مقالات

الذئاب وأحفادهم، شراهةٌ وضراوة…؟!

ebd-ruhman-niviskarعبد العزيز عبد الرحمن – إذا رغبت في أن تكون أكثر كمالاً ومعرفةً ” إنساناً” عليك أن تتحدث وتحاور من يختلفون معك ..؟!

ماذا يجري للبشر؟ إلى أين يتجهون ؟ ما مصيرهم؟ ألا يشهد الواقع لمرورهم بمرحلة نصف الجنون الجماعي!!

الزمرة المجنونة تلعب بالنار في محيط مليء بالمواد الحارقة والمتفجرة منها السلطة, المال, الدين، المذهب، السياسة العرجاء، وأساسها الأنا الماكرة.!

وعندما يحاول العقلاء الذين لم يقفدوا منعهم مهما كلف الثمن فإن المجانين مكراً يصرخون بصوت عالٍ لا تقتربوا … سنحرق كل شيء…!؟

فالانتشار السريع والكبير لعادات التوحش من صفة “الأنا” كالتدمير عكس البناء يدفع العاقل للقيام بتحليل الحدث لماذا هذا؟ وكيف لنا الجماعة المقاومة والدفاع؟

لماذا ينتصر الشر بسهولة رغم كفاح الخير المستميت؟ لماذا لا يتفاهم البشر دون مكر فيما بينهم؟

ما الذي يجعل عند البعض “الخير- شراً” لماذا لا يستطيع الإنسان المفعم بالحب والخير أن ينتصر؟ رغم هذا التطور الكوني الشامل ويلعب دور الفاشل والعقبة عديم الفائدة في سيرة هكذا مجتمع متباعد.!!

إلا يوجد أمل وحل؟ مهما كان ضعيفاً لإيقاف هذه الصيرورة المدمرة لكل جميل. ؟!

عفواً … الإمثلة لا تعد ولا تحصى منذ بدء تاريخ البشرية وليومنا ظهر المناوؤن لهذه الصفة “القبيحة الماكرة”.

الأنا المنافقة منهم المصلحون والفلاسفة وختمت بالأنبياء والرسل وإستمرار الاجتهادات لدحرها دون جدوى.

نعم يوجد بقتل ودفن القضاء على ذهنية “الأنا” المتجذرة في الفرد دون مساومة وخلق “النحن” المجتمع الأخلاقي وهذا أمل الخيرين العقلاء وهم أدرى كيف ولماذا؟

بمناسبة هذا الحدث الجلل والذي داهم البشر قتلاً وحرقاً وتدميراً؟!

في جبال باكور كردستان بقرية وأنا طفل زائر سمعتهم يتكلمون عن ” الذئب” وحشيته, طمعه، غدره، حيله، وجشعه في القتل مخالفاً أنداده من المفترسين، وفي أحدى الصباحات استيقظنا على هرج ومرج بسبب اقتحام ذئب حظيرة للأغنام وقد خلف وراءه “مجزرة” قاتلاً العشرات كبيرها وصغيرها حينها صدمت وسألت لماذا فعل كل هذا؟

فواحدةً تكفي جوع مجموعة منهم! وكان الجواب إنها طبائع الذئب القتل للقتل..؟!

ولآن نعيش هذه الحالة وكل بفعل البشر وأخص روج آفا شمالي سوريا أغلب مدنها وأخص كوباني البطلة ومنبج المحررة وقامشلو مؤخراً وبعد الحدث في قامشلو استطلعت وإذ بي أمام تلك اللوحة المحفوظة في ذاكرتي “حدث الذئاب في القرية ” متسائلاً هل وصلت الذئاب إلى هنا؟ نعم وتذكرت أيضاً لماذا اختار ” ماكروا” الأتراك “الذئب رمزاً لهم” ؟!

وقارنت بين الذئب الوحشي وبين الفاعلين هنا من أشباه البشر نعم إنهم أحفاد الذئاب ” البشر الماكرون” والذين لا حب في قلوبهم.

أيها العقلاء الخيرون “المتحابون” تكاتفوا, تضامنوا, توحدوا” لا تفرقة ” ابنوا سياجاً من فولاذ حول كل فرد ماكر فهم ذئاب كي لا يتكرر الحدث ونندم، إن ما فعله هذا الوحش تكراراً دمار وقتل دماء دماء وكأنها القيامة وصفاً كما ذكر في الكتب المقدسة..!

وللتذكير… إن البشر قديماً وفي الحالة الاجتماعية عملوا مشتركين بتأمين حاجاتهم من دفاع وزراعة وتدجين للحيوانات نجحوا في بعضها وفشلوا في غيرها، ومثالاً ورغم أن الكلب والذئب من ذات الفصيلة الواحدة كما البشر من فصيلة واحدة، بقي تدجين الكلب “نافعاً” وبقي الذئب “ضارياً” وهكذا البشر …!!

لذا.. وعبر التاريخ لم تنجح عملية تدجين الماكر وبقيت الأنا الماكرة بداخله وبطرق غير أخلاقية كان الأول في كل شيء سلطة, مال، وسيبقى يفرق ليسود ويدمر ويقتل.

فالماكر بشراً أو حيواناً “سواء”

وما يقوم بفعله هؤلاء الذين دمروا وقتلوا خارجين عما أراده الله للبشر الحب والجمال والعمار بينما هم يزرعون الكره والدمار وهم وأعمالهم “قبح” يحرقون البشر والشجر والحجر كما يفعل سليلهم اردوغان وأشباهه؟ آمراً مرتزقته، والأحدث من أعمال هذا الذئب طائراته الحربية تدمر مراقد الشهداء في باكور كردستان وكذا المدن والطبيعة وهاهم أمثاله السواد شعارهم والرايات السوداء كقلوبهم، وكذا الذئب أسود في لونه وعمله وغريزته وكذلك هؤلاء المنتمون “شكلاً” فقط للبشر فحذار حذار أيها البشر من الماكر والمكر….!

زر الذهاب إلى الأعلى