مقالات

إغلاق العيون والآذان وفتحها …

xalid omerخالد عمر – الأغلبيّة الشّبه ساحقة من الإعلامييّن الكرد وأشباههم والكتّاب الكرد وأشباههم والمثقّفين الكرد وأشباههم وخاصّة ممّن يدّعون منهم الاستقلاليّة والاعتدال وعدم الانحياز, إحدى أهمّ سمات تلك الفئات هو إغلاق العيون والآذان وفتحها بحسب الطّرف الّذي يكون اتّخاذ الموقف منه إزّاء حدث معيّن, متعدّين بذلك و بمسافاتٍ طويلةٍ نظراءهم المحسوبين علناً على الأطراف الموجودة.

يبذل هؤلاء قصارى جهدهم وكلّ ما بوسعهم في سبيل تشويه صورة الإدارة الموجودة في روج آفا تحت مسمّى النّقد – على حدّ تعبيرهم – والتّشهير بها وبالشخصيّات العاملة فيها, فيتناولون الأحداث اليوميّة والاعتياديّة والّتي قد تحصل في أيّ مكان وأيّ بلد, يتناولون الوقائع العاديّة وغير العاديّة والملفتة وغير الملفتة للانتباه المقصودة وغير المقصودة, ولربّما كان هناك من عذرٍ يمكن أن يشفع لهؤلاء لو أنّهم أخذوا الحدث أو الواقعة كما جرت ومن ثمّ قاموا بنقدها ونقد من قام بها ولو أنّ خطاباتهم إزّاء ذلك الحدث حملت في ثناياها إشعاراً للغير بحسن نيّتهم وصدق مطلبهم أو أنّهم ساهموا ولو بكلمتهم وقلمهم في تقوية هذه الإدارة ومؤسّساتها ومعالجة مكامن الخلل والضّعف فيها من باب أنّهم أبناء هذا المجتمع وهذا البلد حتّى وإن كانوا من المهاجرين والمتأمّلين يوماً بالعودة إلى حضن الوطن – على حدّ تعبير البعض منهم – وأنّه يقع على عاتقهم الإسهام في عملية البناء الإداري والمؤسّساتي وإفادة الإدارة من خبراتهم وتخصّصاتهم.

لربّما كان سيشفع لهم أيضاً لو أنّهم لم يزوّروا الحقائق ولم يضيفوا على الأحداث الّتي ينتقدون بصددها ما لم يجرِ وما لم يحصل, هذا التّلفيق لوحده و تلك الإضافات الّتي لم تحصل كافيةً لوحدها لنسف أيّ حسن للنيّة وأيّة مصداقيّة لعمل هذه الجماعات, بل وتفقدهم حتّى وزنهم الاجتماعي وتجرح مهنيّتهم وتُفقدهم ثقة الجمهور بهم كما وأنّهم بذلك يعرّضون أنفسهم للمساءلة التاريخيّة والوجدانيّة, الّلهم إن كان التاريخ والوجدان لايعنيانِ لهذه الفئة شيئاً.

لا يكتفِ هؤلاء بتناول الأحداث السلبيَة ولكنْ حتّى الأحداث الإيجابيّة أيضاً لا تنجو من أقلامهم وألسنتهم, فيتهجّمون على أيّ قانونٍ أو قرارٍ أو تصرّفٍ علماً أنّهم يعلمون في قرارة نفسهم أنّها تصرّفات وقرارات وقوانين تصدر عن أيّة إدارةٍ موجودةٍ في العالم وخاصّةً تلك الّتي تستوجبُها الظّروف الاستثنائيّة الّتي من المحتمل أن يمرّ بها أيّ بلد, ولكن مع ذلك يمارسون مُعارضتهم الكلاسيكيَة المفضوحة.

الغريب في الأمر – مع أنّ فترة خمس سنواتٍ مليئةٍ بما شهِدناه جعلتنا لم نعُد نستغرب شيئاً – أنّ هذه الفئة ومن وراءهم لم يكونوا يحلموا يوماً بالواقع الموجود وما تبشّر به المعطيات من تحسّن وتطوّر حتميّ بات قاب قوسينِ أو أدنى وأنّ المسألة باتت مسألة وقتٍ لا أكثر بالتّوازي مع استمراريّة النّضال في كلّ الجبهات ورفع سويّته وضرورة استمرار الصّمود وتقوية الإرادة.

زر الذهاب إلى الأعلى