعارك مع وحدات حماية الشعب والهاربين من الرقة والموصل و الذين وفدوا من آسيا الوسطى والقوقاز وكلهم يتكلمون التركية وتحت أسماء كتائب تركمانية هي السلطان محمد الفاتح ,وكتيبة السلطان مراد، وكتيبة السلاجقة، وكتيبة أحفاد الفاتحين.
من جهة سوف يتخلص أردوغان من عبئ اللاجئين السوريين والإئتلاف ورميهم في منطقة عازلة كما يسميها ضمن الأراضي السورية تحسباً لأي صفقة قد ينجزها مكرهاً مع النظام في دمشق وكذلك مع الإدارة الذاتية وحركة تف دم .وستكون تلك الصفقة بلا شك على حساب العرب السنة في تلك المنطقة كما حصل لسنة العراق وتخلي أردوغان عنهم لصالح مصالحه مع إقليم كوردستان .
على الصعيد الداخلي يريد أردوغان من خلال حملته العسكرية دفع حزب الشعوب الديمقراطي إلى حكومة إئتلافية والعودة إلى مفاوضات السلام مع القائد أوجلان بحيث يضمن لنفسه الزعامة وتمرير التعديلات الدستورية التي تجعل منه رئيساً مطلقاُ لتركيةلقاء تنازلات على صعيد حل القضية الكوردية .
أردوغان حرك المياه وأصبح في وسطها , ضمن ظروف ومعطيات داخل حزبه وداخل تركيا و رفض دولي عام لسلوكه الأرعن و تشير كلها على إن إردوغان قد يخسر المعركة على الصعيد الشخصي فيها ويكون كبش فداء للسلام وفتح بوابة الحلول في داخل تركيا وسوريا معاً .

زر الذهاب إلى الأعلى