مقالات

الكرد في روج آفا ومآلات  القضية الكردية

kawa-reshidرغم أنّ الجزءَ الملحقَ من كردستان بسوريا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية نهائياً سنة 1938م كجائزة ترضية للدولة السورية، بشرط موافقة الحكومة السورية على المعاهدة الفرنسية  السورية عام 1938، فإنّ هذا الجزءَ لعبَ دوراً كبيراً في دعم ومساندة بقيّة أجزاء كردستان، وكان قاعدةً خلفيّة لمعظم حركات التحرّر الكردية كثورة آغري وتأسيس جمعية (خوبون)، والدعم الكبير لثورتي أيلول في جنوب كردستان، وقفزة 15 آب لحزب العمال الكردستاني. ولكن ظلّ هذا الجزءُ يفتقد إلى إنجازٍ خاصّ به ورموزٍ يلتفّ حولها، وظلتْ حركتهُ السياسية نمطيّةً  وتعمل في نطاقٍ ضيّقٍ لا يتجاوزُ دكاكينَ حارات العنترية!

وقد شكّلت الأحداثُ التي تلت الربيعَ العربي الفرصةَ لكرد سوريا للقيام بقفزةٍ نوعيةٍ في سبيلِ تحقيقِ طموحهم في العيشِ بكرامةٍ وحرية، وقد كان انقسامُ الكرد في تيارين أحدهم انضوى بعد فترة تردّد طويلة إلى المعارضة السنية العربية تحت خيمة الائتلاف الوطني، ويتألف هذا التيار من الحزب الديمقراطي (البارتي) و(يكيتي) وبضعة أحزاب وتنظيمات شبابية صغيرة معظمهم من صائدي الفرصَ والجوائزَ، وكانت استراتيجية هذا الفصيل تستند إلى نظرية أن أيام الأسد معدودة، وقد قدّم هذا التيارُ رؤيةً ضبابية حول المستقبل، فمن جهة يطرح الفدرالية كحلّ للقضية السورية عامة والكردية خاصة، ولكنه متحالفٌ مع جهات حاملة شعبياً لفكر قومي عروبي لا يقبل إلا الحُكم المركزي، وله شبق للسلطة يستند إلى تاريخ يعود إلى العصر الأموي ذي النظرة الاستعلائية على العجم، وما إطلاق أسماء من قبيل (كتائب خالد بن الوليد ) و(كتيبة العمري ) إلا حنينٌ إلى تلك الفترة من الطغيان الذي لا يقبل الآخر إلا موالي (عبيد معتقين) لهم.

أما الطرف الآخر فهو حزب ( الاتحاد الديمقراطي) الذي ينهل من فلسفة السيد(عبدالله اوجلان) القابع في سجن إيمرلي, ويحاول تطبيق نظريته الخاصة لحل المشكلة الكردية من خلال فكرة الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وفدرالية الأقاليم المختلطة قومياً  وطائفياً.

أخذ هذا الحزب اعتماداً على قواه الذاتية التي تعتمد على تنظيمه الحديدي وإخلاص مؤيديه ووضوح الرؤية عنده، إضافة إلى الخبرة العسكرية التي نالها أعضاؤه القدامى في جبال قنديل في العمل السياسي والعسكري من خلال إنشاء جهازي الأسايش كوحدات أمن داخلي وypg كجهاز عسكري للدفاع عن المناطق ذات الأغلبية الكردية، وكان أول اختبار لهذا الجهاز في معركة رأس العين التي حرّرها   من الجماعات الإسلامية والقومية ذات النهج الصدّامي باقتدار، ولم يكن العمل في الساحة الكردية يقف عند تشكيل هاتين المؤسستين، بل تم تنظيم القرى والأحياء والمدن في تشكيلات متنوعة لكل منها مهمات خاصة مثل بيوت الشعب والكومينات والبلديات ومنظمات الشبيبة والمرأة، وتم تتويج كل هذه التنظيمات بإعلان الادارة الذاتية في ثلاث مقاطعات هي الجزيرة وكوباني وعفرين.

إن تشكيل الإدارة الذاتية لم يكن محل ترحيب من جماعة الأنكسي التي وجدت نفسها هي وداعميها خارج اللعبة، ولا من قبل دول الجوار وخاصة تركيا التي تنظر بعين العداوة إلى كل تطور يحققه الكرد في أي جزء، أما مقولة أن تركيا تقف هذا الموقف فقط لأنها تعتبر الـ PYD جزءاً من منظومة حزب العمال الكردستاني فهو كلام واهنٌ لا يتقبله أي عاقل،  وموقفها من جمهورية مهاباد ودخولها حلف السنتو ومن فدرالية جنوب كردستان براهين واضحة.

أما النظام السوري الذي وقف مذهولاً وهو يشاهد نمو الحلم الكردي من مخفر صغير على الحدود إلى إدارة ذاتية لها قوة عسكرية محترمة تحميها، فقد انقلب إلى العمل لإجهاض الحلم من خلال تقوية حلفائه من اليمين العربي، وبث الإشاعات بين الكرد لزيادة الشرخ القائم أصلاً بين الأحزاب والتيارات الكردية. هذا الشرخ القائم منذ الثمانينيات والذي يعود إلى الصراع التقليدي بين عائلة البارزاني الحاملة لمشروع قومي كردي تقليدي وحزب العمال ذو الأصول اليسارية.

ومن سخريات القدر أن داعشَ التي وجهتها  (دولة لا يريد تسميتها الآن) حسب أقوال رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني تلميحاً إلى دور تركي في توجيه نيران داعش إلى الكرد، هذه النيران وحّدت الكرد عسكرياً في مخمور و كوير وشنكال ومن بعدها حصول ملحمة كوباني.

أسطورة كوباني

نستطيع أن نقول أن ما قبل كوباني ليس كما بعد كوباني، فكوباني لم تتحول إلى (قلعة دمدم) أخرى بل تحولت إلى (ستالين غراد) أخرى ومن ثم تحولت إلى نموذج قائم بذاته، فبضعة مئات من الشباب والفتيات وبأسلحة فردية وتجهيزات بدائية تمكنت من الصمود أكثر من مئة يوم في وجه تنظيم سيطر على أربع محافظات مع كامل تجهيزات أربع فرق عسكرية في أسبوعين, توقّفَ في تلة مشتى النور وكان المجتمع الحر بين أن يسمح بحصول مجزرة للصامدين في المدينة، وبين التدخل العسكري الذي راهن الرئيس التركي على عدم حصوله وجميعنا يتذكر قوله:” ما هي كوباني؟”.

إنها مدينةٌ مثل غيرها ستسقط ومن بعدها ستسقط القامشلي، ولكن المجتمع الدولي تدخل وبقوة، ولأول مرة في التاريخ تدخلَ قواتٌ غير نظامية (البيشمركة) بلداً لا يعترف بالكرد لنجدة الكرد في بلد ثالث ومن دون إذنه.

إن هذا الدخول، وانْ  كان رمزياً، ولكنه أعطى إشارة بأن الكرد ليسوا لوحدهم و من بعدها كانت القفزة الثانية وهي توصيل مقاطعتي كوباني والجزيرة، والبدء بالعمل على فتح كريدور باتجاه عفرين المحاصرة وهنا جنّ جنون تركيا.

فدرالية روج آفا وشمال سوريا

يشكل إعلان الفدرالية من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية، والبدء بتوزيع المشروع ومحاولة شرحه لمواطني الشمال السوري بكافة مكوناته التجربة الأولى من نوعها في سوريا  والمنطقة، وتختلف عن فدرالية جنوب كردستان من حيث الشكل والمضمون، فهي تعتمد على أساس أن السلطة تنبع من القاعدة إلى القمة، ومكانة المرأة ودورها المتعاظم، وفصل الدين عن الدولة بشكل قاطع، وهذه الفدرالية هي تستند إلى نظريات زعيم الشعب الكردي عبدالله أوجلان، الذي اعتمدها في مواجهة بقية النظريات الرأسمالية واليسارية التي فشلت في المنطقة.

تركيا المحاصرة:

يشكل استعداد الكرد وشركائهم في روج آفا والشمال السوري بإعلان مشروع فدرالية روج آفا والشمال السوري كابوساً لتركيا، ففي حال حصول الأمر وهو شيء قاب قوسين أو أدنى وخاصة بعد تحرير منبج وتل رفعت ومطار منغ العسكري، تكون تركيا قد فقدت حديقتها الخلفية، وستصبح دولة محاصرة من قبل كيانات لا تحمل لها الود، فمن جهة فدرالية الشمال السوري التي لا بد لتركيا أن تأخذ موافقتها للدخول إلى  بقية سوريا والأردن، ومن جهة أخرى إقليم جنوب كردستان إذا أرادت تركيا الدخول إلى بغداد وبقية دول الخليج الفارسي، كما أن هيمنتها على الإقليم نفسه ستزول لأن الكريدور الكردي سيتحول إلى بوابة لإقليم كردستان نحو العالم، وستتحول نقطة سيمالكا إلى بديل عن نقطة إبراهيم الخليل.

لكل هذه الأسباب ستحاول تركيا منع حصول الكرد على ما يبتغونه أو على الأقل تقليل خسائرها، وما إرسالها قواتها إلى جرابلس بحجة محاربة داعش الذي ذاب خلال 4ساعات، ومن دون  أن يترك خلفه جثة لمقاتل أو إحدى من سياراته ذات الدفع الرباعي. دوافع تركيا للدخول إلى سوريا هي عبارة عن ثلاثة دوافع.

1- أن تشكل إسفينا بين كوباني وعفرين، وتمنع بذلك التواصل الجغرافي بين الكانتونات الثلاث.

2- مراقبة الكرد وأن تكون قواتها سيفاً على رقاب الكرد.

3- أن تكون جزءاً من طاولة الحوار وأن تضمن لها حصة من سوريا.

موقف الولايات الأمريكية:

شكّلَ وصولُ باراك أوباما تغييراً كبيراً وخاصة بعد سنوات جورج بوش الدامية والتي نالت من هيبة الولايات المتحدة ومكانتها في العالم نتيجة الحروب الدامية في العراق وأفغانستان، والتي يبدو أن لا نهاية لها، إضافةً إلى الأزمة الاقتصادية التي عصفت لسوء حظ المرشح الجمهوري جون ماكين قبيل الانتخابات الرئاسية. وكان انتصار أوباما كدرس من الأمريكيين للمؤسسة الحاكمة بتغيير الاتجاه  والكفّ عن التدخل السافر في شؤون العالم.

اعتمد الرئيس باراك أوباما منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض على سياسة القوة الناعمة، وكانت بدايته من أستنبول والقاهرة لإرسال رسالة تصالح مع العالم الإسلامي، ومن بعدها نفّذ انسحابا” تاماً من العراق على العكس من نصيحة العسكريين وقرر قيادة العالم من خلال:

  • القوة الناعمة وهي مجموعة من الأفعال والأفكار التي تدافع عن القيم الأمريكية وعن الحرية والعدالة والمساواة!

2-  تشجيع مؤسسات المجتمع المدني وخاصة في الدول العربية، وتدريب كوادر هذه المنظمات ودعمها مالياً، كما حصل مع المجموعات الشبابية المصرية.

  • اعتماد أسلوب القيادة من الخلف، وترك القوى العالمية والإقليمية تتصارع  فيما بينها حول مصالحها المتضاربة، والانسحاب من المَواطِن الخطرة، وجعل العالم كله يحس بقيمة أمريكا والحنين إلى أيام نفوذها بدل الفوضى العالمية.

ونتيجة هذه السياسة كان الربيع العربي وما أن وصل إلى سوريا حتى تحوّل إلى شتاءٍ قارس.

الولايات المتحدة المعروف موقفها من نظام الأسد وشرعيته كانت تكتفي بالدعم اللفظي لفصائل المعارضة السورية المسلحة، ومن البداية ظهر أنها لا تريد التورط عسكرياً على غرار ما حدث في ليبيا، وخاصة بعد مقتل سفيرها هناك،  ونالت بذلك جزاء سنمار، فأحجمت عن التدخل إلا من خلال وكلائها في المنطقة كالسعودية وتركيا وقطر، ولكن بهجوم داعش على كوباني، والموقف الأسطوري الذي وقفته وحداتُ الحماية جعل من تدخلها واجباً لها، إضافةً إلى أنها في صراعها مع داعش كانت تحتاج إلى قوات أرضية متمرسة في القتال الأرضي، ووجدت ضالتها في وحدات الحماية، فبدأت تدريجياً في دعمها وإقامة  قواعد عسكرية لها في المناطق الكردية وسط ترحيب كردي وغير مُكلف سياسياً، فلأن الكرد ليس لهم دولة تحميهم ووجودهم في وسط عدائي يجعل متطلباتهم قليلة على عكس تركيا التي تتعامل مع قضية داعش كرئيس مخفر يساوم الفلاحين الضعفاء على سلامتهم مقابل التنازل عن محصولهم  وإلا فهجمات البدو!

وقد أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (كلينتون) في أحد المؤتمرات الصحفية: إن الكرد كانوا حلفاءنا الأفضل في سوريا والعراق، والوزير كيري أيضاً كانت له نفس النظرة تجاه قضية تزويد الكرد بالسلاح في سوريا رغم  صراخ أردوغان وحاشيته.

روسيا بوتين الجديدة:

القيصر الروسي والذي عاش عصر العظمة السوفيتية وعصر ما بعد الاتحاد السوفيتي، وما حصل من تدهور في مكانة روسيا تحت حكم يلتسين، حاول إعادة أمجاد روسيا القيصرية، وساعدته الظروف العالمية وخاصة انغراس القدم الأمريكية في أوحال الحرب على الإرهاب وانفتاح أوربي على روسيا درءاً لعصبية إدارة بوش، خاصة وزير دفاع أمريكا دونالد رامسفيلد الذي وصف أوربا بالقديمة أو العجوز، وقد ساعد هذا الانفتاح الأوربي على تحسّن الاقتصاد الروسي وخدمته وفرة المال الناتج عن بيع النفط الذي وصل سعره إلى ما فوق140$ كتداعي لحروب بوش والازدهار في الصين والهند أكبر بلدين مستوردين للنفط في آسيا  والعالم، فقام بوتين بتحديث جيشه وضرب به الشيشان والأنغوش وجورجيا وأخيراً انتزاع القرم من أوكرانينا.

نتيجة إحساس بوتين بوجود فائض قوة لديه تدخّل في سوريا عسكرياً، وقام بأكبر استعراض قوة منذ نهاية الحرب الباردة، لدرجة أحسّ فيها كل روسي بالفخر القومي والاعتزاز لعودة روسيا لاعباً رئيسياً في العالم، وقادرٌ على الوقوف بوجه أمريكا، وإن كان هذا الإحساس كاذباً فمن قراءة الموقف الأمريكي التي ذكرناها تواً نجد أن ما تقوم به روسيا هو ما تريده أمريكا منها كدور الشرطي الفاسد مقابل الشرطي الأمريكي الطيب!

وكان مُقدّراً أن تتواجهَ تركيا وروسيا في سوريا، وكان إسقاطُ الطائرة الروسية القشّةَ التي قصمت ظهرَ البعير في 24 نوفمبر من العام الماضي، وكان الردّ الروسي هادئا وسياسياً واستخبارياً، ووجدت تركيا نفسها وحيدة في مواجهة روسيا فاضطر أردوغان لتعلّم عبارة (أنا آسف) بالروسية  ليقولها لبوتين في قمة من الخنوع والإذلال بتاريخ يوم 13 أغسطس، ورغم هذا لم يأخذ شهادة حسن سلوك  تامة رغم الاتفاقات السرية التي يقال بأنه على موجبها تم إنشاء ما تسمى بقوات درع الفرات في 24 آب  التي ما كان لها أن تدخل سوريا من دون موافقة روسية،  وتبادل استخباري، وتنسيق مع النظام السوري عبر روسيا نفسها، أو كما قيل عبر الجزائر، وما يوم الأحداث التي حصلت في الحسكة وذروته 18 أغسطس،  حيث هاجم سلاح الجو السوري أهداف في الحسكة لأول مرة في خمس سنوات من الحرب.

عملية درع الفرات:

ما كان لتركيا أن تدخل سوريا من دون اتفاق مع روسيا التي نشرت أنظمة صواريخ s400 مما يعني أن روسيا أخذت لنفسها مقابلاً وهي مدينة حلب، ووقف الدعم لما تسمى الثورة في سوريا.

إن الاتفاق الروسي التركي يلاقي حتماً ابتهاجاً في دمشق وطهران الخائفتين من تحقيق الحلم الكردي، والذي يوحّد البلدان الثلاثة،  ولن تذرف دمعةٌ إذا ما سَحقت تركيا وحدات الحماية ليس في غرب الفرات بل حتى في شرقه،  ولكن الولايات المتحدة التي يبدو أنها في أجواء الاتفاق وقفت مُعارضة له رغم تفهّمها للمخاوف التركية حسب قول (جو بايدن) الذي كان في زيارة مُتزامنة مع  انطلاق درع الفرات.

مألات الأوضاع في سوريا وروج آفا:

بعد  تنصيب الرئيس الجديد ترامب سيقوم بتغيير شامل للاستراتيجية الأمريكية تجاه العالم، فسنوات التعافي الثماني كافية لإعادة الهيمنة الأمريكية على العالم المُرحِّب هذه المرة، وفي سوريا ستعتمد على الاستمرار في تسليح قوات سوريا الديمقراطية  ومدها بمختلف أنواع الأسلحة، و جعل الاعتراف السياسي بمجلس سوريا الفدرالية على الطاولة، وتثبيته كخيار لشعب روج آفا وشمال سوريا، والضغط على تركيا لسحب قواتها من سوريا، ومنعها من تشكيل منطقتها الآمنة، أو على الأقل الإبقاء على شريط ضيق لا يتجاوز 15كم كضمانة للمصالح التركية في التواصل مع حديقتها الخلفية ( العرب السنة )، وعدم تطويق تركيا بالكامل بجدار من نار، ولكن الغطرسة التي يحملها أردوغان وتملك المحيطين به وتزويده دوماً بالأخبار التي تناسب هواه كأي ديكتاتور قد تقلبُ الطاولةَ على تركيا.

في ظلّ تحقّق البندين السابقين ستحدثُ مرونة  للحزب الديمقراطي الكردستاني  اتجاه الأمر الواقع في روج آفا، وربما يتجه إلى الضغط على أتباعه بالانخراط في مشروع روج آفا  بصيغته الحالية.

تركيا نفسها ستعود إلى السياسة العقلانية إذا ما أرادت الحفاظَ على مصالحها في سوريا والخليج الفارسي.

كاوا رشيد

زر الذهاب إلى الأعلى