مقالات

الأخوة الكرديّة بين القاتل والمقتول

slah-muslimشنكال والأفق الدامي، ولون الأحمر القاني، ولون السواد والخنوع، تجتاح أخيلة الكرديّ، كلّما فكّر بالهروب. شنكال تلك المدينة الهويّة التي تريد أن توقظ الألم المتراكم على بقايا الشرف والمقاومة، ليأتيها أولئك الذين عبروا الطريق إلى شنكال من جبال قنديل مروراً بهولير، عبر استغاثة هولير المتهالكة من وحشة الوحش الرأسماليّ الذي يمتص كلّ ما فيها، ليدّعي أنّه الكرديّاتي المنتصر بعد كلّ هزيمة نكراء.

فبعد أن أصيب الشعب الكرديّ في جنوبيّ كردستان برعبٍ إثْر سقوطها خلال ساعات دون مقاومة تُذكر، من قبل أربعة آلاف وخمسمئة جنديّ من PDK من المفترض أنّهم يحمونها، إثر وصول قوافل الدواعش إلى حدود هولير، بعد أن هرب الطبقيّون منها، هذه المدينة التي أبى أولئك المتعصّبون الإسلاميون إلّا أنْ ينظروا إليها على أنّها موطن الكفر والإلحاد، ولطالما تطلّع العروبيّون إليها بعين الاستصغار والتحقير.

هذا الشعب الكرديّ اليزيديّ الذي اعتاد على الإبادة من كلّ أنواع الدول، لم يتنازلوا عن دينهم وديدنهم اليزيديّ، وعلى الرغم من فرامانات الإبادة قرّروا أن يعتمدوا على حماية أنفسهم بأنفسهم، وبما أن الإعلام بيد المنظومة الرأسماليّة التي تشوّه كلّ ما هو حقيقيّ، لذلك انتشرت اتّهامات وتشويهات هنا وهناك، من قِبل الذين لم يطبّلوا ويذمّروا لسبب الهزيمة والخيبة الشنكاليّة مثلما ثاروا على من حرّر شنكال؛ فبدأ سيل الاتّهامات غير الواقعيّة يجتاح سطوة الإعلاميين المزيّفين، وسرَتْ فكرة اتّهام حماية شنكال نفسها بنفسها، بأنّها تهدف إلى تشكيل دولة داخل دولة، وتارة نعتها بالانشقاق، وتارة بنكران الجميل وطوراً اتّهامها بالاحتلال من قبل جهة غريبة، ليس لشيء وإنّما ليطووا صفحة شنكال وصفحة الإيزيديين، كما طوَوا صفحات الشعوب العريقة الأخرى في الشرق الدامي.

ما يقهر في هذه الموجة الإعلاميّة أن يطمسوا بردّات الفعل التي تحصل في روج آفا حقيقةَ الوحوش الذين قتلوا العُزّل من الإعلاميين ومن الشنكاليين ومن كادرَين من HPG في غدر، ويطلقوا الرصاص الحيّ على كلّ من أراد أن يفكّر بالنهوض، إلى ما هنالك من تصرّفات أقلّ ما توصف بأنّها خيانة للكردياتيّة، وصار إنزال علَم الإقليم جريمةً لا تُغتفر، وإغلاق مكتب غير مرخّص عبارة عن حدث إجراميّ لا مثيل له، وصار نعتُ الخائن بالخائن فتنةً عظمى، وصار أولئك الشهداء الذين استشهدوا على يد قوات PDK في شنكال خونةً يريدون تمزيق الأخوة الكرديّة بين القاتل والمقتول.

فلئلّا نخلق الفتنة يجب ألّا تذكروا أسماء الشهداء الذين استشهدوا على يد قوات PDK في شنكال، ولئلّا نخلق الفتنة تحدّثُوا عن ممارسات الأساييش في إغلاق المكاتب الحزبية التي لن ترضى أبداً أن تقدّم على ترخيص إلى العبيد الكرد الذين لا ينتمون إلى طبقة الأسياد بنظرهم، ولئلا نخلق فتنة قُولوا: إنّ رصاصاً أتى من السماء وأصاب الإعلاميين الكرد، ولئلا نخلق فتنة علينا أن نسمح للمشروع الأردوغاني عن طريق الأًخوَة في إقليم كردستان البريء، ولئلا نخلق فتنة فليصمت الجميع عن عراك بسيط بين مسلح وأعزل.

زر الذهاب إلى الأعلى