المجتمع

العامٌ الدراسي الجديد وما يخبئه وراء حلته

dbistan-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac dbistan-%e2%80%ab1%e2%80%ac dbistan-%e2%80%ab29740425%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac images-1 imagesتقرير: سيدار رمو

ما لاشك فيه أن السنة الدراسية الجديدة عندما تحل علينا تكون قلوبنا مليئة بالفرح بعدما مرغت في طين الحنين ويجتاح مشاعرنا الشوق لذكريات وشقاوة مضت.. جميعاً كنا طلاباً ومارسنا حقنا في بيتنا الثاني “مدرستنا” من شقاوة وهفوات إلى جانب إبداء الاحترام واستقبال الثقافة والمعلومات.. فمتى ما كان العام الجديد يأتي بحلته الجميلة وكأنه إلهة نزلت من أعالي السماوات حتى هبطت معها قلوبنا وغمرت بنسمات السعادة والفرح، لا أظن أن هذه المشاعر ستتغير في هذه السنة أيضاً فتختلف عن الأحاسيس التي كانت تخيم علينا منذ سابق السنوات والأعوام.. فالسنة الدراسية الجديدة ها هي مقبلة علينا، والناس يستقبلونها بحفاوة على الرغم من ظروفهم المعيشية الصعبة والوضع العام المتأزم، حيث هذه المدارس تفتح آفاق المستقبل أمام فلذات الأكباد الذين يتحضرون للمستقبل فيتخرج منهم الطبيب والمهندس والمعلم فيبنون معهم الوطن بنواحيه الملموسة والأمة بمرتكزاتها المعنوية، ويكونون بذلك العمال الكادحون لخدمة الوطن وأبنائه، ومع قدوم العام الجديد أردنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي توضيح صورة العام الدراسي الجديد ولنا هذا التقرير بالخصوص:

بانتهاء العطلة الصيفية وحلول العام الدراسي الجديد تأتي إلى المدينة ليتعلم أطفالها.

مواطنة قدمت من القرية ليدخل أطفالها مدارس مدينة قامشلو ويتعلموا بلغتهم الأم، طفلها الكبير سيلتحق هذا العام بالصف السادس والثاني بالصف الثالث أما طفلتها البالغة من العمر 6 سنوات فستكون طالبة الصف الأول أي أنها حديثه العهد في شأن المدرسة والتعليم. فتقول الأم هيفين أنها تقطن مع زوجها وأطفالها الأربعة وعائلة زوجها في إحدى القرى التابعة لمدينة جل آغا، لكن كل أقربائهم وعائلتها هي وأخوتها يقطنون قامشلو وبحكم أنها ليست غريبة عن ثقافة المدينة فإنها تقدم إلى المدينة ما إن يبدأ العام الدراسي الجديد وترحل إلى القرية في العطلة الصيفية، وبذلك تتيح لأطفالها إمكانية استمتاعهم بطفولتهم، وتعبر هيفين أنه في القرى يستمتع الأطفال بطفولتهم يستمدون منها ما يلزمهم من طاقة لنموهم ويتشربون فيها ثقافتهم الأصيلة، لكن هيفين تجد أن فرق التعليم في القرية والمدينة واضح فقريتهم ذو غالبية عربية لذا لم تدخل اللغة الكردية في منهاجها، وهي بدورها تريد أن يتعلم أطفالها بلغتهم الأم لذا تأتي بأطفالها إلى قامشلو ليتعلموا بلغتهم الأم.

تقول هيفين أنها مثل كل سنة تحضر لأبنائها الاثنين وقد انضمت إليهم هذه السنة ابنتها التي لابد من شراء الحقيبة لها بالإضافة إلى اللوازمالمدرسية من قرطاسية وغيرها، لكن هيفين تتساءل عن الزي الذي لابد لأطفالها ارتداءه في المدرسة؟

بكل محبة سندخل إلى صفوفنا ونعلم طلابنا

أما معلمة اللغة الكردية بيريفان مراد التي تدرّس اللغة الكردية على مدار 3 سنوات وأخضعت صيف هذا العام لدورات مكثفة في معهد فيان أمارا بمدينة قامشلو حول المنهاج الجديد الذي أعدته هيئة التربية في الإدارة الذاتية الديمقراطية تقول:

اللغة حاجة ضرورية مهمة في حياة الإنسان لا يمكنه الاستغناء عنها فهي أهم طرائق التواصل بين الناس لذا تعتبر هوية الشعوب، وأنا بصفتي معلمة للغة الكردية أذكر لصحيفتكم أنهوبدخولي في السنة الأولى للمدارس تعرضت وسائر معلمات اللغة الكرية من زميلاتي لعدم التقبل واللغط وسوء التصرف في بعض الأحيان، لكننا وعلى الرغم منه استمرينا في عملنا وقمنا بتعليم أطفالنا وطلابنا لغتهم الأم. هذه السنة مرحلة جديدة بالنسبة إلينا حيث نعلم طلابنا باللغة الكردية من الصف الأول حتى السادس، ومعنوياتنا عالية بهذا الصدد وبكل إيمان ومحبة سندخل إلى صفوفنا ونعلم طلابنا ونتعامل معهم بكل تواضع ومرونة لنبني شخصياتهم المتحضرة والمثقفة أما طلابنا الذين يعتبرون أطفالنا يتسابقون في دراسة لغتهم وكلٌ منهم يحبذ أن يكون الأول في دراسته من بين أقرانه.

تحضيرات السنة الجديدة في مراحلها الأخيرة

وبدورها كلناز أحمد عضوة لجنة إدارة المدارس العامة تحدثت لصحيفتنا بالقول: “على أساس الأمة الديمقراطية نقوم في سلك التعليم والتدريب بعملنا الذي يتطلب الكثير من الجهد والمتابعة لتغيير الذهنية، التي لابد من البدء بالطفولة مروراً بالشباب وصولاً إلى الكهولة، فأطفالنا مستقبلنا وشعاع ينطلق منه تطوير مجتمعنا، وارتباط منهاجنا الموضوع بخبرات أكاديمية كل الارتباط ضرورة لابد للالتباس فيها. ومع الزمن واكتساب المعلمين التجربة ستأخذ مناهجنا مجراه التعليمي الصحيح.

هذه السنة التعليم باللغة الأم من الصف الأول حتى السادس يضاف إلى المناهج بعدما فٌتحت دورات مكثفة للمعلمين بغية إعدادهم وتأهيلهم لتدريس المنهاج الجديد للمكونات الثلاث الرئيسية كلٌ بلغته الأم ليحافظ على ثقافته وهويته مع تقبل وجود جيرانه من المكونات الأخرى.

تحضيراتنا للسنة الجديدة يمكننا القول أنها في مراحلها الأخيرة فكتبنا جاهزة متوفرة إلى مستوى جيد وتم إعداد المعلمين عبر دورات صيفية مكثفة حول المنهاج الذي يدرسونه إلى جانب انتقاء كل معلم حيوي ونشيط ليتم فرزه في المدارس، وهذا لا يعني أنه لا صعوبات تعترضنا على العكس نحن الآن نواجه المشاكل التقنية في المدارس من “نوافذ ومقاعد وما إلى ذلك” بالإضافة إلى الزي الرسمي الذي تناقشنا حوله كثيراً ولا زال قيد النقاش، فالزي وما لاشك فيه يجب أن يتناسب ونفسية الطفل كي لا يؤثر على سلوكه وتصرفاته مستقبلاً وأمر أخر يتوجب ذكره حيث تم إلغاء كل عمل أو نشاط يدفع الطفل إلى تقديم قيمة نقدية من النقود، كما دار ناقشنا بيننا حول الزي وإمكانية تقديمه للطلاب بدون مقابل.

ونوهت أحمد إلى الزي وإمكانية ارتداء ما هو موجود لدى الطفل من الثياب باعتبار أن الزي الرسمي ليس جاهزاً هذه السنة.

وأشارت أحمد مشكلة أخرى اعترضتهم في بداية السنة تتمحور حول الطلاب الناجحين إلى الصف السابع حيث لم يتم قبولهم من قبل مدارس النظام في البداية لكن بعد محاولات متكررة تم الوصول إلى نتيجة تقتضي بإرسال الأوراق المتعلقة بالطالب الناجح إلى الصف السابع ليكمل دراسته.

وتوجهت كلناز أحمد في نهاية حديثها بنداء إلى جميع الأمهات والآباء بالقول: “أنتم مشروعيتنا ومصداقيتنا وليكن لكم محاولات في تغيير الذهنية المفروضة علينا، وادعموا أطفالكم في مسيرتهم التعليمية”.

ولنا في الختام كلمة

أطفالنا اليوم يعيشون ما عشناه في الأمس وفرصتهم في تعلم اللغة الأم أقوى من فرصنا فهاهم يستقبلون عامهم الجديد.. فلنكن لهم عوناً وندعمهم ولنمسح معاً على جبينهم ونحفزهم على الدراسة ليكونوا عوناً لنا ولوطنهم في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى