المجتمع

أقدم الأسواق في قامشلو … سوق عزرا

arnasi munir-kewas rojava-%e2%80%ab1%e2%80%ac rojava-%e2%80%ab29208459%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%acتميزت مدينة قامشلو منذ بنائها بوجود أسواقها العديدة, هذا دليل على ازدهار النشاط التجاري للمدينة, ومن هذه الأسواق نذكر سوق الخضرة، سوق الأتراك، وسوق الصّاغة والسوق المركزي,  ولعل أقدمها سوق العطارة أو كما عُرف محلياً وعلى ألسنة الناس وخصوصاً النساء بـ(سوق عزرا ), يعتبر من أقدم الأسواق المحلية في مدينة قامشلو, ويعود سبب التسمية هذه, إلى اسم عزرا إسحق ناحوم, وهي شخصية يهودية نزحت من باكور كردستان في عشرينيات القرن الماضي مع العديد من العوائل هرباً من الاضطهاد وظلم الأتراك  ليستقروا ويسكنوا مدينة قامشلو, ويعتبر عزرا صاحب أقدم محل في قامشلو بل أول من رسم الملامح الأولية للسوق سنة ,1923 أي قبل بناء مدينة قامشلو بقليل, حيث كان السوق مؤلفاً من ثلاث محلات مبنية من الطين ومن بينهم دكان عزرا الذي أخذ صيته إلى يومنا هذا، ويسمى السوق بسوق اليهود أو سوق عزرا، أما المتسوقون فلهم أسباب عديدة للتوجه إلى هذا السوق، في السابق كان القرويون  القادمون من القرى المحيطة بمدينة قامشلو يقومون بعملية المقايضة وخاصة البيض والسمن العربي و العسل  مقابل الصابون والحنة و البقوليات, أما الآن وبسبب التنويع والتجديد وتوسع السوق وازدياد المتسوقين لأسباب منها أن بضاعتها متجددة وذات جودة تختلف عن غيرها، ناهيك عن التوفير في المصروف، وبهذا الصدد أعدت صحيفة الاتحاد الديمقراطي تقريراً حول خصوصية هذا السوق.

 يعتبر عزرا مؤسس السوق الأول

نور الدين عرناسي صاحب أحد المحلات في السوق والذي تحدث: يضم السوق حوالي ثلاثين محلاً موزعاً على الجانبين, يباع فيه مختلف أنواع البهارات والتوابل, والعسل, والسمن البلدي, وصابون الغار الأصلي والأعشاب الطبيعية الطبية والعطرية، يُكنّى السوق باسم عزرا, ويعتبر مؤسس هذا السوق, لم أعاشره ولكن أعرف أنه كان

 يقوم بممارسة الطبابة الشعبية مع أبنائه السبعة فيعالج بعض الأمراض المستعصية آنذاك مثل الملاريا والسلّ, إلى جانب ممارسته لبيع التوابل ومستلزمات الزراعة وأدوات البناء والنجارة من مسامير وحبال وغرابيل إلى جانب الصوف والعسل .

 كما وتميز عزرا بالفطنة والذكاء في عمله التجاري والطبي وكان يتحدث باللغة الكردية بشكل فصيح إلى جانب اللغة العبرية،

سكن اليهود قامشلو لأنها ملاذٌ آمن

كرم منير قواص من المكون المسيحي وهو من أهالي وسكان مدينة قامشلو يقول :أعمل في هذا السوق منذ قرابة 35 سنة وقد لازمتُ تجار اليهود الذين نزحوا إلى قامشلو حوالي عام 1915, وأذكر من هؤلاء العوائل عائلة عزرا وعائلة سامح إلياهو وعزيز شالوم وعائلة شمشون ,ومع نزوح المسيحيين هرباً من بطش الأتراك, سكن اليهود في مدينة قامشلو و وجودوها ملاذاً آمناً لهم لقربها, وتأقلموا  مع سكانها ومارسوا مهنة التجارة ,فكانوا أول من أسسوا سوق (سوق اليهود) وعلى رأسهم عزرا, وبدأ البناء من 1925 إلى عام 1927  وشمل على ثلاثة محلات مبنية من الطين واللبن ورفوفها عبارة عن صناديق خشبية وأبواب خشبية الصنع لازالت موجودة حتى الآن ,وعبارة عن ميزان حديدي, ثم تعرفوا على تجار حلب من أجل التبادل التجاري ,وكان عزرا يتميز ببضاعته الجيدة والنادرة في بعض الأحيان وعلى سبيل التوابل والبذوريات والأعشاب الطبية والحنة التي تتراكض عليها جميع نساء قامشلو والقرى المحيطة ,بها فحنة عزرا تعتبر من النخب الممتاز حتى كانت تكنى الحنة باسمه (حنة عزرا), وأضاف منير قواص بأن سوق اليهود ازداد فيه النشاط بشكل ملحوظ وفتحت محلات للأدوات المنزلية والصرافة والفضّة ,وكما أن اليهود في مدينة قامشلو كانوا معروفين بامتهانهم  للتجارة والعطارة كما وكانوا يمارسون بعض أمور السحر والشعوذة وقد هاجرت هذه العوائل إلى الدول الأوربية في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم , وليتم  بعدها تشكيل مؤسسة تدير أملاك اليهود من قبل الدولة تسمى بدائرة أملاك اليهود والتي تقوم بجباية ايجارات تلك الأملاك والدكاكين والمنازل وإيصالها إلى تلك الجهة المحايدة ومن ثم يتم إرسالها إلى العائلات اليهودية،

يزداد نشاط هذا السوق في الأعياد

 كما ويقول أحد المتسوقين :أذهب أنا وزوجتي إلى السوق ، ولابد من المرور بسوق عزرا لشراء بعض التوابل ومستلزمات صناعة الحلويات المنزلية , وأستطيع أن أقول إنني أوفر نحو ثلث المبلغ فيما لو أردت أن أشتري حاجياتنا من المحال المتفرقة خارج السوق ،كما وأجد الحركة كثيرة  فيها أجواء تحرك السوق والناس وأصوات الباعة، والجدير بالذكر, أن نشاط هذا السوق يزداد في فترة عيدي الفطر والأضحى و أعياد الفصح ورأس السنة , حيث تكثر صناعة الحلويات والأطعمة التي تدخل فيها البهارات والتوابل.

تقرير: حسينة عنتر

زر الذهاب إلى الأعلى