تقارير

الدور التركي في المنطقة ( بين سخط المواطن و ترحيب المو- واطن)

rojavaتحقيق : مصطفى عبدو

تلعب تركيا دوراً تدميرياً وتخريبياً في المنطقة والعالم، من خلال ممارساتها القمعية العنصرية وتمسكها بأذرعها الإرهابية أمام مرأى ومسمع العالم كله ، وهذا لم  يعد خافياً على أحد، وما يحدث في سوريا والعراق خير مثال على ذلك ، وهو جزء من مشروعها الكوني التوسعي، فإلى أين تسير تركيا بشعبها وبالمنطقة! و بنظرة وقراءة للدور التركي التخريبي في المنطقة، وأهدافه ونتائجه المستقبلية الكارثية على المنطقة، سنجد بأن أولى بذور الدور التخريبي التركي بدأت منذ اللحظات الأولى من بدأ ما يسمّى بالربيع العربي (ربيع الشعوب)، حيث لعبت تركيا دوراً قذراً في دعم ومشاركة إرهابيي داعش والجماعات الرديفة وزودتهم بجوازات سفر (ارهابي يسمح له بالدخول) إلى جانب دعمهم بالسلاح والعتاد والأموال، ولم يغب عن بال الأتراك شراء ذمم البعض من ساسة الكرد والذين سرعان ما أعلنوا عن ولائهم المطلق للترك، بالمجمل نستطيع القول إن لتركيا دوراً مباشراً ورئيساً في الأزمة السورية، وحتى هذه اللحظة، فماذا جنت سوريا من تركيا؟

–  يقول قائل إن الدور التركي هو لأهداف متنوعة منها إعادة الأمجاد العثمانية ونشر بذور الطائفية البغيضة بين مكونات المنطقة وإشعال الحرب الطائفية في سوريا  والمنطقة وتفتيت المجتمع عرقياً وطائفياً وإضعافه لأجل الحفاظ على نظامها مستقبلاً.

 فالعبث التركي مستمر بشكل ملفت هذه الأيام وذلك إن تركيا فقدت أعصابها تماما، وجن جنونها وهي ترى الفشل يتبعه الفشل على الصعيد السياسي والإعلامي إقليميا ودولياً، المشروع التركي يتدحرج سريعا نحو الفشل و نهايته حتمية.

وحول الدور التركي في سوريا والمنطقة بادرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي باستطلاع رأي عدد من المواطنين ودونت آراء بعضهم، وإليكم ما تحدّث به بعض المواطنين:

هدف تركيا هو مستعمرات اقتصادية تابعة لها

حجي بشير عضو اتحاد المثقفين في مدينة قامشلو:

إن تركيا لا تحتاج إلى ضوء أخضر في المنطقة، حيث أن لديها مشروع تعمل على إنجاحه مستغلة الفراغ الموجود في المنطقة، وتعمل على ملئه سواء في العراق أو سوريا، كما حاولت في دول أخرى خلال الفترة السابقة ، مضيفاً إن تركيا تعاملت مع الثورات في المنطقة(الربيع العربي) بشكل ديني، حيث حاولت أن تصبغها بصبغة دينية ولجأت إلى دعمها ومساندتها بشكل أو بآخر.

وأضاف :إن التدخل التركي في المنطقة هو احتلال سافر ومستنكَر من قبل جميع الوطنيين والشرفاء ولتركيا هدف أساسي لهذا التدخل وهو بقاء  الكرد مشتتين وليكونوا دوماً تحت سيطرة الدول القوموية اجتماعياً واقتصادياً كما يحدث للكرد في جنوب كردستان اليوم، وبعبارة أوضح تركيا تريد مستعمرات اقتصادية. الأمور أصبحت واضحة فتركيا اليوم دولة بلا تاريخ وجلّ هدفهم طمس هوية وتاريخ الكرد لتجلس على عرش التاريخ الكردي، وتقول نحن أصحاب هذا التاريخ، ولكنهم لم ينجحوا، وهناك مثل كردي وعربي يقول من ليس له أول ليس له ثاني، فنحن َمن صنعنا التاريخ وشيدنا أول مسكن للبشرية بحفر الكهوف وعلّمنا الإنسانية الكتابة والزراعة لأننا أصحاب تاريخ عظيم.

ونوَه حجي بشير : إن تركيا لديها مشروع سياسي ممتدّ من زمن أتاتورك، وبالتالي ليس مشروعاً جديداً، وإنما استمرت تحت عباءة الفكر المذهبي، خاصةً في العراق وسوريا التي تعد في غاية الأهمية بالنسبة لتركيا، مشيراً إلى أننا نجد الآن في تركيا تركيزاً قوياً عبر إعلامهم أن الموصل وحلب مرتبطة بها تاريخياً وقومياً، ذاكراً أن سوريا وتحديداً حلب وكذلك الموصل خط أحمر بالنسبة لتركيا باعتبارها بُعداً قومياً واستراتيجياً، وهناك مقابلات شخصية مع شخصيات سياسية في الجامعات التركية يقولون في أبحاثهم أنهم يسعون إلى إقناع الشعب التركي أن تدخلهم في الشؤون السورية والعراقية ليس تدخلاً خارجياً، وإنما قضيتهم لا تقل أهمية عن قضايا تركيا الداخلية، وهم يعملون بجد وحرص على تحقيق ذلك.

تركيا تستنزف نفسها في سوريا والعراق

أحمد العلي-كاتب

علّق قائلاً: التدخل التركي في روج آفا ما هو إلا لوقف تمدّد النفوذ  الكردي، وهي تتخوف من تمدد الفكر الديمقراطي القائم على التعددية                                                                                                                                                                                            والتشاركية ومحاولة أخيرة منها لكسر إرادة الشعوب المتعايشة في المنطقة، وأضاف العلي: إن قضية تركيا قضية شائكة، وهي الآن تستنزف نفسها بنفسها على العكس مما تطرحه من مخططات توسعية، حيث تسعى إلى بناء إمبراطورية على حساب المنطقة وتحديداً دول الجوار من خلال زرع الفتن الطائفية، مضيفاً أن تركيا هشة داخلياً، وفيها مكونات  مضطهدة ، وإن تم دعم هذه القوميات بفعل مضاد وبشكل إيجابي ومادي ومعنوي، خاصةً إذا أدركنا أن تركيا تستنزف نفسها في سوريا والعراق، وهي الآن لم تعد قادرة على تحمّل تكاليف إنشاء الإمبراطورية، مشيرة إلى أن تركيا ليست بتلك القوة المرعبة التي وضعت أمامنا.

الأنظمة في المنطقة كلها هشّة وغير قابلة للتطور ، وهي لم تتسلّح يوماً بالمواطن

توفيق سليمان:

ومن جانبه يتحدث الشاعر توفيق سليمان…. إن الرؤية أصبحت واضحة، حيث هناك لاعب إقليمي ولاعب دولي، ولاعب أيضاً من الداخل السوري ، مضيفاً أنه إذا كانت هذه “السيناريوهات” معدة منذ ما يزيد على (100) عام، مبيناً أن محور المؤامرة موجود مهما حاولنا تغطيته، وأن وجود هذه المؤامرة يعود إلى أن  الأنظمة في المنطقة كلها هشة وغير قابلة للتطور ، وأن هذه الأنظمة لم تتسلح يوماً من الأيام بالمواطن حتى تجعله محور التنمية ومحور القوة، مؤكداً على أن هذه الأسباب الحقيقية هي التي جعلتنا نكون دائماً في موقع الصراع في كل المناطق العالمية، وتساءل ” أبو سليمان”: أين يقع الخلل في المنطقة؟، هل يقع الخلل في المواطن وعقليته؟، أم هو خلل في الأنظمة ؟ أم في السياسة؟، أم هو خلل في الزعامات؟.. كيف يمكن أن ننظر إلى شعوب المنطقة وموقفها مما يحدث؟، خاصةً شعوب تلك الدول التي لم تقع فيها ثورات بشكل واضح؟، وهل تعتقد أن وعي الشعوب اليوم كافٍ لمشاهدة ورؤية ما يحدث على الأرض أم هي ضحية الأحداث؟، لافتاً إلى أن الأزمة الحقيقية التي لا تستطيع تفسيرها هي أزمة المواطن وأزمة السلطة وأزمة تاريخ وجغرافيا.

تركيا تريد أن تكون لها موطئ قدم وتأثير على منطقة الشرق الأوسط

راكان شيخي مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية أفاد:

إذا عدنا إلى بدايات الثورات في المنطقة أو ما يسمى بثورات الربيع العربي نلاحظ بروز دور تركيا فيها بشكل لافت ورغبتها في إدارة المنطقة واحتواء بعض الأطراف ليعملوا تحت مظلتها.

