حوارات

اللقاء مع حنان مامد عضو مُنسقية الشبيبة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في مقاطعة عفرين

henan-mamed1- كيف ترون تجييش النظام التركي لمواقفه في الشرق الأوسط، وماهي الأجندات التي يحاول إقناعها لدول المنطقة؟

لم يعد خافياً للعيان وللعالم ماهية أجندات الدولة التركية وسياستها المبطنة في تسويق فكرة الإسلام السياسي المطابق لإيديولوجيتها الحالية الهشة في صنع أو محاولة صنع امبراطورية عثمانية جديدة مطرزة بأحلام حزب العدالة والتنمية في السيطرة على جغرافية الشرق الأوسط بشكلٍ مباشرٍ من خلالِ حملاتها العسكرية في إقحام نفسها بمشاكل دول الجوار؛ والتي بدورها تركيا هي أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشاكل العظمى، وأيضاً بشكلٍ غيرِ مباشر من خلال إقناع دول شرق الأوسط وخاصة دول الخليج التي تلحن على أوتار اللحن التركي، بأن تركيا هي الدولة الحامية لمصالح السنة في العالم، وأنها الحضن الحاضن وقلعة القلاع السنية.

لكن كل هذه الأحلام والتصورات والاعتقادات التي تفكر بها وتنفذها الدولة التركية لا تتحقق مالم يتحقق هدفها الرئيسي في القضاء على الكرد وبأيِّ طريقةٍ وبأيِّ أسلوب، وإن أمواج  حلم إعادة شبه الامبراطورية العثمانية التركية تنصدم بجدارٍ قويٍ وهو حركةُ الحرية الكردستانية في أرجاء كردستان، لذلك الدولة التركية ومن خلال الإقناع الممنهج التي تحاولُ فرضهُ على دول الخليج، بأن الكرد المتمثل بحركة الحرية الكردستانية وقائدها عبد الله أوجلان تمثل الجدار الفاصل بين أجندات ومصالح تركيا مع العالم العربي، لذلك تركيا وبحسب فكرها المريض تحاول خلق جبهة موحدة من كافة الدول التي تؤيد مصالحها وأجنداتها، وتحارب الفكر الديمقراطي الحر التي تنادي به حركة الحرية الكردستانية في تطبيق فلسفة الأمة الديمقراطية.

لقد كانَ شعارُ الدخولِ التركيِّ في سوريا هو محاربة ثلاثة قوى رئيسية متناقضة هي: داعش، قوات حماية الشعب والنظام السوري، من خلال دعمها للمعارضة، أي ثلاثة قوى تمثل مثلث متساوي الأضلاع في حين تآكلت أهدافها وتقلصت إلى هدفٍ واحدٍ فقط هو محاربة الكرد في سوريا، ومنع أي اتصال جغرافي بين الأقاليم الكردية في شمال سوريا، الأتراك لا يعتبرون النظام السوري هو الخصم الأساسي، بل تراجع إلى خصمٍ ثانويٍ أو منافسٍ له، وأيضاً داعش التي هي الأداة الرئيسية في تطبيق أجندات السياسة التركية، ولم يعد خافياً على أحد الدعم غير المحدود لها، وأفواج المقاتلين الداعشيين الذين أتوا من أصقاع الأرض إلى سوريا عبر البوابة التركية، إذ لم يبقى إلا خصمٌ واحدٌ وضلعٌ واحدٌ من مثلث العدو لتركيا وهم الكرد في سوريا المتمثلة بفيدرالية شمال سوريا، لذا تركيا تحاول تجييش مواقفها وتتفق مع كل قوة ترفض الوجود الكردي في المنطقة.

2- الدور الأمريكي الجديد هل يتبلور ضمن السياسات المؤيدة للإدارة الذاتية في شمال سوريا وماهي أهم العقبات التي تحول دون ذلك؟

علينا بالبداية أن نتحدث عن الدور الأمريكي قبل مجيء الإدارة الجديدة، لقد كان واضحاً وجلياً التعاون شبه الاستراتيجي القصير المدى بين الكرد في شمال سوريا المتمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية وبين الولايات المتحدة الأمريكية، في تعاونهم العسكري بضرب داعش والقوى المتطرفة وتوحيد جهود الجانبين للقضاء على الإرهاب إلى جانب دول التحالف الأخرى.

