المجتمعتقارير

(أنا هنا).. يحصد القبول أم اللغط؟

erken-secim-olsa-sonuclar-ne-olur-1662790تقرير :سيدار رمو – مشروع (أنا هنا) الإحصائي؛ في أول سابقة للمجلس التأسيسي للاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا وشمال سوريا، يطرح استعداداً للمرحلة المقبلة وفق ما أدلى به عن إعلان انطلاقة المشروع، في حين أن المشروع تعرض للغط على أنه مشروع لتنفيذ التغيير الديمغرافي في المنطقة، وأنه لا يصب في خدمة مكونات روج آفا، وأنه يجب أن يجرى في جو يتسم فيه المجتمع بالثبات والاستقرار، لذا وفي صحيفة الاتحاد الديمقراطي أردنا معرفة آراء نخبة مثقفة عن هذا الإحصاء وكيف ينظرون إليه فأعددنا هذا التقرير:

الإحصاءات السكانية، وضرورتها للتنمية المستدامة

خالص مسور- كاتب كردستاني: يعتبر الإحصاء من العوامل التي لا غنى عنها للدول والشعوب كافة، وحتى الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة الصغيرة منها والكبيرة تحتاج إلى البيانات الإحصائية، حيث يمكن الإحصاء معرفة عدد السكان والمساكن والتخطيط السليم لاستثمار الموارد الاقتصادية لدى الدول والشعوب، وعلى ضوء هذه الإجراءات يمكن تخطيط مشاريع التنمية ووضع حلول للأزمات المعيشية بشكل صحيح ومتقن، وهو الوسيلة الدقيقة التي تضمن تحقيق الأهداف المرجوة تنفيذها والتعرف على النواحي الاقتصادية، والاجتماعية، والسكانية، والتعليمية…الخ.  لدولة من الدول أو لشعب من الشعوب. حيث تؤمن البيانات والمؤشرات الإحصائية معلومات مفيدة وعلى درجة كبير من الدقة والشمول لتستفيد منها القطاعات المهتمة بتطوير نفسها، وتوفير مقومات القيام بالمشاريع والجدوى الاقتصادية من وراء تنفيذها. وبالنسبة للدول فبدون اجرء احصائيات وفي فترات معينة تعجز عن التخطيط السليم لمواردها الحيوية وتوظيفها في خدمة سكانها. ولا شك في أن الاحصاء من الوسائل الحضارية المتقدمة التي تلجأ إليها الدول الراغبة في تحقيق التنمية المستدامة لشعوبها وأوطانها. فالاقتصاديون على سبيل المثال في وقتنا الحاضر يعتمدون اعتماداً كبيراً على الأساليب الإحصائية في رسم السياسات الاقتصادية من خلال دراستهم لعدد من المواضيع ذات العلاقة الوطيدة بالاقتصاد، كالأرقام القياسية لأسعار السلع والخدمات، والانفاق الاستهلاكي، والتجارة الداخلية والخارجية…الخ.

وتعتبر البيانات والأساليب الإحصائية من الأعمدة الأساسية التي تعتمد عليها في إيجاد سياسات مناسبة يركن إليها في التوصل إلى الحلول المناسبة لكثير من المشكلات والقضايا التي تهم المجتمع المعني. وعلى هذه الشاكلة تجري اليوم إحصاءات شاملة في روج آفا للاستجابة للمخططات التنموية المستقبلية، وكيفية إيجاد الحلول للمشاكل الأساسية التي تعاني منها المكونات كما سيضع بين أيدي الباحثين معلومات جاهزة وقيمة تفيدهم في استكمال أبحاثهم والتي حتماَ سيجرونها الآن وفي المستقبل المنظور، مما يؤدي ذلك إلى تطوير المنطقة والعمل على رفع السوية المعيشية لسكانها وعلى المديات القادمة.

مشروع (أنا هنا) الإحصائي جاء متأخراً قليلاً لكنه خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح

آرين شيخموس- ناشط وإعلامي:

