الأخبارمانشيت

بولات جان: دخول تركيا إلى سوريا كانَت ضربةً قويةً ضد مشروع التحالف الدولي

polat-canفي حوارٍ مع المتحدث باسم وحدات حماية الشعب YPG في قوات التحالف الدولي “بولات جان” أجراه موقع (Mutlu Civiroglo) التركي الذي تحدث عن علاقات الأمريكيين وروج آفا والعديد من النقاط والمواضيع الأخرى ذات الأهمية في الأزمة السورية تحدث جان مستهلاً حديثه بالقول:” كلما استمرت هذه الحرب كلما ازدادت كثافةً وكلما تورط فيها العديد من اللاعبين المختلفين. تحتاج هذه الحربُ إلى حلٍ ما، وكي تنتهي هذه الحرب يجب أن يكون هناك اتفاقٌ مشتركٌ في كل أنحاء البلاد, هناك حاجةُ إلى اتفاقٍ على الصعيد المحلي والإقليمي. أما بالنسبة لوقف إطلاق النار فقد تم وقف إطلاق النارِ لمدةِ أسبوعٍ واحد، فقد كان هناك وقف إطلاق النار لمراتٍ عديدة ولكنه لم ينفذ بنجاح من قبل المجموعات المختلفة أو من قبل الحكومة السورية. لقد تم خرق وقف إطلاق النار إما من قبل الجماعات الإرهابية من الجيش الحر أو من قبل النظام السوري.

ما نريده ككرد منذ بداية هذه العملية هو أن تحل الأزمة السورية هذه عن طريق الحوار السياسي. ولكن لمراتٍ عديدةٍ وبطرقٍ مختلفةٍ كانت هذه الجماعات الإرهابية والنظام السوري يهاجموننا ويقاتلوننا. ولكن نحن ككرد نريد حل هذه الأزمة في سوريا عن طريق السلام والحوار. ولسوء الحظ كانت كلها كـ التي شهدناها في المحاولات السابقة لوقف إطلاق النار، سواءً بين جماعات المعارضة والنظام أو تلك التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا.  كلما جمعت روسيا والولايات المتحدة هذه الفصائل المختلفة – الجماعات الإرهابية في سوريا تنظيم القاعدة، جبهة النصرة والنظام من أجلِ خلقِ اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار، كان ينتهي الأمر بهذه الجماعات إلى مهاجمتنا. إما يهاجمنا النظام في الحسكة وقامشلو أو تهاجمنا المجموعات الإرهابية بالقرب من عفرين. قبل يومين أعلنا مثلما أعلنت الـ YPG بأننا سندعم عملية وقف إطلاق النار. أبلغنا تلك الأطراف بأننا سوف ندعم رسمياً عملية وقف إطلاق النار, ولكن إذا هاجمتنا أية جماعات – مثل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة للأسف سنضطر للرد دفاعاً عن أنفسنا”.

وعن سؤالٍ طُرِحَ عليه عن التوتر الزائد بين وحدات حماية الشعب في التحالف الدولي وبين تركيا الأسبوع المنصرم ووضع أمريكا الحرج من هذا التوتر قال جان:” أريد أن أقول أنه لا يمكن المقارنة بيننا نحن كقوات سورية الديمقراطية والـ YPGو YPJ  مع تركيا. لأكثر من أربع أو خمس سنوات أثبتنا أنفسنا للعالم لأننا بمشاركتنا في الصراع نسير على أسس أخلاقية وإنسانية، وذلك تماشياً مع ضميرنا، لأن ما نريده حقاً هو السلام، ونحن إلى جانب الحق.

 بكل صراحة نحن الطرف الجدي الوحيد الذي يساهم في القتال ضد الإرهاب في سوريا والشرق الأوسط. ضد جبهة النصرة وجماعاتها، وضد تنظيم داعش وأنصاره على الجانب الآخر وقد أثبتنا ذلك. وألحقنا ضرراً كبيراً بداعش في كفاحنا ضدهم في كوباني، كري سبي (تل أبيض)، في تل حميس، تل براك، الهول، شنغال (سنجار)، و منذُ عهدٍ قريبٍ جداً في منبج. وكانت هذه الضربات خطيرةٌ بالفعل.

في الشرق الأوسط وفي سوريا لا أحد يفعل شيئاً إنما نحن فقط الذين نقاتل”.

وعن سؤال طرحه الموقع بأن العالم باستثناء تركيا يعترف بتأثيركم رد جان بقوله:”هذا صحيح العالمُ يقر بذلك ولكن كيف لك أن تقارننا مع تركيا.  فتركيا هي المتورطة في الإرهاب إنهم يدعمون داعش  ويدعمون النصرة.  وهم من يدعمون إرهاب أحرار الشام والمجموعات الإرهابية من كل الفئات. تركيا تؤكد ذلك بكل وضوحٍ من خلال عملية درع الفرات في سوريا. وأود أن أشارك جمهورك بعض الأمثلة من أجلِ فهمٍ أفضل”. وعن الأمثلة التي تدل على تسييس تركيا للثورة السورية قال جان:” في عام 2012 كانت جماعات المعارضة المختلفة تقاتل في حمص وحماة ودمشق. لأي غرض؟  لقلب نظام الحكم. وأين هو النظام؟ في دمشق. لكن في نهاية عام 2012 في ديسمبر/كانون الأول جلبت تركيا هذه الجماعات المعارضة لمهاجمتنا في سري كانيه (رأس العين) وأغلقوا معبر جيلان بينار الحدودي. لم يكن لنا إلا أن نخرجهم من سري كانيه على مدى سنتين من القتال الشرس.  إذن  لما كان هذا؟ بيت رئيس النظام السوري ليس في سري كانيه.  جميعنا رأينا كيف قامت تركيا جهاراً نهاراً بدعم الجماعات الإرهابية خلال الهجوم الكبير على كوباني. في منبج نحن وقوات سورية الديمقراطية خضنا معركة كبيرة ضد داعش. قتلنا أكثر من 4000 إرهابي، وفي حوزتنا 3000 جثة. وأيضاً أصبنا الكثير منهم.  أنزلنا بهم ضربة كبيرة فقد كانت منبج ثالث أكبر مدينة تحت سيطرة داعش بعد الموصل والرقة”. وتابع جان تعقيباً لما سبق وفي حديثه عن الدور القذر الذي لعبته تركيا في سوريا وما تزال تلعبه, وعن دعوة تركيا لأمريكا لأكثر من مرة بقطع علاقاتها مع وحدات حماية الشعب الـ YPG وقوات سوريا الديمقراطية وعن الموقف والتوقعات اتجاه العلاقة الأمريكية الكردية قال:” نريد أن نقول أنه في مثل هذا النوع من العلاقات لا يمكن ربط نفسك تماماً مع طرفٍ واحدٍ فقط.

نحنُ نضطرُ إلى إقامةِ علاقاتٍ مع العديد من الأطراف والجهات الفاعلة المختلفة والتي تشاركنا الرأي في محاربة الإرهاب والقضاء عليه وتخليص العالم منه. وكان قرار تركيا بدخول سوريا بالطبع لم يكن قراراً اتخذته كلياً من تلقاء نفسها.

في الواقع تقول تركيا أنها دخلت سوريا كعضوٍ في حلف الشمال الاطلسي. لقد احتلت تركيا جرابلس التي هي جزءٌ من أرض روج آفا وشمال سوريا, وباتوا هناك محتلين وقد شرعوا في حربٍ كبيرةٍ ضدنا, وأريد أن أسأل عن هذا للأسف وصل عددٌ كبيرٌ من هذه الجماعات الإرهابية إلى الشمال السوري, نحن هناك وندرك إن العديد منهم قد وصل إلى جرابلس مع الأسلحة الأمريكية, والكثير من تصريحات جو بايدن كانت بالنسبة لنا في غير محلها. خاصة عندما يكون هناك مجموعة مثل قوات سورية الديمقراطية التي تضم الكرد والعرب والتركمان والسريان والأرمن والشركس, والتي أثبتت أنها تستطيع أن تقطع الطريق كله حتى دير الزور, وتطرد كل الإرهابين من البلاد. ليس تنظيم داعش هو فقط الإرهابي بل جبهة النصرة هي أيضاً جماعة إرهابية والنظام أيضاً إرهابي، ولواء نور الدين الزنكي، ولواء السلطان مراد؛ كل هؤلاء جماعاتٌ إرهابية. وكيف يمكن لها اليوم أن تدعم الجماعات التي تقطع رؤوس الناس والتي ترفض الحق في الديمقراطية, وتنبذ حقوق الإنسان وحقوق المرأة وتأتي لاحتلال بلدنا وتقف بالمقابل ضد جماعات مثلنا تقاتل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. إن دخول تركيا إلى سوريا كانَ ضربةً قوية ضد مشروع التحالف الدولي للقضاء على داعش. هذه الهجمات كانت ضد الكرد ضد في روج آفا، وضد شمال سوريا والتحالف الدولي. كما أنها كانت أيضاً ضربةً قويةً ضد كل الجماعات التي تحارب داعش وجبهة النصرة”.

وفي سؤالٍ عن المطلوب من أمريكا والمجتمع الدولي حيال الكرد في حربهم ضد الإرهاب قال جان:” قبل كل شيء نريدُ من كلِ شعوبِ العالم شعوب أوروبا وشعب أمريكا، أن تعلم أننا نحن اليوم من كل الجماعات من نشكل الطليعة في محاربة جماعات داعش الوحشية من أجل العالم بأسره. إنها الـ YPG و الـ YPJ  و الـ SDF (قوات سوريا الديمقراطية) ولا يوجدُ أحدٌ آخر.  نحن من سيضمن أمن أوروبا والولايات المتحدة, نحن من لن نسمح للإرهابيين أن ينتقلوا بسهولة من هنا إلى أوروبا وبقية العالم, نحن من خلقنا الحدود بين الجماعات الإرهابية وتركيا، وعليه فأننا نحن من نمنعهم من الذهاب إلى تركيا ومن ثم إلى بقية العالم.

لن نسمح لهم أن يترعرعوا أو أن يزحفوا من هنا بعد الانتصار الذي حققته الـ YPG والـ YPJ  في كوباني ضد داعش، انخفض عدد الإرهابيين القادمين من أوروبا إلى سوريا بشكلٍ ملحوظ. وبعد أن حررنا كري سبي تضاءل أيضاً بشكلٍ كبير عدد الإرهابيين الذين يسافرون بين الرقة وأوروبا. هدفنا هو خلقُ حدودٍ طبيعيةٍ فعلية بين تركيا وتنظيم داعش. لكن تركيا بتدخلها احتلت جزءاً من سوريا ولم يتم قطع اتصالها بداعش. الآن تركيا تجدد الاتصال بين الأتراك والجماعات الإرهابية في مناطق جرابلس ومارع والباب. لا تزال لديهم علاقات ولا نعتقد أن تركيا ستشن حرباً جديةً ضد الجماعات الإرهابية. نريد أن نقول للعالم:” تركيا ترى في هذه الجماعات حلفاءً لها, وتدخل معهم في اتفاقات وعلاقات ودية. وتركيا قد خلقت اليوم مساراً لاحتلال أراضينا لهذا السبب كان هناك المئات من الأصدقاء والرفاق من أوروبا الذين انضموا إلى صفوفنا, والآن عادوا إلى بلدانهم هؤلاء ينبغي عليهم أن يخلقوا حركات ولوبيات لإبلاغ حكوماتهم والسياسيين وزملاءهم حول هذا الوضع, ويطلبوا منهم عدم التعاون مع تركيا. السياسيين والنشطاء والناس الذين قاتلوا مع الـ YPG وعادوا إلى بلدانهم يجب أن يعملوا على أن تدعم حكوماتهم الجماعات التي تقاتل الإرهاب بإخلاص, وعلى أساسٍ أخلاقي وليس تلك الدول التي تدعم الإرهاب”.

وفي ختام حديثه المطول مع الموقع التركي (Mutlu Civiroglo) وعن ورود أخبار عن عملية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد داعش في مدينة الرقة السورية, وعن الخطوات المقبلة في محاربة داعش قال بولات جان المتحدث باسم الـ YPG في قوات التحالف الدولي:” قبل أي شيء يحتاج العالم أن يفهم أننا مقاتلين لا نتبع لأحد. نحن لسنا مجموعة قوات شبه عسكرية نحن نقاتل من أجل حقوق شعبنا, نحن نقاتل من أجل حقوق الشعب الكردي وشعوب سوريا. لقد وصلنا إلى العديد من الاتفاقيات مع التحالف الدولي، ونحن نعمل معاً في العديد من المجالات، ولكن هذا لا يعني أننا لن نستمر في الانخراط في السياسة الخاصة بنا, أو أننا قد نتخلى عن حقنا في الكلام. وإن لم تمنح لنا هذه الحقوق ضمن نطاق التحالف الدولي فإن شعبنا لن يقبل بهذا. لا نستطيع أن نقول لشعبنا دعونا نذهب للقتال ونضحي بالكثير من الشباب والشابات ولكن بعدها لن يكون هناكَ حقٌ في الكلام. شعبنا لن يرضى بذلك ولا أحد يرضى به. لقد أثبتنا وجودنا للعالم بالصراع الذي نخوضه، وبالتالي وانطلاقاً من هذه النقطة فأن العالم يحتاج إلى إقامة علاقات معنا مع احترام إرادتنا السياسية الخاصة وهذا الكفاح الذي قدمناه. وعندها فقط يمكن أن يكون من الممكن إيجاد صوت مشترك مع التحالف ومحاربة داعش على الأرض. ونحن على استعدادٍ للقتال ضد جميع الجماعات الإرهابية في سوريا لإلحاق الهزيمة بهم جنباً إلى جنب مع الكرد والعرب والتركمان والسريان والأرمن وكافة المجموعات في هذا البلد. دعونا نلتف ونتعاضد وندعم بعضنا البعض ونلحق الهزيمة بهم لخلق ديمقراطية مستقرة في سوريا. من أجل هذا التحالف يجب على جميع الفئات داخل وخارج سوريا أن تقف وراء بعضها البعض لبناء الديمقراطية. وأخيراً يجب على قوات التحالف والجماعات الأخرى في الخارج أن تجتمع معاً على صوتٍ واحد وموقفٍ واحد للوصول إلى أهدافنا المشتركة.

زر الذهاب إلى الأعلى