ويؤكد “شيخي” على وجود لاعبين جُدد يعملون على تغذية الصراع في المنطقة، مبيناً أن الولايات المتحدة وروسيا هما اللاعبان الأساسيان في العالم، حيث نجد أن روسيا استطاعت أن تظهر من خلال الأزمة السورية بثوب جديد واستعادت سيطرتها وهيبتها كقوة عظمى موازية للولايات المتحدة الأمريكية، وتريد أن تحافظ على موطئ قدم في الشرق الأوسط، وتريد أن تستفيد من الأزمة السورية ومن الأزمات الموجودة في العالم العربي للتفاوض في مسائل أخرى عالمية خارجية مثل قضية “أوكرانيا” وتوسع “حلف الناتو” شرق أوروبا والعقوبات المفروضة عليها، مضيفاً أن القضية والأزمة السورية تعد ورقة روسية تلعب بها في قضايا سياسية أخرى خارج المنطقة.

وتركيا اليوم أصبحت من أهم اللاعبين الجدد حيث نرى منذ قدوم “أردوغان” لرئاسة الدولة، وبعد رفض الاتحاد الأوروبي انضمامها إليه، أرادت أن تكون لها موطئ قدم وتأثير على منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سوريا كونها بوابة الشرق الأوسط، مضيفاً أن تركيا تعمل على الهيمنة على دول المنطقة، وأصبحت الآن تحاصر العالم العربي من خلال: العراق، سوريا، وكذلك تبنت المنظمات الإرهابية, أصبحت تركيا الآن من اللاعبين الجدد التي دعمت لتحقيق غايات آنية دون التفكير في الجانب المستقبلي البعيد، ومن جهة أخرى تحدث شيخي عما تقوم به تركيا من بناء جدار عازل على طول الحدود ومصادرة ممتلكات المواطنين بأنها لجأت إلى ذلك بعد الانتصارات التي حققتها وحدات حماية الشعب ومقاتلي جيش سوريا الديمقراطية

ما يحدث في الشرق الأوسط كان مخططاً له

وتطرق “شيخي” الى تعاملنا مع الأحداث ، موضحاً أن ما حدث  ويحدث في الشرق الأوسط كان مخططاً له منذ فترة طويلة جداً ؛ بهدف إعادة تشكيل  وترسيم خريطة المنطقة من جديد، لتتماشى مع “أيديولوجيات” ومخططات تستهدف شعوب ودول المنطقة، مضيفاً أن التعامل مع أسباب الثورات هو الاختبار الحقيقي لحكومات المنطقة، وتحديداً الاستبداد السياسي والفساد المالي والإداري والبطالة.

وأضاف:

تركيا تتحاشى إسباغ مضامين طائفية على حركتها السياسيّة في المنطقة، كما أنّها تحرص كل الحرص على بناء علاقات طبيعية مع إيران. وبالتمعّن في الاعتبارات التي تحكم العلاقة بين كل من إيران وتركيا، تتضح الحساسيّة العالية للعناصر الناظمة للعلاقة بينهما. فإلى جانب التداخل الحدودي بينهما، وأهمية المكانة التي تبوأها كليهما في الخريطة الجيوبوليتيكة ، فإنهما طرفان رئيسيّان معنيان بالملف الكردي الملتهب في هذه المنطقة وبمسألة احتواء تفاعلات العنصر الكردي في مناطقهم الحدودية والمناطق الخاضعة لنفوذهم.

تنطوي المعطيات السابقة على حقيقتين أساسيّتين: الأولى هي أن تركيا، الدولة العضو في حلف “الناتو” وقاعدة الارتكاز السياسي والأمني للسياسات الغربيّة الرئيسيّة في المنطقة تتحصل على احتياجاتها من موارد الطاقة من دول من خارج الاصطفاف السياسي الذي يضمّ تركيا، وهو ما يكبّل تركيا بتوازنات معقدة في علاقاتها الدولية يحول بينها وبين المضي قدماً في سياساتها الطموحة في مد نفوذها في المنطقة أكثر فأكثر. أما الحقيقة الثانية فتتعلّق بالحصة السوقية الهامشية التي يمتلكها النفط والغاز الخليجيين في السوق التركية.

دور تركيا الداعم لـ “داعش”

مازال أردوغان يراهن على التنظيمات الإرهابية، حيث لجأت حكومة أردوغان إلى سياسة تبني المجموعات المسلحة و تنظيمات “جهادية ” أخرى لتقاتل عنها بالوكالة في سوريا لتغيير النظام، وزعزعة وإضعاف الأمن في المنطقة وخاصة دول الحزام التركي خدمة لاستراتيجيتها حتى تكون قوة إقليمية مؤثرة.