مشروع أنا هنا الإحصائي هو مشروع مهم جداً, جاء متأخراً قليلاً لكنه بالمجمل خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح, كل الإدارات في العالم تعتمد على نتائج الإحصاءات التي تعتبر عموماً أشبه بمسوحات اقتصادية واجتماعية وإنسانية, يستفاد منها في تطوير الخدمات وتوفيرها للمواطن, مثلا الإحصاء سيعطي نتيجة شبه كاملة عن عدد اللاجئين من دول الجوار الذين توافدوا إلى روج آفا- شمال سوريا, النازحون من الداخل السوري, يمكن مشاركة نتائجها مع الجهات الأممية المعنية بشؤون اللاجئين والنازحين لعل وعسى أن تقوم تلك الجهات بمهامها في ظل الحصار الذي تعاني منه روج آفا وشمال سوريا, أيضاً تبيان عدد المعاقين والعاطلين عن العمل, ناهيك عن بيانات عموم سكان روج آفا- شمال سوريا, للاستفادة منها في إجراء الانتخابات التي سيقوم بها المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي في المستقبل القريب, كل هذه الأمور تعتبر نتائج ايجابية للإحصاء, تبقى هناك بعض الملاحظات التي قد يستفاد منها في إجراء إحصاءات تكميلية مستقبلاً, مثلاً الكثير من مناطق الشهباء مازالت محتلة من قبل تنظيم داعش وأخرى من قبل جيش الاحتلال التركي, يجب إيجاد حل لها, فمن غير المعقول إجراء إحصاء ومن ثم إجراء انتخابات تحدد مصير شعوب روج آفا وشمال سوريا من دون النظر في وضع سكان مناطق الشهباء الذين هم جزء أساسي من روج آفا وشمال سوريا.

عن احصاء روج آفا: التعريف والأهداف
سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أبدى رأيه حول مشروع (أنا هنا):

يوجد للإحصاء تعاريف متعددة وفق مقايس علم الاحصاء نفسه والذي ينتمي إلى عائلة الرياضيات وفيما بعد بشكل أمْيَز في علم الاقتصاد السياسي؛ لكن التعريف الشامل له والذي ينطبق أيضاً على عملية الاحصاء الحالية في روج آفا فهو جمع البيانات إمّا المتعلقة بعدد الأفراد فقط، أو في عمليات الاحصاء الشاملة، أو في عمليات الاحصاء الجزئية أي المعتمدة على أمور معينة دون سواها، وكلها بهدف تسجيل وجمع كل شيء ذي دلالة مجتمعية يخص الأفراد في منطقة معينة أو عدة مناطق بغية تصنيف المعلومة المتحصلة وعرضها بيانياً، ومن ثم تلخيصها وتحليلها ثم استخدامها من أجل وضع أسس العملية الاقتصادية المناسبة والمساهمة فيما بعد برسم السياسة السكانية الملائمة في روج آفا- شمال سوريا. كما أنه أسلوب علمي رقمي بمفاد معالجة البيانات والاستفادة منها.

أهداف العملية الاحصائية في روج آفا- شمال سوريا:
وقد تم تحديده في مشروع (أنا هنا) الاحصائي أيضاً؛ وهي:
1- معرفة عدد السكان الكامل
2- معرفة أعداد الفئة العمرية التي تحق لها الانتخاب في النظام الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا.
3- التعرف على الوضع الاجتماعي والعائلي بهدف رسم سياسة اقتصادية مجتمعية وفق هذه الحالات وبشكل دقيق.
4- معرفة واقع التحصيل العلمي عند السكان.
5- معرفة مستوى البطالة بشكل دقيق والوقوف عند هذه المسألة وإيجاد خطط استراتيجية مرحلية ومستقبلية لها.
6- معرفة حالات الإعاقة الكاملة وتقديم الضمان الصحي والاجتماعي لهم.
7- الوصول إلى معرفة دقيقة لحالة النزوح واللجوء إلى روج آفا من أجل وضع المؤسسات العالمية ذات الصلة حيال أوضاعهم سواء كانوا نازحين من مناطق العنف في الوطن السوري أو من غير سوريا وتقديم المساعدة اللازمة لهم.
8- الوصول إلى حالة رقمية يقينية عن حالة الهجرة من روج آفا؛ وتؤدي مثل هذه المعرفة إلى عدة غايات:
آ- تصنيف هذه الفئة إلى ثلاثة خانات:
أولاً- خانة المغادرين وينطبق على مواطني روج آفا الموجودين في المناطق المجاورة: إقليم كردستان العراق- باكوري كردستان وتركيا- لبنان- المناطق السورية الأخرى.
ثانياً- المهاجرين الجدد: الذين هاجروا من روج آفا إلى أوربا وغيرها بعد الأزمة السورية.
ثالثاً- المهاجرين القدامى: الذين هاجروا من روج آفا إلى أوربا وغيرها قبل الأزمة السورية.
ب- رصد سياسة احصائية تتناول مسألة الهجرة ووفقها يتم تقديم السبل المعالجة للحد من هذه الظاهرة؛ وسبل التواصل مع المهاجرين عبر ممثليات روج آفا في البلدان الموجودة فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى