المجتمع

الكهرباء بين الحصار والقصف التركي

ahin-suid maxresdefaultتعد الكهرباء عنصراً أساسياً في حياتنا اليومية، ولا يمكن لنا الاستغناء عنها، كما أن الكهرباء تعتبر من الأمور والاكتشافات المهمة جداً في حياة الإنسان، فلولا وجود الكهرباء في وقتنا الحالي لتوقفت أمورٌ وحاجاتٌ كثيرةٌ تعتمد على الكهرباء كجزءٍ أساسيٍ بها، مثل التلفاز والضوء والحاسوب وكثيراً من الصناعات الحديثة وغيرها، كما ترتبط الكهرباء بجسم الإنسان أيضاً من خلال الإشارات الكهربائية عن طريق الأعصاب محملة بالمعلومات من الدماغ والعكس لحركة الجسم ككل.

لاشك إن الأزمة والصراع الذي تعيشها سوريا عموماً، ومن ضمنها روج آفا المستقرة نسبياً قد فرض ظروفاً ومتغيرات جديدة على كافة نواحي وقطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى القطاعات الخدمية وفي مقدمتها قطاع الطاقة الكهربائية.

فمع بدأ الصراع والحرب في سوريا تعرضت أغلبية مصادر الطاقة الكهربائية للتخريب والتدمير والسرقة من قبل المجموعات الإرهابية، والتي تستهدف ومنذ اليوم الأول من الصراع إلى تدمير البلد ونهب وسرقة كل مقدراته.

واقع الكهرباء في سوريا قبل بدء الصراع كان جيداً، لكن مع بدء الصراع سارعت أطرافٌ داخليةٌ مرتبطةٌ بالخارج بضرب البنى التحتية، وشهدنا كيف إن المجموعات الإرهابية المسلحة تقوم بالنهب والسلب، ولكن في روج آفا بالتحديد قامت الإدارة الذاتية قدر المستطاع بإعادة توفير الكهرباء وتوفيرها للمجتمع حسب الامكانيات المتوفرة، ولكي نَطَّلِعَ أكثر على هذا الموضوع قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإجراءِ حوارٍ مع الرئيسة المشتركة لهيئة الطاقة “آهين سويد” وذلك لمعرفة كيفية توليد الكهرباء والمصاعب التي يواجهونها.

بدايةً تحدثت لنا آهين عن نظام هيئة الطاقة بأنه رئاسة مشتركة وثلاث وكلاء يديرون الهيئة أي أنه مكونٌ من خمسِ أشخاص، كما أن للهيئة ثلاث إدارات عامة، إدارة عامة للكهرباء أو إدارة عامة للنفط أو الغاز أو إدارة عامة للاتصالات.

بالنسبة للإدارة العامة للكهرباء هناك في المدن مؤسسات تابعة لها، وبالإضافة إلى محطات توليد الكهرباء، وفي نفس السياق أضافت آهين بالقول:” إن مصادر التوليد في مقاطعة الجزيرة على العنفات فهناك عنفات السويدية بشقيها عنفات النفط وعنفات الكهرباء، والقسم الثاني يأتي من عنفات سد روج آفا، كما إن هناك اربع عنفات في الرميلان، ثلاثةٌ منها تشتغل أما بالنسبة للسد فهي تعتمد على الوارد المائي”.

وأضافت ففي الرميلان عنفاتها تغطي منطقة الرميلان والآبار النفطية ومدينتي ديريك وتربة سبية، أما عنفات الكهرباء في السويدية فهي تغطي منطقة تل كوجر وسويدية وجل آغا وقامشلو وقسمٌ من الحسكة.

كما تابعت آهين حديثها عن سد روج آفا بالقول:” حالياً في هذه الفترة التوليد قليل نسبةً للوارد  جرابلس الضئيل جداً، لذلك ساعات ايصال الكهرباء قليلة وهي تغطي مناطق سري كانية وتل تمر ودربيسية وعامودا وأريافها  وقسم من الحسكة”.

كما تطرقت لنا آهين عن أهم أسباب عدم توفر الكهرباء بشكلٍ نظامي في المدن وهي الأعطال المستمرة والدورية للعنفات السويدية، وذلك نتيجة عدم توفر القطع البديلة، ونتيجة الحصار المفروض على المقاطعة، أما عنفات سد روج آفا فإنه ضئيلٌ جداً وهو لا يكفي إلا للتشغيل عنفة واحدة، لذلك يكون إيصال الكهرباء قليلاً إلى المقاطعة، وأيضاً لأن عنفات السد تغطي مناطق كوباني ومنبج وكري سبي وسرين.

كما أضافت آهين بالتحدث عن المولدات والامبيرات بأنها تابعة لهيئة البيئة والبلديات وهي التي تهتم بها.

أما بالنسبة للمشاريع التي ستقوم بها هيئة الطاقة تحدثت آهين قائلةً:” في الوقت الحالي ليس هنالك أية مشاريع بديلة نتيجة الحصار المفروض على المقاطعة ولكننا نحاول تأمين قطع العنفات من أجل تشغيل العنفات المتوقفة عن العمل”.

وفي نهاية الحوار اختتمت آهين حديثها بالقول:” إننا ننتقد أنفسنا كهيئة الطاقة على هذا الخلل الذي يحدث في الكهرباء وعدم انتظامها، ولكننا نسعى جاهدين لتوفير الكهرباء بشكل نظامي، ولكن الوضع الطبيعي والحصار المفروض على المقاطعة  يفرض علينا ذلك، كما نطلب تعاون جميع المواطنين من جميع المدن بعدم الإسراف في هدر الطاقة الكهربائية ومحاولة تقنين الكهرباء ضمن المدن لأن ذلك يساعدنا بحل هذه الأزمة.

زوزان آهين

زر الذهاب إلى الأعلى