الأخبارمانشيت

أمريكا دورها رئيسي في الانقلاب التركي, واردوغان يستعد لترك الناتو, والكرد هم البدلاء لأمريكا وأروبا

ardogan - Obamaمنذ اللحظات الأولى نُشِرَ الدور الامريكي في الانقلاب العسكري الذي حصل في تركيا، والكثير من المصادر الكردية و غيرها اعتبرتها مسرحية اردوغانية. تعقيدات هذه العملية السياسية في تركيا جعلت الكثيرين يخطؤون في التحليل و بالتالي يخطؤون في رسم سياساتهم المستقبلية.

الانقلابيون في تركيا أقدموا على خطوتهم هذه بعد أدراكهم بأن اردوغان قرر التخلص منهم لسببين: أولهما أن الانقلابيين كانوا علمانيين ( أتاتوركيين) معادين لحزب العدالة و التنمية, وثانياً أن الاستخبارات الامريكية لديها اتصالات بهؤلاء العسكريين, ويشكلون خطراً على أردوغان الإسلامي الداعشي الميول.

أمريكا لم تعادي اردوغان بمحض الصدفة أو بسبب أفكاره الإسلامية, بل بسبب معرفة أمريكا و أوربا للدور الذي يقوم به اردوغان في تمويل و دعم داعش و تحويله لتركيا إلى ممرٍ لوجستيٍ وعسكريٍ لداعش.

اختيار اردوغان لفتح الله غولن كأحد خصومة السياسيين وكمنفذٍ لعملية الانقلاب هي بالأساس اختبار من اردوغان لأمريكا يريد فيها اردوغان التأكد من كون أمريكا كحكومة و راء العملية الانقلابية أو لا, وإن كانت أمريكا تريد فعلاً الاطاحة به.

عدم تسليم أمريكا لفتح الله غولن إلى تركيا سيكون العامل الحاسم لتغيير اردوغان لتحالفه العسكري مع أمريكا, وبالتالي مع حلف الناتو.

علاقات تركيا الاردوغانية لم تتأثر فقط مع أمريكا بل أن علاقاتها في تأزم كبير مع أوربا أيضاً و خاصة ألمانيا و فرنسا.

تركيا الآن على مفترق طرق إما التنازل لأمريكا و أوربا و التعاون معهم على جميع الأصعدة أو تغيير تحالفاته بإتجاهٍ آخر.

كل الدلائل تشير إلى أن تركيا الاردوغانية قد تقوم بترك حلف الناتو الذي قرر على ما يبدوا أنهاء أردوغان بأي شكلٍ من الأشكال، و التوجه لربما إلى تحالف شنغهاي الذي فية روسيا و الصين و بعض دول الاتحاد السوفيتي القديم. و لكن هذا يجعلها تغير تحالفاتها المحلية أيضاً.

وهنا يأتي السؤال الحاسم و الذي يراد من القوى السياسية الكردية العمل علية و هو:

أن علاقات أمريكا و تركيا وعلاقات أوربا و تركيا في تأزم لا عودة منه و اردوغان بدأ بطيشه في المنطقة أولاً, ومن ثم في أوربا و بعدها داخل تركيا نفسها و هذا سيكلفه الكثير. لا ننسى أن امريكا صرحت بأن بإمكانها الاستغناء عن انجرلك التركية أيضاً.

اليس الآن هو الوقت المناسب للعمل على اثبات أن الكرد هم قادرون على التحول إلى حليف للغرب و بديلاً لتركيا و التوازنات الدولية؟

أن إقليم كردستان فقط لا يستطيع أبداً أن يكون بديلاً عن تركيا، فقط كردستان الكبرى قد تلبي مطالب الكردستانيين و الغرب و أوربا.

نعم الانقلاب أستغله أردوغان و كانت لديه خططه المسبقة للتخلص من الكثيرين, و لكن هذا لا يعني أنه بنفسة قام بالانقلاب, وأن نتائج أعماله ستكون خيراً له بل أنها و بالٌ ستدمره و على الكرد أن يستعدوا للتحول إلى بديل عن الدولة التركية و ليس التحالف مع أروغان الذي هو الآن الورقة الخاسرة.

لا أيران و لا العراق و لا سوريا و لا حتى فقط إقليم كردستان سيستطيعون تأمين منطقة الشرق الأوسط و تأمين الغرب، فقط كردستان الكبرى هي العامل الدولي الحاسم و هذا يتطلب تعاوناً بين جميع القوى الكردية و في جميع أجزاء كردستان و ضمن مؤتمر وطني كردستاني.

المصدر: صوت كردستان

زر الذهاب إلى الأعلى