المجتمع

الأكاديمية السياسة الديمقراطية للـ PYD صرحٌ فكريٌ فلسفيٌ متكامل  

asmaiel-hesen diyana-hesen gulistan-mhmud shiraz-hesen vedwan-xelefتقرير: ياسر خلف 

إن الإبادة الثقافية والذهنية هي الأساليب المتبعة من قبل السلطات المستبدة عبر التاريخ البشري، وهي الأكثر فتكاً بالشعوب كونها تستهدف بشكلٍ مباشر ذهنية وعقلية المجتمع، حيث يمنع التحدث باللغة الأم، كما يتم الاعتداء على قيم المجتمع وأخلاقه السياسية والاجتماعية، وهذا ما عاناه الشعب الكردي لقرونٍ عديدة. وقد أشار قائد الشعب الكردستاني عبد الله أوجلان في أكثر مؤلفاته إلى الثقافة الكردية وتعرضها بكلِّ مُكَوِّناتِها المادية والمعنوية لإنكارٍ تامٍّ وحظرٍ مطلقٍ، وبُذِلَت الجهودُ لإتمامِ الإبادةِ الثقافيةِ بممارساتِ الصهرِ اللا محدودة. ولَم تُتَحْ الفرصةُ أمام الشعب الكردِي حتى لفتحِ مدرسةٍ واحدةٍ يُحيُون فيها وجودَهم الثقافيّ.

لذلك ما يتطلب من الأحزاب والقوى والمؤسسات المجتمعية الفكرية والثقافية والتربوية في روج آفا العمل بجدية على ثقافة بناء الإنسان على أسس سليمة نابعة من فلسفة أخلاقية أصيلة مبنية على فكر وتحليل عميق ومناهج تمكنها من وضع الحلول الأنسب للقضايا والإشكالات المجتمعية التي تعاني منها المجتمعات الشرق أوسطية بشكل عام وروج آفا بشكل خاص؛ والتي ذاقت الأمرَّين نتيجةً للتراكمات والمخاضات التي أنتجتها الهيمنات المتسلطة المتمسكة بمنافعها ومصالحها المادية الخالية من المبادئ والقيم والتي اتبعت سياسات عنصرية ممنهجة، وصلت لحد الإبادة والصهر الثقافي والتربوي والفكري الممنهجة والمقصودة بهدف إفناء وإخفاء شعوبٍ لها حضاراتٌ تمتد جذورها لآلاف السنين، لذلك يعد التدريب ضرورة حياتية للمجتمع، حيث شبّه القائد عبد الله أوجلان التدريب (بعصر النهضة والانبثاق)، فطريق الخلاص من كل هذه الممارسات يمر بالتدريب والنضال والكفاح للعودة إلى الأصل والجذور الثقافية، وإعادة إحياء التراث والرقي الحضاري الكردستاني، ويعد التحرر الذهني ضرورة لإحياء القيم والبنى الأخلاقية للمجتمع، وانبعاثه بعد أن قضى قروناً تحت نير ذهنية الاستبداد والتسلطية، حيث أكد القائد عبد الله أوجلان على هذه الضرورة بالقول:” علينا العودة إلى تاريخنا وجذورنا”، وذلك لإنعاش وإعادة إحياء ما فقده مجتمعنا نتيجة للسياسات الممنهجة التي مارستها الهيمنات المتسلطة ودرء خطرها الذي حاصر ثقافة الشعوب عبر التصدي لذهنية السلطة الدولتية وذلك عبر التدريب الأكاديمي والتنظيم والتوعية.

 ومن هذا المنطلق قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بزيارة أكاديمية حزب الاتحاد الديمقراطي للسياسة الديمقراطية في مدينة الرميلان، والتي تُعَدُ صرحاً علمياً وفلسفياً وأخلاقياً لبناء الشخصية، وترسيخ القيم المجتمعية الأصيلة في مقاطعة الجزيرة، والحصول على آراء عددٍ من المدربين والمتدربين فيها:

هدية يوسف- الرئيسة المشتركة للاتحاد الفدرالي الديمقراطي في روج آفا- شمال سوريا وأستاذة مُحاضِرة في أكاديميات الإدارة الذاتية:

كنظامٍ جديد نسعى إلى إحيائه وبنائه فأن التدريب ضرورة حياتية وهي أكثر أهمية من الماء والغذاء ذلك ونحن الآن منطقة محررة، ومن أجل أن يعمم مشروع الفيدرالية الديمقراطية كحلٍ لكامل معضلات الشرق الأوسط، وذلك عبر بناء مجتمع ديمقراطي الذي يستند على مبادئ الأمة الديمقراطية، وهنا يتطلب العمل بجدية وتفاني لأن تحول المجتمع نحو الأمة الديمقراطية، وبناء نظامنا الإداري المجتمعي وفق أسس ومبادئ الأمة الديمقراطي من دون التوقف على ذهنية الحداثة الرأسمالية ونحدث فيها التغير، سيصبح من الصعب جداً الحديث عن الأمة الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي والإنسان الحر أو المجتمع الحر، فمن أجل ذلك لكي نستطيع إحداث التغير، ونقوم بخلق الظروف المادية والمعنوية لإحداث تغيرٍ جوهريٍ في الذهنية، لأنه يعتبر شرطاً أساسياً من أجل أن نستطيع بناء مستقبل مشرق لمجتمعنا ومستقبل ديمقراطي على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية، وهذا التغيير في ذهنية المجتمع الذي استمر لقرابة خمسة آلاف سنة بطرائق الحداثة الرأسمالية، والتي هي بالأساس كانت نتائجها ستجلب علينا التهالك السابق مرة أخرى ما لم يتم إحداث تغير في الذهنية، حيث يتطلب إحداث هذا التغيير في الذهنية قوى رائدة قادرة على الإحداث، وهذه القوى التي تستطيع التغيير في ذهنية المجتمع لا يتم إلا عن طريق التدريب الأكاديمي المبني على فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية.

