مقالات

الكومين هو العمود الفقري للإدارة الذاتية الديمقراطية

 سعيد هسام
الكومين يعني مجموعة من الناس في الحي او قرية يقومون بادارة امورهم الحياتية ومعالجة مشاكلهم من الناحية الثقافية والصحية والاجتماعية والصناعية والاقتصادية والزراعية والامنية،والى اخره ،الكومين هو العمود الفقري للإدارة الذاتية الديمقراطية او الفيدرالية الديمقراطية فهي ادارة مصغرة عن الادارة الذاتية.
الكومين ليس فقط لتامين الغاز والخبز و السكر و مواد تموينية اخرى او لتأمين حاجيات أهالي القرية او الحي. وانما الكومين يشبه في عمله تشكيلة مجلس الشعب الى حد ما ولكن بطريقة مختلفة وباسلوب مختلف ليكون الخلية الاصغر المعنية بتقديم اسهل واسرع الية لخدمة الشعب ولتنظيم الحياة الاجتماعية ليكون المجتمع قادرا لادارة نفسه عن طريق لجان مختصة في كافة المجالات. وان الكومين له الصلاحيات المطلقة لاخذ القرارات التي تهم مصالح الحي او القرية وباعتبار اعضاء الكومين من سكان الحي او القرية ويعرفون بعضهم البعض ويعرفون متطلبات الاهالي ومشكلاتهم , فيما تتخذ الادارة الذاتية من الكومينات قاعدة اساسية في بنائها الهيكلية تجربة يحاول من خلالها الشعب الكردي تنظيم وادارة نفسه ضمن تجربة ديمقراطية مميزة في الشرق الاوسط.
مثال: قرية بروج قرب جبل قراجوخ على بعد 15كيلو متر من المالكية على طريق سيمالكا ،قرية جميلة بسكانها واستراتيجية بموقعها وغنية بثرواتها الطبيعية من النفط والغاز والزراعة، القرية لها كومين من الكومينات الفعالة والنشيطة في منطقة الكوجرات وتتشكل من جميع اشكال والوان الحزبية والسياسية ( البرزانيين والابوجيين والتقدميين والشيوعيين ) والجميع لديهم نقطة مشتركة الا وهي الحفاظ على مصالحهم و قريتهم من كل سوء ، كما انه يعمل على حماية القرية والحفاظ على نظافة بروج وتامين متطلبات الاهالي من خلال اللجنة الخدمية والتي قامت بتامين مياه للشرب وتامين التيار الكهربائي وعدم انقطاعه بتاتا وهناك لجنة الدفاع التي تقوم بالمناوبات الليلية لحماية القرية ، ولجنة الصحة ولجنة الزراعة ولجنة التدريب التي تقوم بتنظيم الدورات الثقافية للرفع من المستوى السياسي والفكري ولجنة العدالة والصلح التي تقوم بحل جميع المشاكل والخلافات بين الاهالي دون اللجوء الى المحاكم قدر الامكان،وللمرأة دور مهم ونشيط جدا في كل النشاطات واللجان، وبما ان الكومين ادارة جماعية ومشتركة تحافظ على مصالح المجتمع ،وبذلك لا تعتمد على النظام او الحكومة السلطوية ، لانها تقوم بادرة نفسها بنفسها كما هو الحال في اوربا فالبلدية هي التي تحكم وتقدم للمواطنين كل شيء وان اعضاء المجلس البلدي منتخب من قبل السكان ولديهم مؤسسات المجتمع المدني الذي له دور كبير في خدمة المجتمع ولكل مجلس بلدي له حساب خاص في البنوك وبذلك يقومون بصرف الاموال على المشروعات الخدمية وبناء المدارس والمستشفيات والطرق وتامين الاجتماعي والى اخره .وبذلك لا يوجد دور كبير للحكومات السلطوية والاستغلال .فمهما تعاظم دور الحكومات السلطوية وهيمنتها وارادت اضعاف دور الكومينات الا ان الكومينات تستطيع الحفاظ على بقائها وقوتها . الكومينات دائما تطالب بالمساواة والاشتراكية بين الناس، وتتضامن مع الشعوب المضطهدة والمظلومة وتمد يد المساعدة لغيرها . في النظام الكومينالي لا يوج فرق بين الرجل والمراة بل هناك مساواة في الحقوق والواجبات.في التاريخ يوجد هناك كثير من الحركات الكومينالية ، مثلا:
حركة مازدك عام 499 وهي حركة كومينالية اشتراكية طالبت بالاشتراكية والمساواة بين الرجل والمراة، انطلقت من مدينة همدان في شرق كردستان.
والحركة الاسماعيلية في عام 1081كانت حركة كومينالية
والقرامطة في 870 وعاشت 200سنة وكانت اكبر حركة كومينالية،وايضا حركة الشيخ بدرالدين في بلدة الادرنة التركية على الحدود مع بلغاريا كانت تطالب بنظام كومينالي اشتراكي .وعندما قامت الثورة الفرنسية عام 1790التي طالبت باقامة الكومينات في الاحياء والقرى على نمط تشكيل الفيدرالية وتم تحقيق هذا النظام على كافة الاراضي الفرنسية.وفي القرن 20عندما قامت الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917 تمت تطبيق النظام الكومينالي الاشتراكي وكانت المثال الاكبر في بناء نظام كومينالي حيث استطاع الشعب السوفيتي العيش في نظام يسوده المساواة ويسير اعماله بنفسه واستطاع الشعب السوفيتي ان يضع بصمتها في تاريخ البشرية في القرن العشرين وبعد ذلك ظهرت كثير من الثورات والحركات والمنظمات بنظام كومينالي في اوربا والبلدان الاخرى .

زر الذهاب إلى الأعلى