المجتمع

 القطاع الصحي في مقاطعة كوباني ” مشفى كوباني”

images kobaniالأحداث والمعارك التي شهدتها وتمرُّ بها سوريا بشكلٍ عام وروج آفا بشكلٍ خاص، أثرت بشكلٍ أو بآخر على كافة نواح الحياة، وعانت البلاد جراء ذلك من أزمةٍ بنيويةٍ ودمارٍ هائلٍ في البنية التحتية الاقتصادية والتعليمية والصحية.

القطاع الصحي نال نصيبه من هذه الأزمة حيث تعرض  بنيته التحتية للتدمير والنهب والسلب من قبل الجماعات الإرهابية والمرتزقة، لكن بعد دحرِّ الإرهاب والإرهابيين من مناطق روج آفا، وخاصةً بعد تحرير مقاطعة كوباني واجهت الإدارة الذاتية الديمقراطية تحديات كبيرة، وعلى كافة الصعد، ولعل أهمها كان على الصعيد الصحي  الذي أثقل  كاهل الجهات المعنية  كثيراً خلال الأزمة، وذلك لجملةٍ من الأسباب الموضوعية، أهمها يتمثل في الحصار المفروض على روج آفا من قبل النظام التركي وأعوانه في المنطقة هو الذي أدى إلى النقص الكبير في المستلزمات الطبية بشكلٍ عام، كما إن البنية التحتية تضررت كثيراً، كذلك وفود عدد كبير من المهجرين من المناطق الأخرى إلى مدن روج آفا، وكانت مقاطعة كوباني الجهة التي استقبلت عدداً كبيراً من مُهَجَّري المناطق المجاورة لها، وحملت على عاتقها تقديم كافة المستلزمات الصحية والعلاجية للمرضى والجرحى،      رغم الضعف الكبير في القطاع الصحي.

 مقاطعة كوباني والتي كانت من أكثر المناطق التي تعرضت للضرر في روج آفا وسوريا، لذا عملت مؤسسات الإدارة الذاتية في روج آفا على الإسراع في تقديم كافة الامكانيات المتاحة في سبيل النهوض بها وإعادة الحياة إليها من جديد بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، وكانت من بين  أولويات الإدارة الذاتية العمل على تطوير القطاع الصحي قدر الإمكان، والاتصال بالجهات الخارجية العالمية لتقديم الدعم والمساعدة.

وبعد جهودٍ حثيثةٍ من الإدارة الذاتية في روج آفا و كوباني ومساعدة بعض الجهات والمؤسسات المدنية، وبجهودٍ من الكوادر الصحية في كوباني، أصبح القطاع الصحي في مقاطعة كوباني يخطو بخطى متسارعة في المجال الصحي، وقد افتُتِحت الكثيرُ من المراكز الصحية والمشافي الكبيرة التي أعتمد فيها أطباء المنطقة على أنفسهم وإمكانياتهم الضعيفة لإنشائها، حيث كان من إحدى ثمار تلك الجهود المضنية افتتاح مشفى كوباني، أكبر مشفى في المقاطعة وأكثرها تطوراً.

وبعد أشهرٍ من العمل الدؤوب والتحضير المتواصل افتتحت منظمة الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة كوباني مشفى كوباني في  23 من شهر أيلول لعام 2016، ساهم مشفى كوباني منذ بداية افتتاحه في تطوير الخدمات الصحية المقدمة للأهالي في مقاطعة كوباني، وذلك لاحتوائه على عدة أجهزة مميزة وأقسام متفرعة مكنتها من القدرة على استقبال معظم الحالات المرضية، والمساهمة بشكلٍ فعالٍ بتطوير القطاع الصحي في المقاطعة عموماً.

المشفى كان الأكبر في المقاطعة، وافتتاحه ساهم بالتطوير والتقدم بالقطاع الصحي في المقاطعة نحو الأفضل.

وإلى جانب مشفى كوباني تم ترميم وتهيئة أربع مستشفيات أخرى، ومستوصف للهلال الأحمر الكردي، كما أنه توجد في قرى المقاطعة 6 مستوصفات تقدم الخدمات الصحية لأهالي المقاطعة بإشرافٍ من منظمة الهلال الأحمر الكردي ودعمٍ من هيئة الصحة في المقاطعة.