وأما سياسياً فقد طبقت أمريكا سياسات إيجابية بالنسبة للمشروع الديمقراطي الكردي في شمال سوريا، وكانت هناك زيارات متبادلة بيننا وبين الأمريكيين، ووفودنا كانت تزور باستمرار الولايات المتحدة، وتجتمع بالشخصيات والمسؤولين المؤثرين على الصعيد السياسي في إدارة أوباما، وحتى وكانت أمريكا تحاول أن تقنع تركيا أكثر من مرة أن التعاون وثيق بينها وبين وحدات حماية الشعب إلا أن أنقرة كانت تفرض على أمريكا سياستها العنجهية في وضع الـ YPG في خانة الإرهاب، ووضع أمريكا أمام خيارين وهما إما تركيا أو الكرد في سوريا، إلا إن الإدارة الأمريكية لم تصغي إلى تلك التفاهات التركية، وردت بحزم على موقفها الواضح وهو التعاون مع حماية الشعب.

أما الأن وفي ظل إدارة ترامب الجديدة لا نستطيع التكهن بأي سياسة مغايرة أو حتى سياسة قديمة داعمةً مثلما كانت في عهد أوباما.

ولكن رغم ذلك فإن المهم بالنسبة لنا هو مدى إيماننا بأنفسنا وبمشروعنا الديمقراطي الإنساني الذي يدعو كافة الأطراف إلى الحوار السلمي في سوريا، وإلى تعايش الشعوب والطوائف والمكونات تحت سقف سوريا فيدرالية ديمقراطية.

ونقولها بصراحة لو لم نكن أقوياء سياسياً وعسكرياً ومؤمنين بشعبنا لما كانت أمريكا ودول التحالف تدعم جهودنا في ضرب الإرهاب.

/علينا أولا أن نثق بذاتنا وندعم أنفسنا قبل أن يدعمنا هؤلاء/

 3- ماذا يقع على عاتق فئة الشبيبة من واجبات مصيرية وتاريخية لتحقيق وصنع مستقبل أفضل وخاصة شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي؟

إن فئة الشبيبة هي أكثر فئة عانت من ويلاتِ الحروبِ والصراعاتِ السياسية والمذهبية والطائفية والاقتصادية والمجتمعية. فنحنُ نعيشُ في ظلِ وضعٍ كارثي، والشبيبة أكثر الفئات تتضرر من كافة مناحي الحياة.

 والشرق الأوسط يعيش فوضى عارمة جنونية لم يسبق لها وأن مرت قبل زمن،

وبنفس الوقت الشبيبة هم من يستطيعون وضع الحد المناسب لكل الصراعات والاختلافات والحروب إذا ما أرادوا العيشَ بسلامٍ لجيلهم وللجيل القادم.

فنحن ننادي لكل فئات الشبيبة وبكل الطوائف والقوميات في سوريا والشرق الأوسط أن تضع الخلافات الكبرى التي وضعتها القوى العالمية جانباً، لأننا نحن فئة الشباب ليس لنا ذنب فيما يحصل من صراعات أيدولوجية ومذهبية، فقد سخرونا لأن نكون  دائماً الوقود والحجارة والمدافع والرصاص في تخريب الحضارات الإنسانية وخلق الفتن والمؤامرات.

علينا أن نعود إلى الرشد الصحيح وبالفكر الديمقراطي الحر الإنساني التشاركي مع كل مكونات شعبنا وشعوب وطوائف سوريا.

ونحن في شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي ننتهج هذا الفكر الذي نستمده من فكر وفلسفة قائدنا عبدالله أوجلان، ونحاول وبكل طاقتنا وقدراتنا إيصال صوتنا إلى كافة فئات الشبيبة ومع المكونات والشعوب، ونصنع جسراً لننتقل به إلى المستقبل المشرق المضيء بعيداً عن أفكار ومعتقدات الدول التي ترمي البلاء والفتن بين مكونات شعبنا، وتحاول إن تستعمر من جديد وتصطاد الشعوب في شباك أهدافها القذرة ……

زر الذهاب إلى الأعلى