المجتمع

الزواج على الطريقة الفيسبوكية

zewaca-zarokaتقرير: حسينة عنتر

الزواجُ هو سُنّة الحياة وهو أساسُ النموّ وارتقائها,  وتختلف الشعوبُ في مختلف المعمورة بعادات وتقاليد وقوانين الزواج, فهي متعددة وتتبع للبلد حسب عُرفه، ولعلّ المتطلّع لواقع روج آفا في الآونة الأخيرة، ولا سيّما الجانب الاجتماعي سيرى أن الوضع اختلف كثيراً منذ بداية الأزمة السورية حتى وقتنا الحاضر, والمتابع لحيثيات الواقع الاجتماعي والعادات والأعراف التي كانت سائدة قبل الأزمة السورية وتشعبها على امتداد هذه الأزمة

  سيجد أنّ الكثير من هذه العادات قد تغير, وكأنّ الحربَ طالت المجتمع لتُشوّههُ  مما زاد من الطين بلّة, ومنها عادات الزواج والتي اختلفت فيها شروط الزواج حسب مقتضيات المرحلة التي كانت معروفةً من قبل حيث المتقدم للزواج يجب أن يُشترطَ فيه شروطٌ تؤهلّه للزواج، حيث أن ُ

عملية الزواج تدخل مراحلَ عدّة, تبدأ أولاً من زيارة النساء ويشترط أن تكون الأخت والأم, وإذا أُعجِبا بالفتاة فستُكرّر الزيارة كي يرى الشاب الفتاة واذا أعجبته فكلٌ منهم يستفسر عن الآخر من خلال الأسئلة والاستفسارات تدور بين العائلتين ثم تأخذ عائلة العريس أو الشاب جاهةً معها لتتفّقَ فيما بينها ومن ثم تتم الخِطبةُ ومراسم كتب الكتاب والحنّة ثم أخيراً الزواج، ولكن هذا كلّه بات في النسيان، وتغيّرت شروطُ الزواج من جميع جوانبه وخاصة في مناطق روج آفا, وذلك لاختلاف الأسباب ولا سيما الوضع المادي وفقدان فرص العمل بالإضافة إلى الغلاء الشديد الذي تشهده المنطقة بشكل عام وهجرة الشباب إلى أوربا وتداول التجّار لعملة الدولار وما إلى ذلك … مما أدّى ذلك إلى اختلاف النتائج على الأغلب سوءاً وانتشار آفة النتّ وتفكيك الروابط الأسرية وتغيير في عادات الزواج السائدة وأصبح الزواج على الطريقة الفيسبوكية, والتعرّف على الفتاة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وحالات كثيرة من هذا النوع, ففي حي المزرعة بقامشلو سافرت فتاةٌ مع أخيها القاصر إلى ألمانيا, وأثناء رحلة السفر تعرفتْ على شابٍ وأخبرت والديها بذلك وعندما وصلا إلى المانيا جاءت عائلة الشاب الغير موجود في قامشلو إلى عائلة الفتاة والغير موجودة أيضاً وتمت الخطبة غيابياً, وبعد فترة قصيرة تم الشجار بين العائلتين بسبب الشجار القائم بين الخطيبين، وأّدّى ذلك إلى الانفصال. ونعرض للقاريء العزيز حالةً أخرى, فتاة من حي قناة السويس في السابعة عشر من عمرها أي تعدّ قاصراً خُطبت لشاب في النمسا وعائلة الشاب تسكن في مدينة استنبول بتركيا, ورأى الشاب صورتها عبر الهاتف وكذلك الفتاة و جاء أقارب الشاب لخطبتها وتم الاتفاقُ بينهما, وتقول العروس: بعد فترة من الزمن ذهبت إلى تركيا بصورة غير قانونية، ولاقيتُ صعوباتٍ كثيرةٍ حتى وصلت إلى بيت عمي أي والد العريس لإجراء المقابلة وإتمام أمور السفر, ولكن حدث ما كان غير متوقّع تماماً, فقد لاقيت التعذيب والكلام الجارح والمُهين من قبل أفراد عائلة خطيبي وكذلك الضرب من قبل والده, وبالحيلة والخديعة تم انتزاع مجوهراتي, وهذه الحالة بدأت بالازدياد حتى منعوني من الاتصال بأهلي, وطاف الكيل ولم أعد قادرةً على التحمّل فأخبرت خطيبي بالأمر فدُهشت بالجواب لأن الكلامَ وصله بطريقة أخرى منافية للحقيقة تماماً, وهذا ما زاد في الطنبور نغماً وأصبح الحال لا يُطاق وتم الشجار بيننا فطردوني، وأنا لا أملك أجرة العودة. هناك حالة ثالثة من القرى التابعة لمدينة تربسبيه, تم التعارف بينها وبين الشاب عن طريق الهاتف فالشاب سافر إلى النمسا وعن طريق المراسلة تمت الخطبةُ بينهما وقامت عائلة الشاب بإتمام اجراءات لمّ الشمل وسافرت الفتاة إلى خطيبها أو بالأحرى تم تصديرها, وبعد فترة وبعد معاشرة الفتاة لزوجها عن قرب لامست لديه عادات سيئة واكتشفت بأنه مريض نفسياً واستمرار الحياة معه مستحيلة ولها عواقب وخيمة وقررت الانفصال عنه, ولكن كان ردّه عكسياً ورفضه قاطعاً, وتقول: ولحسن حظي كان أخي يسكن في النمسا وقد هاجر إليها قبلي ونصحني بضرورة تدخّل البوليس النمساوي لحل المشكلة وكانت النهاية نحو الطلاق, وما يثير الاشمئزاز هو مطالبة أهل الزوج بمصاريف السفر وأجرة وصول ابنتهم إلى نمسا غير مُبالين بما فعلوا هم بالفتاة ولم يخبروها ولا أهلها بحقيقة ابنهم المريض. أيها القارىء العزيز هذه الحالات من الزواج التي كانت نتيجتها الفشل حتماً ولربما تكون جزءاً بسيطاً من حالات أكثر تعقيداً وصعوبةً وتجلب المآسي للعائلتين وسقوط الفتاة نحو الهاوية, وبالتالي تكون قد ظلمت نفسها من جهة ولم يرحمها المجتمع الذي من حولها من جهة أخرى, فبرأيكم َمن الجاني ومن المجني عليه؟ هذه الحالات من الزواج أصبحت سائدة بشكل غير معقول في مجتمعنا مجتمع روج آفا, وأغلبية الأعراس تتم من دون أن يكون العريس موجوداً ويتم تصدير العروس إليه وللأسف  هذا هو الواقع………..؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى