تقارير

أدباء وسياسيون، يقرأون الواقع الكردي بشموليته

siyasetmedarتحقيق :مصطفى عبدو
كيف تقرأون الواقع الكردي بشموليته وإلى أين تتجه قضية الكرد اليوم؟
من خلال هذا السؤال فتحت صحيفة الاتحاد الديمقراطي نافذة جديدة للحوار.
سؤال تأتي أهميته في ظل الحديث عن بعض المتغيرات، حيث أن الشأن الكردي بات يفرض نفسه على نحو لا يمكن الحديث عن أية تسوية في المنطقة عامة دون وجود الكرد فيها.
وضعنا هذا السؤال أمام مجموعة من الأدباء والسياسيين بغية استقراء آرائهم ونحن بدورنا نضعها بين أيدي قرائنا :
الكرد اليوم ينتصرون عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً
هيفين قاسو – عضوة في حزب الاتحاد الديمقراطي – عفرين
إن إنكار الواقع الحقيقي من قبل الدول المسيطرة وفرض سياسة الإمحاء وإنكار القومية الكردية، تسبب بوضع ستار حاجب للحقيقة أمام الأجيال المعاصرة، ففي بداية ثورة 19 تموز المباركة نزع الحجاب الساتر وخاصة عند اتخاذ الكرد سياسة الخط الثالث الذي أثبت مصداقيته بالانتصارات التي تحققت تنظيمياُ وعسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً. أما محاولة تركيا في الآونة الأخيرة احتلال الأراضي السورية، وتغيير خارطة الشرق الأوسط تحت أي مسمى كان، وتحالفها مع بعض الدول المتحكمة واعلانها الحرب ضد الشعب الأعزل في تركيا وقصفها للمناطق الكردية، وممارسة أبشع أنواع القمع والإرهاب، لدليل واضح على نجاح سياساتنا وتأكيد على فشل حكومة اردوغان في إحباط المشروع الديمقراطي الاتحادي، فحساسية المرحلة تتطلب توحيد الصف الكردي لتحجيم التداخلات الاقليمية السلبية، وإن عقد المؤتمر القومي أصبح ضرورة حتمية في هذه المرحلة التي اثبتت فيها بأن الكرد يملكون مفتاح الحل الديمقراطي وهو المشروع البديل لمشروع الحداثة الرأسمالية، وهو مشروع العصرانية الديمقراطية إثباتاً منه على قوة الحل والتنظيم ونقده لنظام العولمة والرأسمالية العالمية.
إن مشروع اتحاد شمال سوريا الذي طرحناه متضمناً حرية الفكر والعقيدة وحق الدفاع المشروع، وحق تقرير المصير، والابتعاد كل البعد عن كل اشكال السلطة والاحتكار وتنظيم المجتمع، وهو الاتجاه الصحيح الذي نراه للقضية الكردية الاتجاه الذي يبتعد كل البعد عن الشوفينية والدكتاتورية وسياسة إمحاء الآخر، ورفع علم واحد، ولغة واحدة، وثقافة واحدة، فهذه السياسات هي التي أوصلت سوريا إلى مرحلة الغليان إثر الانفجار المدمر.

الكرد كسبوا ثقة المجتمع الدولي كقوة كبيرة
كاميران شيخي سياسي كردي..
لا شك أن من أكبر المصائب والويلات التي تحل بالأمم هي وقوعها في مصيدة التقسيم المخطط له وفق سياسة خبيثة دولية وإقليمية،ولعل الأمة الكردية كانت الضحية الأشهر في بدايات القرن العشرين لهذه السياسة،فلقد شتتت اتفاقية سايكس بيكو هذه الأمة وقسمت أراضيها وقطعت أوصالها وأصابتها بالعجز والشلل عقودا” وعقودا”..ولا يخفى الضعف السياسي الكردي آنذاك وتغليب الجانب الديني على الجانب القومي ..الأمر الذي سهل وقوعه ضحية” لمؤامرة التقسيم باتفاق عالمي وتؤاطؤ عدواني عنصري إقليمي. اليوم وبعد مرور مئة عام تغيرت الأمور والسياسات وباتت المصالح هي التي تقود سياسات كبريات الدول، وباتت المسألة الكردية هي المسألة الأهم في الشرق الأوسط وعلى رأس أجندة هذه الدول التي تسعى لرسم خرائط جديدة لهذه المنطقة. والسؤال هنا هل نحن مستعدون كشعب كردي أن نكون فاعلين في ظل المتغيرات الجديدة التي تعصف بالمنطقة؟ الواقع أثبت ويثبت يوما” بعد يوم أن الكرد أصبحوا قوة” فاعلة” عسكريا” يعتمد عليها عالميا” في مواجهة التنظيمات الإرهابية والحركات الراديكالية لاسيما في سورية والعراق ! أضف إلى ذلك الاعتدال الذي يتميز به الشعب الكردي مقارنة” بشعوب المنطقة

لكن يبقى الضعف في الجانب السياسي مشكلة كبيرة يعاني منها الكرد، وقد يكون مرد ذلك التحالفات والتجاذبات الإقليمية قبل الدولية. ففي سورية مثلا” نجد طرفين أساسيين يتصدران المشهد السياسي ،طرف يملك الوجود العسكري والمؤسساتي والسياسي أيضا” وهو(تف دم) وطرف آخر له وجوده السياسي الذي يعتمد على البيانات والتصريحات دون الوجود العسكري والمؤسساتي وهو( المجلس الوطني الكردي)، ليست المعضلة في اختلاف وجهات النظر بين الطرفين فالاختلاف حالة ديمقراطية صحية، لكن المعضلة تكمن في محاولة كل طرف مهاجمة الآخر والابتعاد عن مجرد الرغبة حتى في الوصول إلى اتفاق يوصل هذا الشعب المتعطش للانعتاق من نير التبعية والعبودية إلى بر الأمان والحرية، خصوصا” في هذه الظروف التي أخرجت الشوفينية التركية المعادية لأي تطلع كردي ليكون حجر عثرة أمام توحيد الجغرافية الكردية في سوريا، ولتمنع إتصال المناطق الكردية ببعضها بحجة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. رغم كل ذلك يبقى الأمل قائما” ويبقى التفاؤل موجودا” بالوصول إلى اتفاق وتوافق لا سيما أن الكرد كسبوا ثقة المجتمع الدولي كقوة كبيرة أوقفت جميع المنظمات الإرهابية ومنعتها من التوغل في أماكن سيطرتها.
الو اقع الكردي اليوم، كما السير في حقل ألغام
حسن ظاظا:
أحزاب كردية منشقة عن بعضها البعض عاشت خلال الستين عاما على الفساد ونشأت على قاعدة العشيرة، والقبيلة، والعائلة، بعقلية قومجية غدت كالعقلية العربية القومجية تماماً. وكان الانشقاق من نقاط الضعف الأساسية التي استغلتها الأجهزة الأمنية السورية والدول الإقليمية على السواء، مما ساعد أعداء الكرد على التآمر لضرب الحركة الكردية في سوريا،
وعكست خلافاتها العشائرية، والقبلية، والعائلية، على القضايا الوطنية والقومية، وأصبحت هذه الأحزاب دكاكين للارتزاق بالعملة الخضراء الدولار، ولسان حالها يقول: قف هنا أيها الكردي الشريف العفيف الوطني المخلص، وأنت أيها القائد الكردي الفيلسوف المفكر من أجل شعبه وشعوب كردستان، فمن يجرؤ على الوقوف في وجهي ووجه معلمي أوردغان؟
عفوا للارتزاق
هكذا كرد الائتلاف السوري العملاء الذين باعوا ضمائرهم للغاصب المحتل في أسواق النخاسة التركية، هؤلاء القابعون في فنادق استنبول وهولير يقتاتون على موائد السلطان العثماني ويسرحون ويمرحون في الحمامات السلطانية، تاركين شعبهم يعاني من جور أصحاب الحمات أنفسهم، دون إحساس بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم في هذا الظرف الحساس من تاريخ هذا الشعب المقاوم العظيم،
وبدلا من التمترس في خنادق البطولات والشرف، باتوا يعيشون في الفنادق الفخمة ذات الخمس نجوم، حاملين في جيوبهم الدولار بدلاً من حمل البنادق، يتطاولون على أسياد الوطنية الشرفاء في حركة المجتمع الديمقراطي، وحزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي ويوجهون الاتها مات زوراً وبهتاناً لوحدات حماية الشعب وحماية المرأة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاسهم السياسي والاجتماعي والثقافي، وأنهم أصبحوا شخصيات مهزوزة يستغلهم المحتل التركي للنيل من صمود شعبهم الأسطوري في وجه القتلة وسفاحي التاريخ وداعميهم،
إنهم بلا مواقف وتنقصهم روح التضامن والأخوة والنخوة الكردية والاعتداد بالنفس، فهم والدواعش وجهان لعملة واحدة، يعتمرون الطربوش العثماني والشالة النقشبندية يتزنرون بها خوفا على أموالهم المجتناة باستجداء أعداء كردستان الاردوغانيين وأزلامهم.
وبدون مقارنه ومقاربة، اليوم الوجه المشرق للشعب الكردي يتمثل في فكر القائد العظيم والمفكروالفيلسوف القائد عبد الله أوجلان الذي أنار درب النضال لشعوب الوطن الكردستاني وشعوب دول الشرق الأوسط عموماً.
ومهما حاول المغرضون والمحتلون وأعوانهم للنيل من الشعب الكردي وقواته الباسلة، فسيبقى هذا الشعب وحركته حركة المجتمع الديمقراطي شعلة متقدة وهاجة على دعائم فكر القائد عبد الله اوجلان، شعلة الحرية لشعوب الشرق الأوسط والعالم قاطبة.

الكرد والمنعطف التاريخي الأهم
محمد القادري- رئيس مكتب العلاقات الدينينة
هناك حالات نادرة قد تمر بها البشرية وتعصف بالمجتمعات والدول كما هو هذا العصر، ولا يخفى على أحد أن هناك حالة ولادة تتمخض عن تاريخ جديد سيكتب بصدق، ولطالما كتب التاريخ بأقلام النفاق والتزلف التي كان يحملها طفيليو موائد الجبابرة والسلاطين وحكام القهر الواقع وليس الأمر الواقع.
ونحن كشعب كردي في هذا الخلق الجديد لحياة الإنسان وتعايشه على وجه الأرض بسلام وأمان، لا يمكن أن نكون من الأرقام المهمشة في معادلة إنتاج إنسان هذه المنطقة. القوى الكبرى تريد صناعة فكر يقود بسياسته إلى العبودية بكافة أشكالها، ولكن هيهات هيهات لأن شعبنا الواعي المستيقظ لن ينقاد كما كان يحدث سابقاً ومازال يحدث لفئة منه وللأسف! بل شعبنا اليوم يصنع التاريخ ويضع فلسفته التي ستقود الغير إلى ماهو الصحيح والصواب وبالرؤية الثاقبة للأجيال القادمة ونحن متفائلون لأننا واثقون من قائدنا وقضيتنا وشعبنا ولن يصح إلا الصحيح.
لقد ولى عصر العبودية والتبعية والانحلال في الغير هكذا يعلمنا التاريخ ونحن اليوم نملك جميع مقومات قيادة وإدارة مجتمعنا وأصبحت فلسفتنا الإنسانية الحل الأمثل في عقول ودراسات القوى التي لا يستهان بها.
يحق لنا أن نفتخر بما صنعنا وبما نصنع لأننا جئنا من معاناة ولن نكون إلا حلاً جذرياً وبلسماً لجراح وآلام شعبنا ومجتمعنا، وستثبت الأيام القادمة مصداقية هذه الكلمات.
وحدة الكلمة الكردية سهلة التحقيق إن كانت النوايا سليمة
عباس اسماعيل- كاتب كردي
حقيقة لست من المهتمين بالسياسة وتحليل الأحداث السياسية لكن متابعة وسائل الإعلام تفرض على الإنسان اتخاذ موقف من الأحداث والتطورات التي تجري في العالم والفارق في الصراعات وأن يكون له رأياً فيها, وحسب رؤيتي للواقع الكردي اليوم أنا متفائل واعتبر هذا العصر هو العصر الكردي لأن قضية هذا الشعب تفاقمت وخرجت من إطارها الاقليمي وأصبحت مشكلة عالمية ودولية وتحتاج إلى حل عادل لها، ولابد لهذا الشعب أن يحصل على أهدافه في الحرية ولابد وإن يكون له كيان يتمتع فيه بممارسة لغته القومية وعاداته وتقاليده الخاصة، وإني أرى أن قضية الشعب الكردي تتجه نحو تأسيس دولة مستقلة في العراق وحصوله على الحقوق الثقافية والإدارية في باقي الدول المحتلة لكردستان مثل سوريا وتركيا، ولكنني أشك في وضع الكرد في إيران لأن وضعهم في ظل حكومة الملالي معقد وصعب وقد اختلف مع الغير حول وحدة الكلمة الكردية فهي سهلة التحقيق أن كانت النوايا سليمة، والدليل ما حدث في قامشلو عام 2004 حيث توحدت كلمة الكرد بعيداً عن أي اتجاهات سياسية من عين ديوار وحتى عفرين وزور آفا في العاصمة دمشق، وكذلك مشاركة البيشمركة في تحرير كوباني والدعم الذي قدموه ومشاركة قوات حماية الشعب والمرأة في تحرير شنكال.
الفيدرالية هي الحل الأمثل لمعالجة مشاكل المنطقة
نوري سعيد: كاتب
الواقع الكردي مشكلة المشاكل قديماً وحديثاً، وتبدو لي أنها ستبقى كذلك دون اتفاق حتى على الحد الأدنى من التفاهمات، لأن المصلحة الحزبية هي الأولوية لدى أطراف الحركة السياسية الكردية لذا فالتفاهمات الكردية هي من الصعوبة بمكان أينما وجد، بالرغم من النداءات المتكررة التي اطلقها البعض من ابناء شعبنا وعلى رأسهم الشاعر الكبير جكرخوين حيث قال:” إذا لم نتحد سوف نذهب الواحد تلو الآخر”
(ger em nebin yek eme herin yek bi yek)
ومع ذلك لانزال منقسمين ومتشتتين حتى هذه اللحظة، أما حول إلى أين تتجه قضيتنا نحن الكرد فالأمر لم يعد يتعلق بنا بقدر ما يتعلق بالمخطط المرسوم لمنطقة الشرق الأوسط من قبل الدول المعنية (الخارجية والاقليمية). وهذه الدول لا تتحرك إلا وفق مصالحها فإن كانت نيتها وإرادتها حقاً بناء شرق أوسط جديد ليحل محل سايكس بيكو فلن يستطيع أي نظام أن يقف في وجه ذلك، والذي يتلخص في ايجاد حل للقضايا الاثنية والمذهبية والطائفية وأن كان الأمر كذلك سيكون لنا نحن الكرد حصة في هذا المخطط الجديد للمنطقة لأن الشعب الكردي الذي يناهز تعداده أكثر من ثلاثين مليوناً فلا نزال حتى الآن محرومين من حقوقنا الثقافية.
ويبدو لي إن حل مشاكل دول المنطقة سيكون من خلال تبني فكرة الفيدرالية الديمقراطية، بحيث تدير المكونات المتواجدة ضمن كل منطقة شؤونها من خلال نظام تعددي تشاركي لا مركزي مع الحفاظ على وحدة وسيادة الدول.
وإذا كانت تركيا تعد أحدى العقد المستعصية في الأزمة السورية والمنطقة فلقد تم إرضاؤها من خلال إقامة منطقة بطول 70 كم وعمق 20 كم في جرابلس ومنبج حتى تؤمن تواصلها مع المكون السني في العالم العربي، وبذلك تمنع تلاقي مقاطعة الجزيرة وكوباني وعفرين مع بعضها، وحصر الامتداد الكردي في المنطقة ما بين ديريك حتى نهر الفرات، وإذا سارت الأمور على هذا المنوال فأنني متفائل بأن نحصل نحن الكرد على حقوقنا في هذا القرن، وبإشراف دولي ومن خلال مفاوضات جنيف الجديدة والقادمة والتي كما يبدو ستبدأ قريباً. إما إذا كان الاتفاق التركي السوري الإيراني مؤامرة على الكرد باتفاق مع الدول الكبرى فسوف نتعرض إلى لوزان آخر كما حصل عام 1923.
كلمة المحرر:
إن الخطوات التي خطاها الكرد لهي خطوات مهمة وكبيرة، وإن تعثرت هذه الخطوات أحياناً، إلا أن العثرات لابد من تجاوزها بمعيار مصالح شعبنا لا بتأثير الظروف الضاغطة من محيطنا، فالوضع الدولي الراهن يجيز للكرد تحقيق انجازاتهم في حال وقفوا صفاً واحداً.
الأمر الآخر هو إن تركيا العدوة اللدودة للكرد لم تعد قادرة على حسم معاركها الداخلية والخارجية وإن قوتها المدعومة من حلف الناتو لا تكفي لفرض أجنداتها على المنطقة، إذاً لابد من حل.
الخلاف بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي ليست سوى معزوفة تلعب عليها أنامل السلطان العثماني، مستغلاً بذلك الاختلاف المشروع في اللهجة والرأي وشاركه في ذلك بعض الأطراف في المنطقة وهي جميعها أصبحت رهانات خاسرة.
الكل الكردي خاسر في هذه الخلافات، والمستفيد الوحيد هو النظام الفاشي التركي الذي ينفذ مخططاته بكل سهولة في ظل الانقسام والانشغال الكردي رغم رهانه الخاسر كما قلنا.
إن مشكلة الكرد لم تعد تتوقف عل خياراتهم السياسية أو على أشكال الكفاح والنضال والمقاومة؛ إنما المشكلة طالت كياناتهم السياسية (الأحزاب والتنظيمات) التي أصبحت متقادمة ومتكلسة وخاصة بعد تحولها من حركة تحررية ثورية إلى سلطة لجزء من شعب على جزء من الأرض، والحال فنحن إزاء أزمة سياسية شاملة أي أزمة خيارات سياسية، وأزمة بنى تنظيمية، وأزمة أشكال نضالية، فضلاً عن أنها أزمة في التفكير السياسي مع أفكار سياسية لم تعد تقدم شيئاً.
والقصة ليست بهذه السهولة، القصة هي أن الكرد غير متمكنين من أحوالهم تماماً إلى درجة يستطيعون فيها تغيير خياراتهم أو تغيير كياناتهم السياسية إلى جانب محدودية قدراتهم.
والأمر الآخر الذي ينبغي التذكير به هو عدم وجود الكرد في إقليم مستقل أو في تجمع محدد وتوزعهم في بلدان متعددة مع خضوعهم لأنظمة سياسية مختلفة ومتباينة، الأمر الذي أضعف قدرتهم على التفاعل وإيجاد حقل سياسي طبيعي فعلى ذلك فإن البديل المتاح أمام الكرد وبعيداً عن العواطف والرغبات والأمنيات، تكمن في عد الوضع الراهن بمنزلة فرصة تاريخية لمراجعة تجربة القرون وقراءتها بصورة مسؤولة، وحسم المواقف بناء على ذلك باتجاه إعادة بناء البيت الكردي على أسس جديدة وديمقراطية، وعلى أساس رؤية سياسية تستعيد ثقة الجماهير الكردية ووقف تفككه، والعمل على تقوية المجتمع بمختلف جوانبه.

زر الذهاب إلى الأعلى