ثقافة

الالتزام الثوري “تجربةُ فنّان”

dilges-hozan-450x300_c كان حبّهُ لتلال ووديان نسّيبين، وتأثّره بالحراك التحرّري الكردستاني دافعهُ الأكبرَ، لأن يصبحَ فناناً ومطرباً يغني للثورة للمقاومة وللوطن ويثير قضيةَ شعبٍ تعرّض للظلم والقهر والحرمان. إنه الفنانُ الراحل  DiLGEŞ الذي توفي في الـ 11/ آذار2017 بعد صراعٍ مع المرض لم يدم طويلاً.

ولد الفنان الراحل في قرية فسقين التابعة لإيالة نسيبين عام 1952، من عائلة كان الزاس( الطنبورة ) تقليداً وتراثاً قومياً  ودينياً فلكلورياً، تعلّم العزفَ والغناء منذ الصغر، فالأب كان عازفاً ومغنياً ، أول ما تعلمه “دلكش” كان العزفُ والأغنية الدينية الآزداهية.

 تعلم القراءة والكتابة ذاتياً كون أغلبية القرى الموجودة في تلك المناطق لم تكن فيها مدارس أو مراكز تعليمية، تأثر أيضاً بثورة الملا مصطفى البارزاني وبالممارسات الاستبدادية للنظام الايراني آنذاك في بداية السبعينات من القرن الحالي، لذا بدأ مشواره في الفن والغناء بالطرب الثوري الملتزم، كما كان تأثره ببعض الفنانين الملتزمين مثل محمد شيخو أيقظ في داخله آلام شعبه وحب وطنه.

بين عامي 1973-1976 قام دلكش بزيارة نسيبين وآمد وعددٍ من المدن في باكور كردستان ولاحظ من خلالها مدى الإنكار والظلم الذي تعرض له شعبه، لكن التحوّل الأكبرَ في حياته كفنان وإنسان كردي، كان في عام 1976 عندما بدأ يتعرف على الحركة التحررية الكردستانية في باكور   كردستان “الحركة الآبوجية” هذه الحركة التي تغلغلت في الأوساط الشعبية المقموعة وبين الأوساط المثقفة، ومن خلال ذلك تعلق الفنان دلكش بالثورة وبالمفاهيم الثورية كالحرية والمقاومة، واتسعت مداركه الفكرية والسياسية.

 تحولٌ سياسي وثقافي وفني طرأ على حياته، خاصةً بعد مقاومة سجن آمد (دياربكر) المقاومة التي أشعلها الرعيل الأول من الحركة التحررية الكردستانية أمثال مظلوم دوغان وكمال بير، والمئات من الشهداء الثوار، ألف الفنان العديدَ من الأغاني عن المقاومين وعن سجن دياربكر بالذات، تأثر الفنان كثيراً بهذه المقاومة والتي قلبت مسيرته رأساً على عقب ليصبح فناناً ليس على مستوى نسيبين أو باكور فقط بل على المستوى الكردستاني ككل.

 أقام العديد من الأمسيات الفنية في ساحات المدن في باكور  وذاع صيته بين الأوساط الشعبية الثائرة، وبعد زواجه سافر  إلى أوروبا، وفي ألمانيا التقى بفرقة “برخدان” وبعمالقة الفن الثوري الكردي أمثال هوزان شمدين وسيد خان وخليل غمكين والعشرات من أعضاء فرقة برخدان في أوروبا وأقاموا العديد من الحفلات الوطنية شارك فيها الفنان دلكش بأغانيه وحسه الثوري والوطني.

عن نتاجه الفني :

للمطرب والفنان دلكش (9) ألبومات غنائية ، وما يقارب من ألف أغنية غالبيتها ثورية ملتزمة بقضايا المقاومة والوطن، من أغانيه والتي تركت أثراً في أذهان الشعب الكردي         lomuxtaro Mêrdînê li Bagokê’, ‘Biçûkê Canê Lı  يقول الفنان في إحدى لقاءاته “إن أغلبية كلمات وألحان أغانيه كان يقوم هو نفسه بكتابتها وتلحينها” .

 الفنان كان كثيرَ التعلّق بأرضه وأصدقائه وبقريته التي عاش فيها كلّ طفولته بين سهولها ووديانها، في لقاءٍ له على فضائية ” “stêrk tvوقبل أن ينتقل إلى مثواه الأخير توجّه الفنان بنداءٍ إلى أبناء شعبه إلى التكاتف و نبذ الخلافات السياسية والدينية، والتمسّك بالأرض والسير على درب المقاومة والنضال، كذلك دعا الكرد الايزيدين إلى التمسك بقيمهم وتراثهم الكردي وهويتهم الأصيلة .

دوست ميرخان           

زر الذهاب إلى الأعلى