الحقائق كشفت هذه العلاقة من خلال وجود مستشفيات ميدانية لإسعاف المصابين قدمتها تركيا إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق ، إضافة إلى صفقات النفط واستضافة البغدادي عام 2008، هذه هي بعض تلك الحقائق التي بدأت وسائل الإعلام ووكالات الاستخبارات  تتناولها بدون تحفظ.

البغدادي في ضيافة أردوغان

سبق أن كشف الكاتب الصحفي التركي رفعت باللي أن تركيا استضافت أبو بكر البغدادي وقدمت له مساعدات مالية في عام 2008. ونقل الكاتب في مقال نشرته صحيفة “ايدينليك” التركية عن مصادر إيرانية غير رسمية قولها إن شخصية تركية معروفة في أوساط الرأي العام التركي قدمت لزعيم لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي مبلغاً ماليا يقدر بنحو 150 ألف دولار موضحاً أن البغدادي تواجد في تركيا لفترة بشكل قانوني بصفة صحفي في عام 2008 ولكن تركيا كانت على علم بهويته الحقيقية ودعمته مادياً.

إدارة معسكرات ”جهادية” في تركيا

كشفت اعترافات بعض إرهابيي “تنظيم داعش” أن التنظيم أقام في منطقة حدودية بين سوريا وتركيا، مخيماً لتدريب الانتحاريين، ويقول أحد أعضاء هذا التنظيم أنه كان في هذا المخيم وشاهد مجموعات يتلقون التدريب والخبرات العسكرية لإرسالهم إلى سوريا ومناطق أخرى. وكشفت المعلومات أيضا عن إنشاء معسكرات تدريب لعناصر القاعدة والسلفية من الأتراك وممن يسمون بالمجاهدين العرب في منطقة وزيرستان الواقعة شمال باكستان ليتم إرسالهم إلى سوريا بعد إتمامهم فترة التدريب هناك. وأن المئات من “الجهاديين الإرهابيين” يتم الإبقاء عليهم في بيوت آمنة على طول الحدود.

تركيا تمثل العقدة الرئيسية في الشأن السوري وما تدفق “الإرهابيين” إلى سوريا عبر حدودها إلا تمثيل لسياسة أنقرة ولمصالحها. بالمحصلة إن تورط تركيا في الشأن السوري ما هو إلا  لرغبتها في تنفيذ مشاريعها العثمانية السلطانية.

قوات تركية تنتهك السيادة السورية وتسرق أراضٍ

يعمد جيش النظام التركي باستمرار إلى انتهاك حرمة الأراضي السورية، عبر مصادرة أراض داخل الحدود السورية بحجة بناء الجدار العازل. والتقارير صحفية تفيد بعبور قوات من الجيش التركي مصحوبة بجرافات ومدرعات عسكرية الحدود السورية وبشكل يومي وعلى طول الحدود، وأن هذه القوات تقوم بمصادرة مساحات شاسعة من ممتلكات المواطنين وتعلنها مناطق عسكرية.

إلى جانب قيام حكومة العدالة والتنمية  بإنشاء جدار عازل بين باكور وروج آفا .

هذا وندد المواطنون بـهذه الممارسات الاستفزازية للجيش التركي، وبالجدار العازل، وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لها.

وفي جولة لصحيفة الاتحاد الديمقراطي إلى قرية دودان  الحدودية شاهد مراسل الصحيفة كيف أن الجنود الأتراك يقومون بإجراء كشف للمكان داخل الأراضي السورية، وكيف بدأت الآليات العسكرية بنقل جدران إسمنتية مسبقة الصنع إلى الحدود تحضيراً لبناء جدار عازل، وتوقع مراسلنا أن يكون ارتفاع الجدار العازل يبلغ حوالي ثلاثة أمتار، وبحسب المواطنين بأنه سيتم تركيب أسلاك شائكة فوق هذا الجدار الاسمنتي.

وأفاد مراسل الصحيفة إن الجرافات العسكرية التابعة للجيش التركي، قامت بجرف أراض زراعية تابعة لسكان القرية المذكورة، وأضاف أحد المواطنين: هذه ليست التجاوزات الوحيدة للقوات التركية فهي تقوم بين الفترة والأخرى بإطلاق الرصاص على الأهالي وحرق المحاصيل الزراعية, حتى بتنا نخشى العمل في حقولنا.

زر الذهاب إلى الأعلى