ويتميز مشفى كوباني بأنه الوحيد الذي يحتوي على عدة أجهزة متطورة لا تتواجد بباقي مشافي المنطقة، ومن هذه الأجهزة، جهاز الطبقي المحوري. كما أن المشفى يقدم لجميع مراجعيه ومرضاه الأدوية والخدمات الصحية بالمجان، لذلك فإن المشفى أصبح الوجهة الأساسية لأهالي كوباني وعموم المنطقة، من منبج وحتى كري سبي (تل أبيض)، حيث يقصد المشفى في اليوم أكثر من 50 مريضاً بمختلف الحالات.  وتضم المشفى أقساماً متعددةً حيثُ  تتألف من 10 أقسام رئيسة، أولها قسم الإسعاف الذي يعمل داخله 4 أطباء 2 منهم يناوبان في المشفى، وقسماً للعمليات والذي أجرى منذ البدء بالعمل وحتى الآن 59 عملية جراحية لمختلف الحالات المرضية من بولية، جرحة عامة، أذن، وعمليات عظمية وغيرها من عمليات بسيطة.

وقسم الأشعة والذي يضم غرفة جهاز الطبقي المحوري، الجهاز الذي لا يتواجد في مشافي المنطقة، حيث يعمل على استخدامه طبيبٌ اخصائي في قسم الأشعة، إلى جانب طبيبين آخرين, وتوجد في قسم الأشعة غرفة للتصوير العادي ويعمل به 3 موظفين.

أما قسم المخبر والذي يعمل لمدة 24 ساعة متواصلة، يعمل فيه طبيب اخصائي وممرضتان, كما يوجد في المشفى قسم لتعقيم الأدوات التي تستخدم في معالجة المرضى.

وفي المشفى أيضاً قسمٌ خاصٌ للأطفال  يتضمن 18 سرير، يعمل فيه طبيبان مختصان بأمراض الأطفال وممرضتان، يوجد داخل القسم غرفة لألعاب الأطفال.

فيما ويضم المشفى قسماً للعناية المشددة يحوي4 أَسِّرّة, وفيه قسمٌ للرعاية الصحية خصصت إدارة المشفى 18 عامل بالإضافة إلى 3 ممرضات للاعتناء بمرضى القسم.

أما باقي أقسام المشفى فهي كل من قسم الداخلية، قسم الصيدلية والذي يقدم الأدوية بالمجان، قسم القبول يضم أرشيف المشفى.

وتعمل أقسام المشفى جميعها بتنسيقٍ منسجم، حيث تعمل جميع الأقسام 24 ساعة وتقدم كل ما يقع على عاتقها للمرضى المقبلين على المشفى.

المشفى أصبح الوجهة الأساسية لأهالي المنطقة، وقد عالج حتى الآن أكثر من ألفي حالة مَرَضية.

ويستقبل أطباء المشفى والذين يبلغ عددهم 27 طبيباً إلى جانب 30 ممرضة وممرضاً العلاج لأكثر من50 حالة في اليوم الواحد.

 ويعمل مشفى كوباني على التنسيق مع المستوصفات والمشافي في المدينة، حيث تعمل المشافي الأخرى والمستوصفات على استقبال الحالات المَرَضية البسيطة فيما يقدم المشفى بدوره العلاج للمرضى الذين يعانون من حالات عصيبة وخطرة، إضافةً إلى تقديم بعض الخدمات الأخرى مثل التصوير على جهاز الطبقي المحوري وغيرها من العنايات الأخرى.

وقد قدم المشفى حتى الآن الخدمات لأكثر من 2002 حالة مرضية من أهالي المنطقة، بالإضافة إلى إجراءه 59 عملية جراحية.

وبالرغم من أن أوضاع المشفى في أحسن حال من نظيراتها في المنطقة، إلا أنها ما تزال تفتقر لبعض الحاجات الأساسية، فمن جهة لا يملك المشفى كافة أنواع الأدوية التي من شأنها تلبية حاجات المرضى جميعهم، ومن جهة أخرى فإن مشاكل الكهرباء ما تزال قائمة في المشفى،

ومن جهتهم يناشد الطاقم الطبي في المشفى المنظمات العالمية والجهات المعنية لتقديم المساعدات للمشفى، مؤكدين بأن المشفى وبعد افتتاحه ساهم بتطوير القطاع الصحي في المقاطعة، وقد عَبَّرَ أهالي المقاطعة عن فرحتهم بافتتاح المشفى.

زر الذهاب إلى الأعلى