شيراز حسن- إداري في أكاديمية السياسة الديمقراطية:

نظام التدريب في الأكاديمية مغلق، حيث يتم التوقف بشكل أكبر على البناء الشخصي للإنسان في الأمة الديمقراطية، لتخريج أعضاء حزبيين يتمتعون بفكر وفلسفة الأمة الديمقراطية، وهذه الأكاديمية لكافة المكونات الموجودة في روج آفا، وذلك لخلق أرضية مجتمعية تؤمن بالعيش المشترك في روج آفا وسوريا، وتبني هذا الفكر لحل كافة النزاعات والتعصبات الشوفينية والقومية، ومحاربة التعصب الجنسوي الذكوري الذي كان السبب الأساسي وراء كافة الأزمات الاجتماعية  في سورية وكافة شعوب الشرق الأوسط.

ديانا حسن عضوة في شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي من الدرباسية:

إن انضمامي للتدريب في أكاديمية الحزب للسياسة الديمقراطية جاء من أجل زيادة المعرفة، وتطوير الشخصية والذهنية على مبادئ الأمة الديمقراطية. فأنا كعضوة في علاقات شبيبة الـ PYD في الدرباسية بحاجة إلى مثل هكذا دورات فكرية وسياسة للتمكن من إنجاز المهام الموكلة إلينا دون أخطاء، إضافةً إلى أن الأكاديمية تُساهم في بناء شخصية مستنيرة فكرياً وعلمياً  قادرةً على تحمل المسؤولية في الظروف العصيبة التي تمر بها روج آفا، وهي في مرحلة البناء والتأسيس لمجتمع أخلاقي وسياسي على مبدأ الحياة الحرة الكريمة.

رضوان خلف- عضو لجنة العلاقات في تل تمر ومتدرب في أكاديمية الـ PYD للسياسة الديمقراطية:

إن التدريب الفكري في أكاديمية السياسة الديمقراطية هي حاجة ضرورية وملحة من أجل تنمية المهارات والقدرات السياسية لدى أعضاء الحزب وخاصةً لجان العلاقات الدبلوماسية، نظراً لأهمية ودور العلاقات في الأوساط المجتمعية في روج آفا والشمال السوري بكل مكوناته وأطيافه. فالتدريب يعد اللبنة الأساسية لإحداث التغير في الذهنية، وتمكننا من القيام بمهامنا في نشر فلسفة ومبادئ الأمة الديمقراطية، وانتقاء أفضل الطرق والأساليب لترسيخها وقبولها في الوسط الاجتماعي.

إسماعيل حسن- عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي ومتدرب في أكاديمية السياسة الديمقراطية:

يقول القائد آبو:” إن التدريب كأهمية الماء والغذاء” حيث يعد التدريب ضمانة حياة الفرد الحر والمجتمع الديمقراطي، وذلك إن إحداث التغيير في ذهنية يعتبر من أكثر الأمور إلحاحاً لتصير المجتمع الديمقراطي الحر وتحوله نحو الأمة الديمقراطية،  فالتدريب الأكاديمي هي الوسيلة الأولية لتحلي الفرد والمجتمع بوعيهما لوجودهما الذاتي، هذا ويؤمن إدراك المجتمع لحقيقته التاريخية وواقعه الذي يمهد الطريق لمستقبلٍ ديمقراطيٍ على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية المبني على فلسفة القائد عبد الله أوجلان، كما أن التدريب يساهم في تعميق الروح الرفاقية وزرع الثقة بالنفس والعمل الجماعي.

كليستان محمود- عضو شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي:

إن الهدف من التحاقي بأكاديمية السياسة الديمقراطية كان لإحداث تغير في طريقة التفكير والذهنية على أسس وفلسفة الأمة الديمقراطية، وزيادة التعرف على حقيقة مجتمعنا ورقيه الحضاري، حقيقة لقد استفدت كثيراً من هذه الدورة التدريبة فهي كانت بمثابة المنبع الفكري الذي لا تمل لا وتشبع من عذوبة علومه ومنهجه الفكري والفلسفي.

نحن نتلقى التدريب في الأكاديمية لمدة عشرة أيام، لم نشعر بالوقت وهو يمر بسرعة وذلك لغنى الدورة من الناحية الفكرية والفلسفية والروح الرفاقية العالية التي يتمتع بها القائمون على الأكاديمية، وكذلك الروح الجماعية المتفانية لدى رفاقي في الدورة، ومن هنا أتوجه بالنداء إلى كافة رفاقي ورفيقاتي من الفئة الشبابية في الحزب بالالتحاق بالدورات الأكاديمية لِما لها من عظيم الأهمية في بناء الشخصية وصقل للمواهب والقدرات الذهنية.

زر الذهاب إلى الأعلى